إزالة اللحمية قد تنقذك من مضاعفات انقطاع التنفس
تعد مشكلة «اللحمية» من أكثر المشكلات شيوعًا بين الأطفال وبعض البالغين، وهي حالة تتعلق بتضخم الأنسجة الموجودة في مؤخرة الأنف أو الحلق والتي تعرف طبيًا باللوزة الثالثة، وقد تؤدي إلى صعوبات في التنفس أثناء النوم أو إلى ما يعرف بظاهرة «انقطاع التنفس الليلي»، وهي حالة مزعجة قد تحمل مضاعفات خطيرة إذا لم تُعالج بالشكل الصحيح، ولذلك يشير الأطباء إلى أن «إزالة اللحمية» قد تكون في بعض الحالات الخيار الأمثل لإنقاذ حياة المريض من مضاعفات مستقبليّة غير متوقعة.
ما هي اللحمية ولماذا تتضخم
اللحمية هي أنسجة ليمفاوية تشكل جزءًا من جهاز المناعة، ووظيفتها الأساسية حماية الجسم من الجراثيم التي تدخل عن طريق الأنف والفم، ولكن في بعض الأحيان تتعرض هذه الأنسجة للالتهاب المتكرر خاصة لدى الأطفال بسبب العدوى المتكررة أو التحسس المزمن، مما يؤدي إلى «تضخم اللحمية» بشكل يجعلها تعيق مرور الهواء عبر الأنف أثناء التنفس، فيشعر الطفل بصعوبة في التنفس خاصة أثناء النوم، كما قد يعاني من الشخير المتكرر أو من النوم المتقطع، مما يؤثر على راحته ونموه الطبيعي.
علامات تستدعي الانتباه وإجراء الفحوصات
تبدأ أعراض «اللحمية» عادة بشكل بسيط، فقد يلاحظ الأهل أن الطفل يعاني من انسداد دائم في الأنف أو من تنفس فموي مستمر حتى أثناء النوم، كما قد يلاحظون صدور صوت شخير مرتفع، أو توقف النفس للحظات قصيرة خلال النوم، وهي من العلامات التي تستدعي التوجه إلى الطبيب فورًا، لأن استمرارها قد يؤدي إلى «انقطاع التنفس الانسدادي»، وهو من أخطر المضاعفات التي تسبب نقص الأكسجين خلال النوم، كما أن تضخم «اللحمية» قد يؤدي إلى التهابات مزمنة في الأذن الوسطى أو إلى مشكلات في النطق والتركيز، لذلك فإن التشخيص المبكر يعد مفتاح الوقاية والعلاج.
العلاقة بين اللحمية وانقطاع التنفس أثناء النوم
يرتبط تضخم «اللحمية» ارتباطًا وثيقًا بظاهرة انقطاع التنفس أثناء النوم، إذ إن تضخمها يسد مجرى الهواء العلوي ويمنع وصول الهواء بسهولة إلى الرئتين، وهذا الانسداد يؤدي إلى اضطراب في نمط النوم وإلى إجهاد الجهاز التنفسي والقلب على المدى الطويل، وقد تظهر على المريض علامات مثل «الإرهاق الصباحي» وصعوبة التركيز وتغيرات المزاج، كما قد ترتفع معدلات ضغط الدم نتيجة نقص الأكسجين المتكرر، وهنا يرى الأطباء أن «إزالة اللحمية» تمثل إجراءً فعالًا لاستعادة تدفق الهواء الطبيعي وتحسين جودة النوم والحياة.
