الجمعة 24 أكتوبر 2025 الموافق 02 جمادى الأولى 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

نوم الطفل على بطنه بين الفوائد والمخاطر الكبيرة

نوم الطفل
نوم الطفل

نوم الطفل من أكثر الأمور التي تشغل بال الأمهات خاصة في الشهور الأولى من حياة المولود حيث يثير «نوم الطفل على بطنه» كثيرًا من التساؤلات بين الأطباء والآباء حول مدى أمان هذه الوضعية التي قد تبدو مريحة لبعض الأطفال لكنها قد تخفي وراءها مخاطر صحية تستدعي الحذر والاهتمام الشديد من الأسرة، فطريقة «نوم الطفل» ليست مجرد تفصيل بسيط بل هي عنصر أساسي يؤثر في صحته ونموه وسلامة تنفسه، ولهذا فإن معرفة فوائد ومخاطر هذه الوضعية تعتبر خطوة ضرورية لكل أم وأب يريدان توفير أقصى درجات الأمان لمولودهما.

فوائد نوم الطفل على بطنه

رغم التحذيرات الكثيرة إلا أن بعض الدراسات الطبية تشير إلى أن «نوم الطفل على بطنه» قد يحمل بعض الفوائد في ظروف معينة، فهذه الوضعية تساعد على تقوية عضلات الرقبة والكتفين حيث يضطر الطفل إلى رفع رأسه أثناء الاستلقاء مما يعزز من قدرته على التحكم برقبته تدريجيًا، كما أن هذه الوضعية قد تقلل من حالات المغص أو تراكم الغازات في بطن الرضيع لأنها تسمح بتوزيع الضغط بشكل مختلف على منطقة البطن، وتساعد على تهدئة بعض الأطفال الذين يعانون من اضطرابات النوم أو البكاء المستمر بسبب ارتجاع المريء الخفيف، إذ إن النوم بهذه الطريقة يقلل أحيانًا من ارتداد الحليب إلى المريء، ومع ذلك فإن هذه الفوائد لا تعني أن الوضع آمن في كل الحالات بل يجب أن يكون «نوم الطفل على بطنه» تحت إشراف مباشر.

المخاطر المحتملة لنوم الطفل على بطنه

في المقابل تحذر المنظمات الصحية العالمية من «نوم الطفل على بطنه» خصوصًا في الأشهر الستة الأولى من العمر، إذ يرتبط هذا الوضع بزيادة خطر الإصابة بما يعرف بـ «متلازمة موت الرضيع المفاجئ» وهي حالة تحدث بشكل غير متوقع أثناء النوم نتيجة اختناق الطفل أو توقف التنفس، ويرجع ذلك إلى أن نوم الطفل بهذه الطريقة قد يعيق دخول الهواء إلى الرئتين إذا التصق وجهه بالوسادة أو الفراش، كما أن حرارة الجسم ترتفع بسهولة في هذه الوضعية مما قد يؤدي إلى اضطرابات في دورة التنفس، لذلك يوصي الخبراء دائمًا بأن يكون «نوم الطفل على ظهره» هو الوضع الأكثر أمانًا خاصة في المراحل الأولى من النمو.

التوازن بين الأمان والراحة

من المهم أن تدرك الأم أن الهدف ليس حرمان الطفل من الراحة وإنما إيجاد توازن بين الأمان والراحة، فبعض الأطفال لا ينامون بسهولة إلا على بطونهم، وفي هذه الحالة يمكن السماح بفترات قصيرة من «نوم الطفل على بطنه» أثناء النهار مع بقاء الأم بجانبه ومراقبته بشكل دائم، كما يمكن وضعه على بطنه لفترات محددة أثناء الاستيقاظ لتقوية عضلاته وتحفيز حركته، ولكن عند النوم الليلي الطويل يجب إعادة الطفل إلى وضع الظهر لأن هذا هو الأسلم لصحة الجهاز التنفسي.

