كل ما تحتاج معرفته عن الشوكة العظمية وطرق علاج آلام كعب القدم

القدم هي أحد أكثر أجزاء الجسم تحملاً للضغط والإجهاد اليومي، فهي التي تحمل وزن الجسم كله وتشارك في كل حركة نقوم بها من المشي والوقوف إلى الجري وصعود السلالم، ومن هنا فإن أي ألم يظهر في منطقة «كعب القدم» قد يؤثر بشكل مباشر على جودة الحياة والنشاط البدني، ويُعد ما يُعرف باسم «الشوكة العظمية» من أكثر الأسباب شيوعًا لألم الكعب، خاصة لدى الأشخاص الذين يقفون لفترات طويلة أو يعانون من زيادة في الوزن أو يمارسون أنشطة رياضية مرهقة.
ما هي الشوكة العظمية؟
الشوكة العظمية ليست كما يظن البعض جسمًا غريبًا مغروسًا في كعب القدم، بل هي نتوء عظمي صغير ينمو في عظمة الكعب من الجهة السفلية، ويكون نتيجة التهابات متكررة أو مزمنة في «اللفافة الأخمصية» وهي نسيج ليفي يمتد من الكعب إلى مقدمة القدم، وعندما يتعرض هذا النسيج للشد أو التمزق بشكل متكرر، يبدأ الجسم في تكوين نتوء عظمي كرد فعل دفاعي لتخفيف الضغط، ويظهر هذا النتوء في الأشعة على شكل شوكة صغيرة تشبه الخطاف، ومنها جاءت التسمية.
أسباب الإصابة بالشوكة العظمية
من أبرز أسباب الإصابة بالشوكة العظمية هو التحميل الزائد على كعب القدم، ويحدث ذلك نتيجة الوقوف لفترات طويلة أو المشي المتواصل على أرضيات صلبة دون استخدام أحذية مناسبة، كما أن الأشخاص الذين يعانون من زيادة في الوزن يكونون أكثر عرضة لهذا النوع من الألم، لأن وزن الجسم الزائد يُشكل ضغطًا مضاعفًا على القدم، وتزيد احتمالية الإصابة أيضًا لدى الرياضيين الذين يبالغون في التمارين دون فترات راحة كافية.
الأعراض المصاحبة للشوكة العظمية
عادة ما يكون الألم الناتج عن الشوكة العظمية محسوسًا بوضوح في أسفل كعب القدم، ويكون أشد ما يكون في الصباح عند الاستيقاظ من النوم، أو عند الوقوف بعد فترة من الجلوس، ويُوصف الألم بأنه يشبه الطعن أو الوخز في الكعب، وقد يصاحبه شعور بالحرق أو الشد، وقد يمتد الألم أحيانًا إلى قوس القدم أو مقدمتها إذا لم يتم التعامل مع الحالة بالشكل المناسب، ويتفاقم الشعور بالألم مع مرور الوقت في حال تجاهل العلاج أو الاستمرار في العادات الخاطئة.
تشخيص الشوكة العظمية
لتشخيص الشوكة العظمية يلجأ الطبيب المختص إلى الفحص السريري أولاً، حيث يقوم بالضغط على منطقة الكعب لتحديد مكان الألم، وإذا شك في وجود نتوء عظمي، يُطلب من المريض إجراء تصوير بالأشعة السينية «X-Ray» والتي تظهر بوضوح وجود الشوكة وموقعها بدقة، ومن المهم التفرقة بين الشوكة العظمية وأمراض أخرى مثل التهاب المفصل أو تمزق الأربطة، لأن العلاج يختلف حسب السبب.
علاج آلام كعب القدم الناتجة عن الشوكة العظمية
يعتمد علاج الشوكة العظمية على درجة الألم وشدته، وغالبًا ما تكون العلاجات التحفظية فعالة في تخفيف الأعراض خلال عدة أسابيع، ومن أهم هذه العلاجات الراحة وتقليل الضغط على القدم، والامتناع عن الوقوف الطويل أو المشي لمسافات بعيدة خاصة على أرضيات صلبة، ويُفضل استخدام «أحذية مريحة» مبطنة وتحتوي على دعامة للكعب، بالإضافة إلى إجراء تمارين إطالة للقدم والساق تساعد على تخفيف الشد الواقع على اللفافة الأخمصية.
التدخلات العلاجية غير الجراحية
في بعض الحالات قد يحتاج المريض إلى العلاج الطبيعي الذي يشمل تقنيات خاصة لتخفيف الالتهاب وتحسين حركة القدم، كما يمكن استخدام الكمادات الباردة على الكعب لتقليل التورم والشعور بالألم، وقد يصف الطبيب مسكنات للألم أو مضادات التهاب غير ستيرويدية إذا كان الألم شديدًا، كما أن بعض الأطباء يلجأون إلى حقن الكورتيزون في الكعب لتقليل الالتهاب بشكل سريع، خاصة إذا لم تستجب الحالة للعلاجات العادية.
هل الجراحة ضرورية لعلاج الشوكة العظمية؟
رغم أن الجراحة تُعد الخيار الأخير في علاج آلام كعب القدم الناتجة عن الشوكة العظمية، إلا أنها نادرًا ما تكون ضرورية، وتُستخدم فقط عندما تفشل جميع الوسائل الأخرى ويصبح الألم مزمنًا ويؤثر على القدرة على المشي أو أداء المهام اليومية، وتتم الجراحة عادة بإزالة النتوء العظمي أو تقليل التوتر على اللفافة الأخمصية، وهي عملية بسيطة ولكن يُفضل تجنبها قدر الإمكان ما دامت الخيارات المحافظة فعّالة.
الوقاية خير من العلاج
للوقاية من الإصابة بالشوكة العظمية، يجب الحفاظ على وزن صحي لتقليل الضغط على القدم، والحرص على ارتداء «أحذية مناسبة» تحتوي على بطانة مريحة ودعامة للكعب، وتجنب المشي حافيًا على الأسطح الصلبة، كما يُنصح بممارسة تمارين إطالة للقدم بانتظام، خصوصًا لمن لديهم أعمال تتطلب الوقوف لفترات طويلة أو نشاطًا بدنيًا متكررًا، فكلما كانت عضلات الساق والقدم مرنة، قلت احتمالات الإصابة.
لا تهمل آلام القدم
إن آلام القدم بشكل عام لا يجب إهمالها أو التعايش معها على أنها طبيعية، فكل ألم متكرر هو رسالة من الجسم تحتاج إلى الإنصات والفهم، ومعرفة السبب الحقيقي وراء الألم يمكن أن يجنبك مضاعفات أكثر تعقيدًا في المستقبل، فكل خطوة تعتمد على صحة قدمك، وكل حركة تبدأ من إحساسك بالراحة في كعبك، لذا فإن الاهتمام بصحة القدم أمر لا يقل أهمية عن أي عضو آخر في الجسم.