متى ينصح الأطباء بإزالة اللحمية
ليست كل حالات تضخم «اللحمية» تحتاج إلى تدخل جراحي، فهناك حالات بسيطة يمكن علاجها بالأدوية مثل مضادات الالتهاب أو البخاخات الأنفية، ولكن إذا تكررت الأعراض بشكل مزمن، أو سببت «انقطاع التنفس» أو التهابات الأذن المتكررة أو صعوبات النطق، فإن الطبيب قد ينصح بإجراء عملية إزالة اللحمية، وهي جراحة بسيطة نسبيًا تُجرى تحت التخدير العام، وتستغرق عادة أقل من نصف ساعة، ويعود الطفل إلى منزله في اليوم نفسه أو في اليوم التالي، ويشعر بتحسن واضح في التنفس بعد أيام قليلة.
كيفية إجراء عملية إزالة اللحمية
تتم عملية «إزالة اللحمية» باستخدام أدوات دقيقة تساعد الطبيب في استئصال النسيج المتضخم دون التأثير على الأنسجة المجاورة، وفي بعض الحالات يتم استخدام المنظار لتقليل النزف وتقصير فترة التعافي، وبعد الجراحة يُنصح المريض بتناول الأطعمة اللينة وتجنب الأطعمة الساخنة أو الحارة لمدة أسبوع تقريبًا، كما يوصى بالراحة التامة وتجنب المجهود الزائد، وفي الغالب تختفي الأعراض التنفسية بشكل شبه كامل بعد العملية، ما يجعل النوم أكثر راحة ويقلل من الشخير أو توقف التنفس.
مضاعفات عدم علاج اللحمية
إهمال علاج «اللحمية» يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، فالتنفس عبر الفم بدل الأنف لفترات طويلة قد يؤدي إلى تشوهات في شكل الفك والأسنان عند الأطفال، كما أن نقص الأكسجين المتكرر بسبب انقطاع التنفس قد يضعف الذاكرة والتركيز، وقد يؤدي إلى تأخر النمو البدني والعقلي، بالإضافة إلى زيادة احتمالية الإصابة بالتهابات الأذن الوسطى المتكررة، مما قد يسبب ضعف السمع على المدى البعيد، لذلك فإن «الاستشارة الطبية المبكرة» هي السبيل لتفادي هذه النتائج.
هل يمكن أن تعود اللحمية بعد الإزالة
في بعض الحالات النادرة قد تنمو أنسجة «اللحمية» مجددًا بعد الإزالة خاصة إذا أجريت العملية في سن صغيرة جدًا أو في حالة استمرار الالتهابات المزمنة، لكن هذه الحالات قليلة ويمكن التعامل معها بسهولة، وغالبًا ما تكون النتيجة النهائية مرضية وتؤدي إلى تحسن دائم في التنفس والنوم، ويشدد الأطباء على أهمية المتابعة الدورية بعد العملية ومراقبة الأعراض لضمان عدم عودة المشكلة.
نصائح للوقاية من تضخم اللحمية
للوقاية من مشاكل «اللحمية» ينصح الأطباء بالحفاظ على نظافة الأنف بشكل دوري، والابتعاد عن أماكن الغبار والدخان، وتجنب التدخين السلبي، كما ينبغي تقوية مناعة الطفل عبر التغذية السليمة الغنية بالفيتامينات، وإجراء الفحوصات الدورية عند الطبيب المختص، كما أن علاج التهابات الأنف والجيوب الأنفية في مراحلها الأولى يساعد على الحد من تضخم «اللحمية» والوقاية من «انقطاع التنفس أثناء النوم».
تظل «إزالة اللحمية» من الإجراءات الطبية التي أحدثت فرقًا كبيرًا في حياة المرضى الذين كانوا يعانون من مشكلات تنفسية مزمنة، فهي لا تقتصر على تحسين التنفس فقط، بل تمنح المريض «نومًا مريحًا» وجودة حياة أفضل، وتمنع حدوث مضاعفات خطيرة ترتبط بنقص الأكسجين المزمن، لذا فإن وعي الأهل بالأعراض وطلب المساعدة الطبية في الوقت المناسب يمثلان الخطوة الأهم في الحفاظ على صحة الجهاز التنفسي وجودة الحياة.



