الإثنين 11 أغسطس 2025 الموافق 17 صفر 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

لماذا تتجاوز عدة الأرملة عدة المطلقة؟.. أسرار وأحكام يجهلها الكثيرون

عدة الأرملة
عدة الأرملة

عدة الأرملة ولماذا تزيد مدتها عن عدة المطلقة من الأسئلة التي تتكرر كثيرًا بين النساء اللاتي يحرصن على معرفة «أحكام دينهن» وفهم أسباب التشريعات التي قد يجهلها البعض، حيث إن قضية الفرق بين «عدة الأرملة» و«عدة المطلقة» تثير فضولًا وجدلاً، خاصة مع وجود فروق واضحة في المدة التي نص عليها الشرع لكل منهما، وهو ما يوضح أسبابًا شرعية واجتماعية ونفسية تتكامل لتشكل هذا الحكم.

معنى العدة وأهميتها

العدة في الشريعة الإسلامية هي المدة التي تنتظرها المرأة بعد الطلاق أو وفاة الزوج قبل أن يحق لها الزواج مرة أخرى، وهي ليست مجرد فترة زمنية بلا معنى، بل تحمل دلالات عميقة تتعلق بـ «صيانة الأنساب» وحماية الحقوق الشرعية، بالإضافة إلى الحفاظ على مشاعر الأطراف المعنية، سواء المرأة أو عائلة الزوج أو المجتمع المحيط بها، وقد جاءت نصوص القرآن الكريم لتحدد هذه المدد بدقة لكل حالة على حدة.

عدة الأرملة في القرآن الكريم

أوضحت دار الإفتاء المصرية من خلال الشيخ علي فخر أمين الفتوى أن عدة الأرملة التي توفي عنها زوجها محددة في كتاب الله بأربعة أشهر وعشرة أيام، وهي تحسب بالأيام لا بالشهور القمرية أو الميلادية، استنادًا إلى قوله تعالى «وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا»، وهذا النص القرآني يوضح بشكل صريح المدة التي ينبغي على الأرملة الالتزام بها.

عدة المطلقة والفرق في المدة

في المقابل، جاءت عدة المطلقة في القرآن الكريم محددة بثلاثة قروء، أي ثلاثة أطهار أو حيضات، وفق قوله تعالى «وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ»، وهذا الفرق الزمني بين الحالتين ليس مجرد صدفة أو مسألة خاصة ببراءة الرحم فحسب، بل يرتبط بأبعاد شرعية وإنسانية أوسع، كما بينت دار الإفتاء.

أسباب زيادة عدة الأرملة عن عدة المطلقة

هناك عدة أسباب تجعل مدة عدة الأرملة أطول من عدة المطلقة، وهي كما أوضح العلماء، أولًا أن الفراق بسبب الوفاة يعد أشد وقعًا من الفراق بالطلاق لأنه يحدث بلا اختيار أو إرادة، فجعل الشرع مدته أطول وفاءً لذكرى الزوج وحفاظًا على مكانته في قلب زوجته، ثانيًا أن عدة الوفاة ارتبطت بالمدة التي قد يظهر فيها تحرك الجنين بوضوح، وذلك حرصًا على الأنساب، وزيدت عشرة أيام فوق الأربعة أشهر احتياطًا لاختلاف سرعة حركة الأجنة بين النساء، ثالثًا أن الحزن الناتج عن وفاة الزوج يحتاج لفترة أطول للتعافي النفسي، وهو ما تعكسه مدة العدة، رابعًا أن التعجل بالزواج بعد وفاة الزوج مباشرة قد يضر بصورة الأرملة أمام المجتمع وأهل الزوج، فجاء التشريع ليحميها من الانتقادات ويحفظ مكانتها.

البعد النفسي والاجتماعي في العدة

مدة العدة ليست مسألة فقهية بحتة، بل لها بعد نفسي واجتماعي واضح، إذ تمنح الأرملة فرصة لتجاوز الصدمة العاطفية التي تسببها وفاة الزوج، وتمنح أسرة الزوج الوقت لتقبل التغيرات الجديدة، كما تحمي المرأة من الدخول في علاقة جديدة وهي ما زالت متأثرة بوفاة زوجها، وهذا يعكس حكمة التشريع في موازنة الجوانب العاطفية مع الضوابط الدينية.

التزامات الأرملة خلال عدة الوفاة

خلال فترة العدة، هناك التزامات شرعية على الأرملة الالتزام بها، حيث أوضحت دار الإفتاء أن المرأة الأرملة ممنوعة من «ارتداء الحلي» أو «وضع مساحيق التجميل» أو «ارتداء الملابس الزاهية»، إضافة إلى الابتعاد عن أي مظهر لافت قد يجذب أنظار الرجال، وذلك لأن هذه المرحلة تمثل وقت حداد وحزن، وهي فترة تعبير عن الوفاء للزوج الراحل واحترام مشاعر أهله.

احترام العدة كقيمة دينية

الالتزام بالعدة سواء كانت عدة الأرملة أو عدة المطلقة يعكس احترام المسلم لأوامر الله وحفظه لحدود الدين، كما أنها تجسد الوعي بقيمة الأسرة والأنساب والمكانة الاجتماعية، ومن ثم فإن فهم الحكمة وراء طول عدة الأرملة يساعد على قبول التشريع بروح الإيمان والامتثال.

العدة في حياة المرأة المسلمة

تمثل العدة اختبارًا لصبر المرأة وإيمانها، وفي الوقت نفسه حماية لها من التسرع في اتخاذ القرارات المصيرية، فمدة عدة الأرملة التي تزيد عن عدة المطلقة ليست عبئًا أو تقييدًا، بل هي فرصة للتأمل وإعادة ترتيب الحياة بعد فقدان شريك العمر، وهي تعبير عن التوازن بين «حقوق المرأة» و«متطلبات المجتمع» و«أوامر الدين».

تم نسخ الرابط