وداع أخير.. قصة الشاب بهاء الخطيب.. عاش محبة وعطاء رغم قصر الرحلة

الأحد 24/أغسطس/2025 - 11:53 ص

خيم الحزن صباح الأحد على قرية ميت رهينة التابعة لمركز البدرشين بمحافظة الجيزة، بعد وفاة الفنان بهاء الخطيب إثر سقوط مفاجئ أثناء لعب كرة القدم.

ومن المقرر أن تشيع جنازته من مسجد خاتم المرسلين بالقرية وسط حالة من الصدمة التي سيطرت على أسرته وأصدقائه ومحبيه.

الخبر نزل كالصاعقة على الوسط الفني، إذ لم يكن أحد يتوقع أن يرحل بهاء الخطيب وهو في أوج عطائه الفني والإنساني، تاركًا خلفه رصيدًا من الأعمال التي جعلته واحدًا من الوجوه المميزة في الدراما المصرية.

من هو بهاء الخطيب؟

وُلد الفنان الراحل في عام 1984، وتخرج في كلية الحقوق بجامعة القاهرة عام 2006. ورغم حصوله على شهادة جامعية مرموقة، فإن شغفه بالفن والتمثيل دفعه إلى الالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، قسم التمثيل والإخراج، ليبدأ رحلة جديدة نحو تحقيق حلمه.

بهاء لم يكتف بالدراسة الأكاديمية، بل سعى لتطوير موهبته من خلال حضور ورش عمل وتدريبات مكثفة مع عدد من الأسماء اللامعة في الوسط الفني مثل مروة جبريل، وجوديتا سالم، ولطفي لبيب، ومحمود الجندي، والمخرج علي بدرخان، وهو ما ساعده على صقل موهبته وتوسيع أدواته الفنية.

بداية مهنية متنوعة

قبل أن يخطو خطواته الواثقة في عالم التمثيل، عمل بهاء الخطيب في مجالي تصميم المؤثرات البصرية والموارد البشرية، ليجمع بين الخبرة التقنية والعملية من ناحية، والشغف الفني من ناحية أخرى.

هذا المزج انعكس لاحقًا على شخصياته التي قدمها على الشاشة، حيث أجاد التعمق في الأدوار وتقديمها بواقعية لافتة.

حضور مميز في الدراما المصرية

شارك الراحل في مجموعة من أبرز الأعمال الدرامية التي حققت جماهيرية واسعة خلال السنوات الماضية، من بينها:

مسلسل واحة الغروب

عائلة الحاج نعمان 2

نصيبي وقسمتك

لعبة نيوتن

فاتن أمل حربي

كما كانت له مشاركة لافتة في فيلم صاحب المقام، إلى جانب آخر ظهور درامي له في مسلسل المشوار بطولة محمد رمضان ودينا الشربيني، والذي لاقى متابعة كبيرة في رمضان الماضي.

صدمة الأصدقاء.. كلمات مؤثرة من الوسط الفني

أعلن خبر الوفاة الفنان كريم سرور، الذي نعاه بكلمات تفيض بالحزن عبر حسابه الشخصي على «فيس بوك»، قائلا: «إيه الخبر السيئ ده؟ لا حول ولا قوة إلا بالله، ربنا يرحمك يا بهاء يا حبيبي.. نستودعك عند الله ومعك أحلامك وشطارتك واجتهادك. خبر موجع وصادم»، في إشارة إلى حجم الصدمة التي خلفها رحيل صديقه.

أما الفنان حسام داغر، فقد بدا غير قادر على استيعاب ما جرى، حيث كتب عبر حسابه الرسمي: «يعني إيه وقع وهو بيلعب كورة ومات؟! أنا عقلي هيجراله حاجة».

وأضاف أن بهاء كان قد تحدث معه مؤخرًا بشأن قضاء بعض الوقت في الإسكندرية، لكنه رحل فجأة قبل أن يتحقق اللقاء.

رحلة صداقة منذ الجامعة

وكشف داغر أنه تعرف على الراحل منذ أيام مسرح الجامعة، قبل التحاقه بالمعهد العالي للفنون المسرحية، مشددًا على أن الخطيب كان إنسانًا خلوقًا، طيب القلب، مجتهدًا في عمله، وناجحًا سواء في مجال التمثيل أو في عمله الأساسي، ما جعله محبوبًا من الجميع.

رحيل مبكر ورسالة إنسانية

رحيل بهاء الخطيب المبكر يفتح من جديد ملف الإصابات المفاجئة أثناء ممارسة الرياضة، حيث يتكرر سقوط بعض الرياضيين أو الهواة أثناء لعب كرة القدم نتيجة مشاكل في القلب أو الإجهاد المفاجئ.

هذه الحوادث تمثل جرس إنذار بأهمية إجراء الفحوص الطبية الدورية ومتابعة الصحة حتى لدى الشباب، خاصة ممن يمارسون أنشطة رياضية مكثفة.

جنازة شعبية وحزن واسع

من المنتظر أن يشارك أهالي قرية ميت رهينة إلى جانب زملائه من الوسط الفني في تشييع جثمان الفنان الراحل، حيث يتوقع أن تتحول الجنازة إلى مشهد إنساني مؤثر يجسد محبة الناس لهذا الفنان الذي عاش ببساطة ورحل فجأة.

إرث فني وإنساني

ترك بهاء الخطيب خلفه مسيرة فنية ربما لم تكتمل كما كان يحلم، لكنها تحمل بصمة صادقة، إذ قدم شخصيات متباينة في أعماله، ما جعله حاضرًا في ذاكرة الجمهور رغم قصر رحلته.

ورحيله المفاجئ يترك رسالة إنسانية عميقة مفادها أن الحياة قصيرة، وأن أثر الإنسان يظل حاضرًا بما يقدمه من محبة وعطاء.