الإثنين 20 أكتوبر 2025 الموافق 28 ربيع الثاني 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

احذر «المشروبات الغازية».. تزيد خطر السكتة والخرف

المشروبات الغازية
المشروبات الغازية

المشروبات الغازية أصبحت جزءًا أساسيًا من حياة الملايين حول العالم، فهي تُستهلك بشكل يومي مع الوجبات أو كوسيلة سريعة للانتعاش، ومع ذلك فإن ما تكشفه الدراسات الحديثة عن تأثير «المشروبات الغازية» على صحة الإنسان يدق ناقوس الخطر، حيث تشير الأبحاث إلى أن الإفراط في تناولها لا يقتصر فقط على زيادة الوزن أو تسوس الأسنان، بل يمتد ليشمل أمراضًا خطيرة مثل «السكتة الدماغية» و«الخرف»، وهو ما يجعل من الضروري إعادة التفكير في استهلاك هذه المشروبات التي تبدو بريئة ظاهريًا ولكنها تخفي وراءها العديد من الأخطار الصحية.

ما الذي تحتويه المشروبات الغازية؟

تتكون «المشروبات الغازية» بشكل رئيسي من الماء الغازي الممزوج بكميات كبيرة من السكر أو المحليات الصناعية، بالإضافة إلى منكهات صناعية وألوان مضافة وحامض الفوسفوريك الذي يمنحها الطعم اللاذع المميز، إلا أن هذه المكونات مجتمعة تخلق مزيجًا يضر بالجسم على المدى الطويل، فالسُكر الموجود في المشروبات الغازية يُعتبر من أكثر المكونات ضررًا لأنه يدخل الجسم بسرعة كبيرة مما يؤدي إلى ارتفاع مفاجئ في مستويات السكر بالدم.

كما أن بعض أنواع «المشروبات الغازية» تحتوي على الكافيين الذي يؤثر على الجهاز العصبي ويُسبب التوتر وقلة النوم، إضافة إلى احتوائها على مواد حافظة قد تؤدي إلى تهيج الجهاز الهضمي وتؤثر على امتصاص الكالسيوم في الجسم، وهذا يعني أن كل رشفة من «المشروبات الغازية» تحمل في داخلها تأثيرًا خفيًا يزداد مع مرور الوقت.

علاقة المشروبات الغازية بالسكتة الدماغية

كشفت دراسات علمية حديثة أن الأشخاص الذين يستهلكون «المشروبات الغازية» يوميًا معرضون لخطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة تصل إلى 60% أكثر من غيرهم، ويرجع السبب إلى أن السكر الزائد في هذه المشروبات يؤدي إلى زيادة مقاومة الأنسولين في الجسم، مما يرفع ضغط الدم ويؤثر على الأوعية الدموية، ومع مرور الوقت تتعرض الشرايين للتصلب والانسداد، وهي الحالة التي تُعد المسبب الأول للسكتات الدماغية.

كما أن المحليات الصناعية الموجودة في «المشروبات الغازية الدايت» لا تقل خطرًا، إذ وجدت دراسات أخرى أن تناول المشروبات الغازية الخالية من السكر يرتبط أيضًا بزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، لأن هذه المحليات تؤثر على بكتيريا الأمعاء وتؤدي إلى اضطرابات في عملية التمثيل الغذائي، ما ينعكس سلبًا على صحة الدماغ.

المشروبات الغازية والخرف.. خطر على الذاكرة

من بين الأخطار التي لا يتوقعها كثير من الناس هو ارتباط «المشروبات الغازية» بتدهور وظائف الدماغ وزيادة احتمالات الإصابة بمرض «الخرف»، فقد أوضحت دراسات أجريت على مدى سنوات أن الأشخاص الذين يتناولون كميات كبيرة من هذه المشروبات لديهم نسبة أعلى من تراكم «البيتا أميلويد» في الدماغ، وهو البروتين المرتبط بشكل مباشر بمرض الزهايمر.

كما تبين أن الاستهلاك المفرط لـ«المشروبات الغازية» يؤدي إلى انخفاض في حجم الدماغ في المناطق المسؤولة عن الذاكرة والتفكير، إضافة إلى ضعف التركيز وزيادة معدلات النسيان، وهذا يجعل هذه المشروبات سببًا خفيًا وراء التراجع العقلي المبكر حتى في الأعمار الصغيرة، وهو أمر يثير القلق في المجتمعات التي تعتمد على هذه المشروبات بشكل يومي.

