القبض على التيكتوكر شاكر داخل كافية بالقاهرة الجديدة

الأحد 03/أغسطس/2025 - 01:39 ص

ألقت الأجهزة الأمنية القبض على التيكتوكر المعروف بـ«شاكر محظور»، وذلك في منطقة القاهرة الجديدة، على خلفية اتهامه بنشر محتوى يخالف الآداب العامة ويصطدم بالقيم الأخلاقية والمجتمعية، وهذه خطوة جديدة ضمن الحملات الأمنية الرامية لمكافحة التجاوزات الأخلاقية على منصات التواصل الاجتماعي.

تفاصيل القبض على شاكر

وفقًا لمصادر أمنية مطلعة، جاءت عملية الضبط بعد رصد العديد من الفيديوهات التي يقوم المتهم ببثها على حساباته الرسمية عبر تطبيق «تيك توك» ومنصات أخرى، والتي تضم مشاهد وعبارات تتضمن إيحاءات جنسية وسخرية مبتذلة تُعد خروجًا صريحًا عن إطار المحتوى المقبول قانونًا وأخلاقيًا.

وتم القبض على شاكر أثناء تواجده بأحد المقاهي بمنطقة القاهرة الجديدة، بعد تحديد موقعه بدقة، وتم اقتياده إلى أحد المقرات الأمنية للتحقيق معه حول طبيعة المحتوى الذي يقدمه.

بلاغات وشكاوى من المواطنين

كانت الجهات المعنية قد تلقت خلال الفترة الأخيرة عشرات البلاغات من مواطنين ونشطاء، أعربوا فيها عن استيائهم من المحتوى المتداول على حسابات المتهم، والذي اعتبره البعض بمثابة «تشجيع مباشر على الانفلات الأخلاقي والتجاوز في التعبير»، فضلًا عن تأثيره السلبي على المراهقين الذين يتابعون هذا النوع من الفيديوهات بكثافة.

ووفقًا للبلاغات، فإن شاكر كان يقدم نفسه على أنه شخصية كوميدية ساخرة، إلا أن المضمون الفعلي لمحتواه كان يخرج عن السياق المقبول، ويعد تعديًا على الذوق العام، وهو ما استدعى التدخل السريع من الجهات المختصة.

إخطار النيابة العامة والتحقيقات جارية

عقب القبض عليه، تم تحرير محضر بالواقعة، وتولت النيابة العامة التحقيقات التي بدأت بالفعل باستجواب المتهم ومراجعة الفيديوهات المنشورة على حساباته.

وتجري النيابة حاليًا فحصًا فنيًا شاملاً للمحتوى الذي تم تداوله، تمهيدًا لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضده.

ويُرجح أن يواجه شاكر اتهامات تتعلق بمخالفة قانون مكافحة الجرائم الإلكترونية رقم 175 لسنة 2018، وتحديدًا المواد المتعلقة بنشر محتوى فاحش أو خادش للحياء عبر الإنترنت، وهي جرائم قد تصل عقوبتها إلى الحبس والغرامة.

وزارة الداخلية.. «لن نتهاون مع المخالفين»

وعلّقت مصادر مسؤولة بوزارة الداخلية على الواقعة، مؤكدة أن الأجهزة المعنية لن تتهاون مع أي محاولات لنشر الفوضى الأخلاقية أو التعدي على القيم المجتمعية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مشددة على أن الحملات مستمرة لضبط كل من تسول له نفسه استغلال هذه المنصات في الإساءة للمجتمع.

وأضافت المصادر أن الهدف من هذه الحملات ليس قمع حرية التعبير كما يروج البعض، بل هو حماية المجتمع من الانفلات الإعلامي والفوضى التي قد تؤدي إلى تدهور منظومة الأخلاق العامة، خاصة في ظل متابعة الأطفال والمراهقين لهذا النوع من المحتوى.

موجة من ردود الفعل عبر السوشيال ميديا

أثارت واقعة القبض على شاكر تفاعلًا واسعًا عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث انقسم المتابعون بين مؤيد للقرار باعتباره «ضبطًا للفوضى»، ومعارض اعتبر أن ما يقدمه المتهم «نوع من الكوميديا الشعبية وإن كان مبتذلًا»، لكنه لا يستوجب القبض عليه.

في المقابل، انتقد كثيرون من رواد السوشيال ميديا طريقة تعامل بعض صُنّاع المحتوى مع الجمهور، معتبرين أن السعي وراء الترندات والمشاهدات لا يجب أن يكون على حساب الأخلاق والاحترام العام.

استمرار حملة «تطهير المحتوى»

تأتي واقعة القبض على شاكر ضمن سلسلة من التحركات الأمنية خلال الشهور الأخيرة، والتي شملت ضبط عدد من التيكتوكرز وصناع المحتوى، بتهم متنوعة منها نشر محتوى خادش، التحريض على الفسق، واستخدام الأطفال في مقاطع الفيديو لتحقيق مشاهدات عالية.

ومن أبرز الذين تم القبض عليهم: مداهم، وسندريلا التيك توك، وأم سجدة وأم مكة وسوزي الأردنية وتيك توكرات أخرى تمت إحالتهم للمحاكمة، وسط مطالبات مجتمعية بإقرار ضوابط صارمة للمحتوى المنشور على الإنترنت.

دعوات لتقنين أوضاع صناع المحتوى

من جانبهم، طالب عدد من خبراء الإعلام والتقنيين بضرورة تقنين أوضاع صناع المحتوى، وإنشاء كيان قانوني يضمهم، ويخضعهم لمواثيق شرف واضحة تُنظم ما يُنشر عبر الإنترنت، خاصة مع تزايد تأثير هؤلاء الأشخاص على الرأي العام والشباب.

كما شددوا على أهمية التوعية الأسرية بدور الأسرة في مراقبة المحتوى الذي يتابعه الأبناء، وعدم تركهم عرضة لتأثيرات سلبية قد تدمر سلوكياتهم وقيمهم.

حوادث