جثة مجهولة.. شاب ثلاثيني طاف فوق مياه نهر النيل بالقناطر الخيرية

الخميس 07/أغسطس/2025 - 04:24 م

شهدت محافظة القليوبية واقعة مأساوية صباح اليوم، بعدما تمكنت قوات الإنقاذ النهري من انتشال جثة شاب مجهول الهوية، ظهرت طافية فوق سطح مياه نهر النيل بدائرة مركز شرطة القناطر الخيرية.

الواقعة أثارت حالة من الجدل والترقب بين الأهالي، خاصة مع عدم التوصل لهوية المتوفى حتى الآن، وسط تحقيقات موسعة من الجهات المعنية لكشف الغموض.

بلاغ من الأهالي وتحرك فوري من الحماية المدنية

تلقى اللواء هيثم شحاتة، مدير إدارة الحماية المدنية بالقليوبية، بلاغًا من غرفة عمليات الحماية، يفيد بظهور جثمان يطفو على مياه النيل، بالقرب من معدية قرية باسوس التابعة لمركز القناطر الخيرية.

وعلى الفور، وبتكليف من اللواء أشرف جاب الله مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن القليوبية، تم الدفع بقوات الإنقاذ النهري بقيادة المقدم حسن محمود، التي انتقلت إلى موقع البلاغ وبدأت عمليات البحث والانتشال.

الوصول إلى الجثمان وتفاصيل المشهد الأولي

بعد جهود مكثفة، نجحت قوات الإنقاذ في انتشال الجثة، وتبين من الفحص والمعاينة الأولية أنها تعود لشاب في العقد الثالث من العمر.

الجثمان كان طافيًا على المياه في وضع أفقي، ويرتدي بنطال جينز بيج اللون، عاري الصدر، حافي القدمين، وله لحية وشعر طويل.

الغريب في الأمر أن الجثة لم تكن تحمل أي أوراق أو مستندات تعريفية، ما جعل مهمة التعرف عليه أكثر صعوبة، في ظل عدم وجود بلاغات مؤكدة في المنطقة عن حالات غياب تتطابق مع أوصاف المتوفى حتى لحظة إعداد هذا التقرير.

التحريات.. لا إصابات ظاهرية حتى الآن

من خلال الفحص المبدئي للجثمان بمعرفة رجال المباحث والطب الشرعي، تبين عدم وجود إصابات ظاهرة أو علامات واضحة تدل على وجود شبهة جنائية.

ومع ذلك، لم تستبعد الأجهزة الأمنية أي سيناريو حتى الآن، بما في ذلك الغرق العرضي أو الانتحار أو حتى احتمال أن تكون الوفاة نتيجة جريمة لم تترك آثارًا ظاهرة.

وفي ظل الغموض، قررت النيابة العامة استدعاء الطب الشرعي لإجراء تشريح دقيق للجثة لتحديد أسباب الوفاة بشكل قاطع.

النيابة تأمر بتشريح الجثمان والتصريح بالدفن لاحقًا

على ضوء التحريات والتحقيقات الأولية، أمرت جهات التحقيق بانتداب الطب الشرعي لتشريح الجثمان، وبيان سبب الوفاة، ورفع البصمات لمحاولة التوصل إلى هوية المتوفى، أو مقارنة بياناته مع أي بلاغات غياب واردة خلال الأيام الماضية.

كما تقرر التحفظ على الجثة بثلاجة المستشفى تحت تصرف النيابة، لحين صدور تقرير الطبيب الشرعي، والذي سيحسم الجدل حول ما إذا كانت الواقعة جنائية أو حادثًا عرضيًا.

جهود موسعة لتحديد هوية الشاب الغريق

في الوقت ذاته، تقوم مباحث مركز القناطر الخيرية بجهود مكثفة لفحص بلاغات التغيب على مستوى المحافظة والمحافظات المجاورة، أملاً في التوصل إلى هوية الشاب الذي لا تزال ملامحه واضحة نسبيًا، وقد تسهم في تعجيل التعرف عليه من قِبل أهله أو ذويه.

وتسعى الأجهزة الأمنية كذلك لتفريغ كاميرات المراقبة القريبة من موقع الحادث، وخاصة المعديات والمراسي النيلية، لمعرفة إن كان الشاب قد ظهر في محيط المنطقة قبل غرقه بساعات.

قلق بين الأهالي ودعوات لتأمين المراسي النيلية

أثارت الواقعة حالة من القلق والترقب بين سكان القناطر الخيرية، خاصة مع تكرار حوادث العثور على جثامين في نهر النيل خلال الفترة الأخيرة.

وطالب عدد من المواطنين بتشديد الرقابة الأمنية على المراسي النيلية والمعابر غير الرسمية، مؤكدين ضرورة تركيب كاميرات مراقبة وتحسين مستوى الإضاءة في تلك المناطق لتجنب تكرار الحوادث الغامضة.

كما دعا الأهالي من لديه شخص مفقود بمواصفات الشاب المتوفى إلى التوجه إلى الجهات المعنية، للمساعدة في التعرف على الجثمان وإنهاء معاناة أسرة ربما تبحث عن ابنها المفقود منذ أيام.

انتظار نتائج التحقيق لكشف لغز الجثة

لا تزال التحقيقات جارية على قدم وساق لفك طلاسم هذه الواقعة، فيما يواصل رجال المباحث تحليل المعطيات المتاحة وتوسيع دائرة البحث.

وحتى كتابة هذه السطور، لم يتم التعرف على هوية الشاب الغريق، وتبقى نتائج التشريح وتحقيقات النيابة هي الفيصل في تحديد ما إذا كانت الوفاة ناتجة عن حادث عارض، أو أن خلفها جريمة ما زالت مجهولة.

محافظات