الإثنين 30 يونيو 2025 الموافق 05 محرم 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

«كتاب نادر عن مصر وفلسطين» يعرض بمزاد أمريكي..وثائق بصرية عمرها 175 عاما

هرم خفرع
هرم خفرع

يُعرض في أحد المزادات الكبرى بالولايات المتحدة الأمريكية كتاب نادر للمصور والرحالة الفرنسي «ماكسيم دو كامب» بعنوان «مصر وبلاد النوبة وفلسطين وسوريا»، وهو عمل نادر ينتمي إلى أدب الرحلات، ويعد من أقدم الوثائق المصورة التي التقطت في الشرق الأوسط، وتحديدا في مصر والقدس وبلاد الشام.

النسخة المعروضة من الكتاب هي نسخة مخطوطة عمرها 175 عاما، تعود إلى منتصف القرن التاسع عشر، وتعد من أوائل الأعمال المصورة التي جمعت بين الفوتوغرافيا والتوثيق الرحلي، حيث وثق دو كامب رحلته إلى الشرق بصور نادرة التُقطت ما بين عامي 1849 و1851.

<span style=مقبرة سلاطين المماليك
 ">
مقبرة سلاطين المماليك
 

رحلة إلى قلب الشرق.. من القاهرة إلى القدس

شارك ماكسيم دو كامب، إلى جانب الكاتب الفرنسي الشهير «جوستاف فلوبير»، في رحلة استكشافية إلى الشرق، بدأت عام 1849، وجمع خلالها دو كامب مشاهدات فوتوغرافية من مصر وبلاد النوبة وفلسطين وسوريا، بأسلوب توثيقي يهدف إلى تسجيل الآثار والمناظر الطبيعية.

وتحوّلت هذه الرحلة لاحقا إلى عمل ضخم نُشر تحت عنوان «مصر وبلاد النوبة وفلسطين وسوريا: رسوم فوتوغرافية من 1849 إلى 1851»، ضم أكثر من 200 صورة فوتوغرافية، اعتُبرت لاحقًا من أبرز ما وثّق معالم تلك المناطق في تلك الحقبة التاريخية.

ورغم أن جوستاف فلوبير كان الكاتب البارز في تلك الرحلة، إلا أن شهرة دو كامب طغت عليه بفضل ما وصفه فلوبير بـ«الهياج الفوتوغرافي» لصاحبه، حيث كانت الكاميرا ترافق دو كامب في كل خطواته، ملتقطًا صورًا للمعابد الفرعونية، والمنشآت الإسلامية، وشوارع المدن القديمة.

<span style=هرم خفرع
 ">
هرم خفرع
 

مهام رسمية وأوسمة شرف

كان ماكسيم دو كامب قد عرف سابقا بزياراته إلى تركيا، حيث أقام في عام 1834، وأصدر كتابًا بعنوان «ذكريات ومناظر طبيعية من المشرق»، وثّق فيه رحلاته إلى إزمير وأفسس والقسطنطينية. 

وبفضل هذه التجارب السابقة، كُلّف من قبل وزارة التعليم الفرنسية بمهمة أثرية إلى الشرق، لتوثيق المواقع الأثرية الهامة، استجابة لاهتمام أوروبا المتزايد في تلك الفترة بالحضارات الشرقية.

الصور التي التقطها دو كامب لاقت رواجا واسعا، رغم أن أسعار النسخ كانت مرتفعة نسبيًا. وخصصت مجلة «لا لوميار» - وهي أول مجلة فوتوغرافية في العالم - عددا خاصًا للحديث عن رحلته وصوره، كما تلقى دو كامب العديد من الأوسمة، أبرزها وسام جوقة الشرف، الأمر الذي أثار استياء رفيق رحلته «فلوبير» الذي قال ساخرًا في رسالة إلى «لويز كولي»: «عجبًا لزمان يُوسم فيه المصورون ويُنفى فيه الشعراء».

<span style=مسجد العارف وقبر مراد بك
 ">
مسجد العارف وقبر مراد بك
 

«الصور وثائق لا فن».. اعتراف دو كامب

ورغم القيمة التاريخية للصور، إلا أن ماكسيم دو كامب نفسه لم يعتبرها أعمالًا فنية، بل وثائق بصرية التزم فيها بتعليمات أكاديمية النقوش والآداب، وهدفه - كما صرح لاحقا - كان تقديم «صور دقيقة تمكن من إعادة تشكيل المعالم»، وهو ما جعل بعض النقاد يرون الصور «خالية من الرؤية الجمالية» لكنها تظل «ذات أهمية وثائقية».

ولم تستمر علاقة دو كامب بالتصوير طويلًا، إذ أشار فلوبير في مراسلاته إلى أن صديقه «تخلّى عن فن التصوير في بيروت عام 1850»، حيث باع معداته لشخص وصفه بـ«الهاوي المسعور»، قبل أن يغادر إلى رودس، ثم إلى القسطنطينية وإزمير.

تكريم دولي.. ثم تجاهل ذاتي

في المعرض الكوني الذي أقيم في باريس عام 1855، حصل دو كامب على ميدالية تقديرًا على عمله الفوتوغرافي الرائد، إلا أنه لاحقا لم يعد يهتم بهذه الصور أو يعيد النظر فيها، وكتب إلى الرسام «أوجين فرومنتان» قائلًا: «انهل منها كما تشاء.. لم أعد أكترث لها».

ورغم ذلك، ما زالت أعمال دو كامب تُعرض حتى اليوم في المعارض والمتاحف الكبرى بوصفها وثائق بصرية لا تُقدّر بثمن، وهي بمثابة أول مشروع فوتوغرافي متكامل عن الشرق الأوسط.

<span style=معبد خونسو بالكرنك
 ">
معبد خونسو بالكرنك
 

نسخة نادرة في المزاد

النسخة المعروضة من الكتاب حاليا في أحد المزادات الأمريكية تُعد من أندر النسخ المخطوطة، وقد تثير اهتمام هواة جمع الوثائق التاريخية والمصورين المهتمين بالبدايات الأولى لفن التصوير في العالم العربي.

ويؤكد القائمون على المزاد أن الكتاب «ليس فقط قطعة نادرة من أدب الرحلة، بل يمثل وثيقة بصرية شاهدة على لحظة فارقة في التاريخ المصري والفلسطيني والسوري».

<span style=معبد حتحور بدندرة
 ">
معبد حتحور بدندرة
 
تم نسخ الرابط