الثلاثاء 18 نوفمبر 2025 الموافق 27 جمادى الأولى 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

نبيل أبوالياسين: الاستسلام المذل «غرين وترامب» معركة إبستين ونهاية الزعيم

القارئ نيوز

في مشهدٍ يُجسّد تناقضات السياسة الأمريكية، لم يعد خصوم الرئيس ترامب التقليديون من الديمقراطيين وحدهم، بل انقلب أحد أبرز مؤيديه «المخلصين» ضده. 

مارجوري تايلور غرين، التي كانت يوماً ما التجسيد الحي لحركة «اجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى»، ترفع الآن راية التمرد داخلها، مُستندةً إلى قضيةٍ ترفض قاعدة ترامب التخلي عنها: الإفراج عن ملفات جيفري إبستين.

 في هذه المعركة، لم تعد القضية مجرد فضح حقائق مخفية عن مجرم جنسي، بل أصبحت مرآة عاكسة لصراعٍ وجودي على روح الحزب الجمهوري، واختباراً حقيقياً للولاءات في عهد ترامب الثاني.

 إنها قصة تحول المؤمنة الحقيقية إلى منافسة شرسة، وقصة زعيم يرى أركان سلطته تتآكل بينما يحاول يائساً الحفاظ على إرثه وسط عاصفة من الفضائح والانقسامات.


من التلميذة المخلصة إلى المنافسة المتمردة

دخلت مارجوري تايلور غرين الكونغرس في عام 2020 كمشجعة متحمسة بشكل خاص لثورة ترامب، وذهبت إلى حد الدفاع عن هجوم 6 يناير على مبنى الكابيتول كحركة Jللإطاحة بالطغاة».

 مثل ترامب، امتلكت غرين شخصية أكبر من الحياة وموهبة للاستفزاز، وساعد هذا في جعلها شخصية وطنية في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يكافئ اقتصاد الاهتمام الخطاب التحريضي. 

لكن على وجه التحديد لأنها كانت مؤمنة حقيقية بترامبية، تمكنت غرين أيضاً من رؤية أن فضيحة إبستين كانت فرصتها للاستيلاء على عباءة القيادة بعيداً عن ترامب.

 كانت حياتها السياسية متوقفة، لأنها لم تكن تحظى بشعبية لدى القادة الجمهوريين في الكونغرس، ويقال إن ترامب نفسه منع خطط غرين للترشح لمجلس الشيوخ.


ملفات إبستين: السلاح الذي هز عرش ترامب

ملفات جيفري إبستين هي مجموعة من الوثائق التي جمعتها السلطات الفيدرالية الأمريكية خلال التحقيقات مع إبستين، المتهم بارتكاب جرائم جنسية ضد قاصرات. 

تتضمن هذه الملفات سجلات رحلات الطائرات الخاصة، وقوائم جهات الاتصال، وسجلات المحاكم، والمواد المصادرة من ممتلكاته.

 كشفت هذه الوثائق عن ارتباطات إبستين بشخصيات بارزة من عالم السياسة والإعلام والترفيه، بينما لا تزال أجزاء كبيرة من الوثائق سرية لحماية الضحايا.

 وقد انتشرت نظريات مؤامرة حول «قائمة عملاء إبستين» التي يُزعم أنها تحتوي على أسماء شخصيات بارزة، ويُعتقد أنها استخدمت لابتزازهم، وكان ترامب قد وصف الاتهامات حول الملف بأنها مجرد تشتيت لنجاحاته.


الانفجار: هجوم ترامب ورد غرين المدوي

في يوم جمعة حاسم، أصدر ترامب منشوراً طويلاً على «تروث سوشيال» يدين غرين بعبارات صاخبة، قائلاً: أسحب دعمي وتأييدي لـ«عضوة الكونغرس» مارجوري تايلور غرين.. كل ما أراه «واكي» مارجوري تفعله هو الشكوى والشكوى والشكوى!، واصفاً إياها بـ«الخائنة» و«الغريبة» و«المجنونة».

 كان هذا الهجوم هو الأعنف من نوعه ضد حليف سابق. ردت غرين بالدعوة إلى إنهاء «الخطاب السام والخطير والانقسام» في السياسة، معربة عن اعتذارها عن «المشاركة في السياسة السامة» في بعض هجماتها التحريضية السابقة على الديمقراطيين.

 لكنها استمرت في الضغط من أجل الإفراج عن ملفات إبستين، قائلة: «أعتقد أن البلاد تستحق الشفافية في هذه الملفات، ولا أعتقد أنه يجب حماية الأغنياء والأقوياء إذا فعلوا أي شيء خاطئ».


ما وراء المعركة الشخصية: المشهد السياسي المتصدع

عداء ترامب وغرين هو جزء من قصة أكبر، إذلال ترامب الأخير في الانتخابات يقترب به بسرعة من وضع «البطة العرجاء». 

منتصف المدة لعام 2026 على بعد أقل من عام، وفي اللحظة التي تنتهي فيها، سيدفع السباق الرئاسي الوشيك لعام 2028 ترامب إلى أبعد من ذلك في الخلفية. 

يعرف أولئك في حركة ترامب أنه لن يتمكن من الترشح مرة أخرى ويحاولون الآن وضع أنفسهم كوريث له.

 هذا يفسر النقاش المكثف حول وسطاء الطاقة المحتملين. كما علق البودكاست اليميني الشهير تيم ديليون: «هذه هي نهاية إدارة ترامب، هذه هي بداية رئاسة البطة العرجاء.. سوف يبتعد، وسوف يكبر، إنه يزين البيت الأبيض بالذهب، وسوف يمتص إبستاين الأكسجين من الكثير من هذا».


معركة الروح والهوية

في الختام، لم تعد هذه المعركة مجرد صراع على وثائق أو تحقيقات، بل أصبحت معركة على روح حركة سياسية بأكملها.

 لقد كشفت هزة الاستسلام المُذل التي اضطر لها ترامب أن قادة العالم، بغض النظر عن قوتهم, يخضعون في النهاية لإرادة الحقيقة. 

مارجوري تايلور غرين، بكل تناقضاتها وماضيها المثير للجدل، أصبحت تجسد مفارقة تاريخية: فهي نفس الشخصية التي كانت تمثل أقصى درجات الولاء لترامب، أصبحت الآن رمزاً للتمرد ضده.

 الضحايا الناجون من جيفري إبستين، برسائلهم المؤثرة والداعمة لغرين، هم من يكسبون المعركة الحقيقية، يذكرنا بكل ذلك في النهاية، الحقيقة لا يمكن إخفاؤها إلى الأبد. 

هذه ليست مجرد نهاية لرئاسة، بل هي بداية لتحول في المشهد السياسي الأمريكي، حيث لم تعد الولاءات العمياء هي الحاكمة، بل القضايا والمبادئ.

 إنها لحظة تاريخية حيث تنتصر إرادة الشعب على محاولات التعتيم، وتثبت أن لا قوة فوق قوة الحقيقة.

تم نسخ الرابط