نصائح لضمان نوم آمن للطفل

لتحقيق نوم آمن يجب اتباع مجموعة من الإرشادات المهمة، أولها أن يكون السرير خاليًا من الوسائد الكبيرة أو الألعاب القطنية التي قد تعيق التنفس، ويجب أن يكون الفراش ثابتًا ومستوٍ وليس طريًا جدًا، كما يجب الحفاظ على درجة حرارة الغرفة معتدلة حتى لا يتعرض الطفل للحرارة الزائدة، ويمكن استخدام بطانية خفيفة لتغطية الجزء السفلي فقط من الجسم، كما يفضل أن ينام الطفل في سريره الخاص داخل غرفة والديه خلال الأشهر الأولى لتسهيل المراقبة، وينصح بتجنب التدخين في مكان نوم الطفل لأن الدخان يزيد من احتمالات حدوث مشاكل في التنفس، ومن الأفضل أيضًا أن يتم «نوم الطفل» في بيئة هادئة بعيدًا عن الضوضاء والإضاءة القوية.

دور الطبيب في توجيه الأمهات

يظل استشارة الطبيب أمرًا ضروريًا قبل السماح بـ «نوم الطفل على بطنه» لفترات طويلة لأن كل حالة تختلف عن الأخرى، فهناك أطفال يعانون من ارتجاع قوي في المريء يحتاجون إلى وضعيات نوم خاصة، بينما آخرون لديهم مشكلات تنفسية تجعل النوم على البطن خطرًا كبيرًا، والطبيب هو الأقدر على تحديد الطريقة المناسبة تبعًا لعمر الطفل وحالته الصحية، كما يمكنه توجيه الأم إلى وضعيات بديلة أكثر أمانًا مثل النوم على الجانب الأيمن أو الأيسر لفترات محددة.

نوم الطفل بين الخرافات والحقائق

كثير من الأمهات يعتقدن أن «نوم الطفل على بطنه» يجعله ينام بعمق أكبر وهذا صحيح جزئيًا لأن هذه الوضعية تقلل الحركة، لكنها في الوقت نفسه قد تقلل استجابة الطفل للمؤثرات الخارجية مما يزيد من خطر توقف التنفس أثناء النوم، لذلك فإن الفهم العلمي الصحيح لهذه المسألة يبعد الأمهات عن «الخرافات الشائعة» ويقربهن من الممارسات الصحية التي تحمي حياة أطفالهن، فالمسألة ليست تقليدًا لعادات قديمة بل التزام بالتوصيات الطبية الحديثة.

متى يمكن السماح بنوم الطفل على بطنه

عادة ما يمكن السماح بـ «نوم الطفل على بطنه» بعد أن يصبح قادرًا على التقلب بنفسه أي بعد الشهر السادس تقريبًا، ففي هذه المرحلة تكون عضلات الرقبة قوية بما يكفي ليغير وضعه عند الحاجة للتنفس، ومع ذلك يجب أن تظل الأم تراقبه حتى يتأكد الأطباء من سلامة تنفسه أثناء النوم، ويُفضل أن تكون المرتبة صلبة نوعًا ما لتجنب غوص الوجه فيها.

مسألة «نوم الطفل على بطنه» تجمع بين الفوائد والمخاطر في الوقت نفسه، لذا يجب التعامل معها بحذر ووعي، فالراحة لا تعني المجازفة، والأمان لا يعني التقييد، والاهتمام بتفاصيل نوم الطفل هو جزء من رعاية صحية متكاملة تسهم في بناء حياة سليمة وآمنة له منذ الأيام الأولى، وبهذا يمكن القول إن «نوم الطفل» ليس مجرد عادة بل هو مسؤولية تحتاج إلى وعي دائم ومتابعة مستمرة من الأهل لضمان سلامة صغيرهم في كل لحظة.

تم نسخ الرابط