بعد ظهوره بالمدارس.. إليك أبرز أعراض «فيروس HFMD»

فيروس HFMD أصبح حديث الأسر بعد ظهوره في عدد من المدارس حيث أثار القلق بين أولياء الأمور والمعلمين بسبب سرعة انتشاره بين الأطفال خصوصا في المراحل المبكرة من التعليم، ويعتبر «فيروس HFMD» من الأمراض المعدية التي تنتقل بسهولة في البيئات المزدحمة مثل الفصول الدراسية ودور الحضانة، وهو ما يجعل متابعة أعراضه والتعامل معه بشكل مبكر أمرا ضروريا لتفادي أي مضاعفات قد تحدث.
ما هو فيروس HFMD
«فيروس HFMD» أو ما يعرف بمرض اليد والقدم والفم هو عدوى فيروسية شائعة تصيب الأطفال بشكل خاص، وتنتقل من خلال ملامسة إفرازات المصاب أو الأسطح الملوثة أو عبر الرذاذ عند السعال والعطس، ويعتبر هذا الفيروس من الأمراض الموسمية التي تزداد معدلاتها في فترات معينة من العام مثل بداية العام الدراسي، وهو مرض عادة ما يكون خفيفا لكنه قد يسبب قلقا كبيرا للأسر بسبب أعراضه الظاهرة وسرعة انتقاله، ويتميز فيروس HFMD بأنه يسبب طفحا جلديا على اليدين والقدمين مع تقرحات مؤلمة في الفم بالإضافة إلى أعراض تشبه نزلات البرد.
أبرز أعراض فيروس HFMD
عند الحديث عن أعراض «فيروس HFMD» نجد أن أكثر العلامات شيوعا تتمثل في الحمى التي قد تبدأ بشكل مفاجئ مع شعور الطفل بالخمول وفقدان الشهية، يلي ذلك ظهور بثور حمراء أو طفح جلدي على اليدين والقدمين وأحيانا في منطقة الأرداف، كما يظهر في الفم تقرحات صغيرة مؤلمة تجعل الطفل يجد صعوبة في تناول الطعام أو الشراب، إلى جانب ذلك قد يعاني الطفل من التهاب في الحلق وسيلان الأنف والسعال الخفيف، وتزداد حدة الأعراض خلال الأيام الثلاثة الأولى من الإصابة ثم تبدأ في التراجع تدريجيا مع استمرار العناية بالطفل وتقديم السوائل والأطعمة اللينة، ويجب على الأهل الانتباه إلى أن «فيروس HFMD» قد يؤدي إلى الجفاف إذا لم يحصل الطفل على كميات كافية من السوائل بسبب آلام الفم.
طرق انتقال فيروس HFMD داخل المدارس
من المعروف أن «فيروس HFMD» ينتقل بسهولة في الأماكن التي يجتمع فيها الأطفال بكثافة مثل المدارس، حيث يمكن أن ينتقل عبر ملامسة الأدوات المدرسية المشتركة مثل الأقلام والكتب أو من خلال الأسطح التي يلمسها الطفل المصاب، كما أن مشاركة الطعام أو الشراب بين التلاميذ قد تكون وسيلة سريعة لنشر العدوى، ولا نغفل أيضا أن رذاذ السعال أو العطس يعد من أهم الطرق التي تساعد في انتقال الفيروس، لذلك فإن توعية الطلاب بضرورة غسل اليدين بشكل متكرر وعدم مشاركة الأغراض الشخصية تعتبر من الإجراءات الأساسية للحد من انتشار العدوى.
متى يجب زيارة الطبيب
رغم أن «فيروس HFMD» يعد في الغالب من الأمراض الخفيفة إلا أن هناك حالات تستدعي مراجعة الطبيب بشكل عاجل، ومن أبرز هذه الحالات استمرار الحمى العالية لأكثر من ثلاثة أيام أو ظهور علامات الجفاف مثل قلة التبول وجفاف الفم والبكاء بدون دموع، كما يجب زيارة الطبيب إذا ظهرت تقرحات شديدة تمنع الطفل من تناول الطعام أو إذا لاحظ الأهل صعوبة في التنفس أو خمول شديد، فالطبيب يستطيع تقديم العلاج المناسب وتوجيه الأسرة بشأن التغذية والسوائل والأدوية المسكنة للأعراض، وقد يطلب في بعض الحالات عزلا مؤقتا للطفل المصاب حتى لا تنتشر العدوى بين زملائه.
كيفية الوقاية من فيروس HFMD
الوقاية من «فيروس HFMD» تعتمد بالدرجة الأولى على النظافة الشخصية والتوعية، فينبغي تعليم الأطفال غسل أيديهم بانتظام خاصة بعد استخدام الحمام وقبل تناول الطعام، كما يجب تنظيف وتطهير الأسطح والألعاب المشتركة بشكل متكرر داخل المدارس، ويُنصح أيضا بعدم إرسال الطفل إلى المدرسة إذا ظهرت عليه أعراض المرض حتى مرور عدة أيام من التعافي، ومن المهم أن يكون هناك تعاون بين الأسرة والإدارة المدرسية في متابعة الحالات وعزل المصابين بشكل مؤقت، حيث أن الالتزام بهذه الإجراءات يقلل من فرص تفشي المرض على نطاق واسع.
دور الأسرة والمدرسة في التعامل مع الفيروس
عند مواجهة «فيروس HFMD» يجب أن يكون هناك وعي مشترك بين الأسرة والمدرسة، فالأهل عليهم مسؤولية متابعة صحة أطفالهم وملاحظة أي أعراض مبكرة، بينما تقع على المدرسة مهمة توفير بيئة نظيفة وآمنة والتأكد من تطبيق معايير النظافة العامة، كما يجب تنظيم حملات توعية للطلاب عن خطورة مشاركة الأدوات والأطعمة، ومن المفيد أن يتم تدريب المعلمين على التعرف على أعراض المرض بشكل مبكر وعزل الطفل المصاب لحين التواصل مع ولي الأمر.
خطورة إهمال فيروس HFMD
إهمال التعامل مع «فيروس HFMD» قد يؤدي إلى مضاعفات غير متوقعة، فقد يتعرض الطفل للجفاف أو نقص التغذية نتيجة صعوبة الأكل والشرب، كما أن انتشار المرض دون رقابة قد يؤدي إلى غياب جماعي للطلاب مما يعرقل العملية التعليمية، وهناك أيضا احتمال انتقال العدوى إلى الكبار خاصة من يتعاملون بشكل مباشر مع الأطفال، لذلك فإن إدراك أهمية سرعة التدخل الطبي والتزام الإجراءات الوقائية يعد أمرا ضروريا لحماية المجتمع المدرسي.
يتضح أن «فيروس HFMD» رغم كونه مرضا شائعا بين الأطفال إلا أن التعامل معه بجدية واتباع قواعد النظافة يمكن أن يحد كثيرا من خطورته وانتشاره، فالوعي بأعراضه مثل الحمى والطفح الجلدي وتقرحات الفم يساعد الأسر والمعلمين على التدخل في الوقت المناسب، ومن خلال التعاون بين الأهل والمدارس والجهات الصحية يمكن السيطرة على انتشار هذا الفيروس وحماية صحة أبنائنا في المراحل الدراسية المختلفة.