«صلاح قابيل».. الوجه الأصيل للفن المصري الذي لا ينسى

في قرية «نوسا الغيط» التابعة لمحافظة الدقهلية، ولد الفنان المصري الكبير «صلاح قابيل» في 27 يونيو عام 1931، حيث نشأ وسط أجواء ريفية بسيطة، قبل أن ينتقل مع أسرته إلى القاهرة، ليتلقى تعليمه في المدرسة الخديوية الثانوية.
التحق قابيل بكلية الحقوق تنفيذا لرغبة أسرته، لكنه سرعان ما تركها ليتبع شغفه الحقيقي، فكان من أوائل الملتحقين بـ «المعهد العالي للفنون المسرحية»، حيث درس وتخرج عام 1957، ليبدأ بعدها رحلته الفنية.
من خشبة المسرح إلى شاشات السينما
انطلقت مسيرة قابيل الفنية من مسرح التلفزيون المصري، الذي قدم من خلاله عدداً من الأعمال المسرحية المؤثرة، منها: «اللص والكلاب» و«ليلة عاصفة جداً» و«شيء في صدري».
أما عن دخوله إلى عالم السينما، فكان من خلال فيلم «زقاق المدق» عام 1963، أحد أشهر أعمال نجيب محفوظ التي عكست ملامح الإنسان المصري في واقع الحارة الشعبية.
سرعان ما لفت قابيل الأنظار بأدائه التلقائي وصوته المميز، فشارك في عدد من الأفلام المهمة مثل «بين القصرين»، «نحن لا نزرع الشوك»، و«الراقصة والسياسي»، بالإضافة إلى فيلم «البرئ» الذي يعد من أبرز الأعمال التي انتقدت القمع السياسي.
تعدد في الأدوار.. وتميز في الأداء
تميّز صلاح قابيل بقدرته الفائقة على التنقل بين الشخصيات، فكان يؤدي دور الضابط بمهارة، كما برع في تجسيد أدوار المجرمين والسياسيين ورجال الدين والمعلمين، وأبدع في أدوار الأب والأخ والزوج والصديق، دون أن يفقد ملامحه الإنسانية الحقيقية.
كما اشتهر بتقديم شخصيات ذات بعد درامي ونفسي عميق، ما أكسبه محبة الجمهور وتقدير النقاد. لم يكن مجرد ممثل يؤدي نصًا مكتوبًا، بل كان فنانًا يضيف من روحه على كل دور يتقمصه.
الدراما التليفزيونية.. حضور لا ينسى
عرفه الجمهور العربي أكثر من خلال الدراما التليفزيونية التي تألق فيها، فشارك في أعمال أصبحت علامات في تاريخ التلفزيون المصري، من أبرزها «دموع في عيون وقحة» مع النجم عادل إمام، و«ليالي الحلمية» الذي شكل أحد أهم أعمال الدراما الاجتماعية، و«بكيزة وزغلول» الذي جمع بين الكوميديا والدراما باحتراف شديد.
كما قدّم في إذاعة صوت العرب عددًا من المسلسلات الإذاعية الناجحة، أبرزها «عيلة مرزوق أفندي»، وكان أحد النجوم القلائل الذين جمعوا بين العمل المسرحي والتلفزيوني والسينمائي بنفس البراعة.
شائعة الدفن حيا.. وأساطير ما بعد الرحيل
من أكثر الشائعات التي طاردت اسم صلاح قابيل بعد وفاته، كانت تلك التي ادعت بأنه دفن حيا، وعثر عليه ميتا في وضعية جلوس داخل القبر.
وقد نفى نجله «عمرو قابيل» هذه الرواية تمامًا، مؤكدًا أن والده توفي نتيجة نزيف في المخ، وأن دفنه تم بعد التأكد الكامل من وفاته، مشددًا على أن الحديث عن تحرك القبر أو سماع أصوات هو «محض خيال وخرافة».
كما نفى ما أثير بشأن زواج والده من الفنانة وداد حمدي، مؤكدًا أنه لم يتزوج سوى والدته فقط.
رحيل مفاجئ غير أحداث مسلسلات
في 3 ديسمبر عام 1992، رحل صلاح قابيل عن عمر ناهز 61 عاما إثر أزمة قلبية مفاجئة، وذلك قبل استكمال مشاهده في الجزء الخامس من مسلسل «ليالي الحلمية»، ما اضطر صناع العمل إلى حذف الشخصية من السيناريو.
كما أثر غيابه على أعمال درامية أخرى، مثل «ذئاب الجبل» و«عصر الفرسان»، ما اضطر بعض المخرجين إلى تغيير مجرى الأحداث أو الاستعانة بممثلين بدلاء.
إرث خالد وبصمة لا تمحى
ترك صلاح قابيل وراءه إرثا فنيا لا ينسى، تجاوز 72 فيلما وعددا كبيرا من الأعمال المسرحية والتليفزيونية والإذاعية، ليبقى اسمه محفورا في ذاكرة الفن المصري.
بصوته العميق، وملامحه التي تجمع بين الوقار والدفء، وأدائه الذي يتسلل إلى القلوب، استطاع قابيل أن يكون فنانا حقيقيا بمعنى الكلمة، رحل الجسد، لكن بقيت البصمة التي لا تزول، لتذكرنا دومًا بأن «الفن الصادق لا يموت».
- صلاح قابيل
- ساني
- الفن
- عمل
- العمل
- شاهد
- الشائعات
- فيلم البرئ
- المعلمين
- ذئاب الجبل
- مصر
- المسرحية
- نجيب محفوظ
- مسلسلات
- السينما
- المعهد العالي للفنون المسرحية
- القاهرة
- المعلم
- الدقهليه
- رحلته الفنية
- كليه الحقوق
- المدرسة
- المجر
- الإنسان المصري
- حقوق
- معلمين
- محافظة الدقهلية
- محافظ
- لانس
- مدرس
- ثانوي
- التلفزيون
- المسلسلات
- الأعمال
- رجال الدين
- تلفزيون
- قلب
- المسرح
- صلاح
- المصري
- العرب
- كلاب
- التلف
- مخرج
- القارئ نيوز