تأثير المشروبات الغازية على القلب والجسم

لا يقتصر ضرر «المشروبات الغازية» على الدماغ فقط، بل يمتد إلى القلب والكلى والجهاز الهضمي، إذ تُظهر الأبحاث أن تناول عبوة واحدة من هذه المشروبات يوميًا يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 30%، بسبب تراكم الدهون حول الشرايين وارتفاع مستويات الكوليسترول الضار، كما تؤدي الأحماض الفوسفورية الموجودة فيها إلى ضعف العظام وهشاشتها نتيجة تقليل امتصاص الكالسيوم.

أما الكلى فتتأثر أيضًا بسبب ارتفاع نسب الفوسفور، مما يزيد من احتمالية تكوين الحصوات، بينما في الجهاز الهضمي تُحدث المشروبات الغازية اضطرابات في التوازن الحمضي، مما يؤدي إلى مشاكل في الهضم وانتفاخات مستمرة، وهذه الأضرار المتراكمة تجعل «المشروبات الغازية» من أكثر العادات الغذائية ضررًا على صحة الإنسان.

البدائل الصحية للمشروبات الغازية

رغم الإغراء الكبير الذي تسببه «المشروبات الغازية» بمذاقها الفوار المنعش، إلا أن هناك بدائل صحية تمنح الجسم الانتعاش دون أي آثار جانبية، مثل الماء المنكّه بشرائح الليمون أو الخيار أو النعناع الطازج، أو العصائر الطبيعية الخالية من السكر، كما يمكن تناول القهوة أو الشاي الأخضر بكمية معتدلة لزيادة التركيز دون الإفراط في السعرات الحرارية.

وتُعد هذه البدائل أفضل بكثير لأنها تزود الجسم بالعناصر المفيدة وتساعد على ترطيب الجسم بطريقة آمنة، خاصة أن الاعتماد على «المشروبات الغازية» بشكل يومي يؤدي إلى الإدمان بسبب محتواها من الكافيين والسكر مما يصعب التوقف عنها لاحقًا.

نصائح لتقليل استهلاك المشروبات الغازية

للتقليل من استهلاك «المشروبات الغازية» يمكن البدء بخطوات بسيطة، مثل استبدالها تدريجيًا بالماء أو العصائر الطبيعية، وعدم شرائها بكميات كبيرة للمنزل، كما يُفضل قراءة المكونات على العبوة لمعرفة كمية السكر الموجودة فيها، فبعض الأنواع تحتوي على أكثر من عشر ملاعق سكر في العبوة الواحدة، وهو ما يتجاوز الحد الموصى به يوميًا بأضعاف.

كما يُنصح بتوعية الأطفال بخطر هذه المشروبات منذ الصغر، لأن الإعلانات الجذابة تستهدفهم بشكل مباشر وتجعلهم يربطون «المشروبات الغازية» بالمتعة والاحتفالات، في حين أن الحقيقة العلمية تُظهر أن هذه المشروبات تضعف التركيز وتؤثر سلبًا على النمو.

«المشروبات الغازية» ليست مجرد مشروبات منعشة كما يعتقد البعض، بل هي من أكثر العادات الغذائية التي تسبب مشكلات صحية على المدى الطويل، إذ ترتبط ارتباطًا وثيقًا بزيادة خطر «السكتة الدماغية» و«الخرف» وأمراض القلب والكبد، لذا فإن التقليل من استهلاكها أو التوقف عنها تمامًا هو قرار صحي مهم لكل من يسعى لحياة أطول وأكثر نشاطًا.

فالاعتدال في استهلاك «المشروبات الغازية» أو تجنبها تمامًا ليس فقط لحماية الجسم من الأمراض، بل للحفاظ على «سلامة الدماغ» وصحة القلب والعظام، فكل رشفة منها تحمل آثارًا لا يمكن ملاحظتها فورًا لكنها تتراكم بصمت لتشكل خطرًا حقيقيًا على المدى البعيد، لذلك احذر «المشروبات الغازية» وابدأ من اليوم بخطوة بسيطة نحو حياة أكثر توازنًا وصحة.

تم نسخ الرابط