وزير الأمن القومي يحذر من خطة ترامب على إسرائيل

الثلاثاء 30/سبتمبر/2025 - 10:34 م

بينما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو موافقة إسرائيل الرسمية على خطة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، لمستقبل قطاع غزة، تصاعدت حدة المعارضة الداخلية من اليمين المتطرف داخل حكومته.

اعتبر وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، أحد أكثر الوزراء تطرفاً في حكومة نتنياهو، أن هذه الخطة تمثل «خطراً على أمن إسرائيل» ولا تحقق الأهداف التي وضعتها الحكومة للحرب.

بن غفير يهاجم الخطة.. «مليئة بالثغرات والثمن غير مفهوم»

جاءت تصريحات بن غفير خلال اجتماع مجلس وزراء الاحتلال الذي عُقد اليوم لمناقشة خطة ترامب التي أُعلنت أمس. ونقلت صحيفة «يديعوت أحرنوت» العبرية تفاصيل هجومه الحاد على الاتفاق المحتمل.

أكد بن غفير أن الاتفاق القادم يضر بالمصالح الأمنية الإسرائيلية، مشيراً إلى عيوب جوهرية في صياغته: «الاتفاق القادم يضر بالأمن الإسرائيلي، ومليء بالثغرات ولا يحقق أهداف الحرب التي حددتها الحكومة».

التشكيك في ثمن عودة المختطفين

على الرغم من إبداء الحماس لعودة المحتجزين الإسرائيليين، إلا أن بن غفير شكك في «الثمن» الذي ستدفعه إسرائيل مقابل ذلك، مؤكداً أنه غير مبرر: «صحيح أننا جميعًا متحمسون لعودة المختطفين، لكن الثمن هنا غير مفهوم، وسأتحدث أكثر عن هذا الموضوع».

تشير هذه النبرة إلى أن وزير الأمن القومي يرى أن التنازلات الأمنية المطلوبة في الخطة تفوق أهمية الإنجازات المحتملة.

تفاصيل خطة ترامب.. شروط وقف الحرب والحل السياسي

أعلن دونالد ترامب خطته لمستقبل غزة مساء أمس، بالتزامن مع مؤتمر صحفي مشترك في واشنطن مع بنيامين نتنياهو، الذي أعلن موافقة إسرائيل المبدئية، وتهدف الخطة إلى إنهاء القتال بشكل فوري وشامل، وتعتمد على عدة بنود رئيسية:

وقف الحرب وتسليم المحتجزين: تنص الخطة على «وقف الحرب وتسليم المحتجزين الإسرائيليين دفعة واحدة»، هذا الشرط يعد محورياً لإسرائيل وللعائلات الإسرائيلية.

الانسحاب التدريجي: تشمل الخطة «انسحاب قوات الاحتلال تدريجياً» من قطاع غزة.

إدارة فلسطينية ولجنة إشرافية: تتضمن رؤية لحكم القطاع تتمثل في «تشكيل إدارة فلسطينية ولجنة أخرى إشرافية يترأسها ترامب لحكم القطاع».

ترحيب عربي واسع وموقف حماس المرتقب

على الصعيد الإقليمي، حظيت خطة ترامب باستقبال إيجابي، مما يضع المزيد من الضغط على حكومة نتنياهو التي تواجه انقسامات داخلية.

8 دول عربية وإسلامية ترحب

مساء أمس، أصدرت 8 دول عربية وإسلامية بياناً مشتركاً رحبت فيه بالخطة لإنهاء حرب غزة.

ومن بين هذه الدول، مصر وقطر، وهما دولتان محوريتان في جهود الوساطة. هذا الترحيب الدولي والإقليمي يعزز من شرعية الخطة وقوتها التفاوضية.

موقف الفصائل الفلسطينية قيد الانتظار

على الجانب الفلسطيني، لا يزال الموقف الرسمي قيد الانتظار. فمن المنتظر أن «تعلن حركة حماس والفصائل الفلسطينية موقفها من الاتفاق خلال الساعات القادمة». سيكون رد فعل حماس حاسماً في تحديد مصير هذه المبادرة.

التداعيات السياسية.. نتنياهو تحت المطرقة

يضع هجوم بن غفير العلني على الخطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مأزق سياسي حقيقي.

فنتنياهو، الذي يواجه ضغوطاً هائلة من عائلات المحتجزين لوقف الحرب، يجد نفسه الآن مضطراً للموازنة بين:

الضغط الأمريكي والدولي: الذي يفرض قبول الخطة لإنهاء الحرب.

الضغط الداخلي من اليمين: ممثلاً في بن غفير ووزراء آخرين يرون أن الخطة تتضمن تنازلات أمنية لا يمكن القبول بها، خاصة فيما يتعلق بانسحاب القوات من القطاع.

إن مواجهة نتنياهو لوزير الأمن القومي تشير إلى عمق التصدعات داخل حكومة الحرب، وتوحي بأن مسار تنفيذ خطة ترامب، رغم الموافقة المبدئية، سيكون محفوفاً بالصعوبات السياسية الداخلية.

متابعة مستمرة من القارئ نيوز لكافة الأحداث الجارية

يواصل موقع «القارئ نيوز» متابعته المستمرة لكافة الأحداث الجارية لحظة بلحظة، حرصًا على نقل الحقيقة كاملة لقرائه، ويؤكد الموقع التزامه الدائم بتقديم تغطية إخبارية دقيقة وموثوقة، ليظل دائمًا عين القارئ على الواقع ومصدره الأول للخبر.

عرب وعالم