الخميس 06 نوفمبر 2025 الموافق 15 جمادى الأولى 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

الهشاشة.. مرض صامت يفتك بالعظام ببطء ودون إنذار

هشاشة العظام
هشاشة العظام

تُعد «الهشاشة» من الأمراض الصامتة التي تتسلل إلى الجسم دون سابق إنذار، إذ تضعف العظام تدريجيًا حتى تصبح قابلة للكسر بسهولة، ويُطلق عليها الخبراء اسم «القاتل الصامت للعظام» لأنها لا تظهر أعراضها إلا بعد حدوث الكسور أو تآكل العظام بشكل واضح، وتُصيب «الهشاشة» الملايين حول العالم خصوصًا كبار السن والنساء بعد انقطاع الطمث، إلا أنها قد تصيب الشباب أيضًا في حالات معينة مرتبطة بنقص التغذية أو قلة الحركة أو الأمراض المزمنة، مما يجعلها من أكثر أمراض العظام خطورة وتأثيرًا على جودة الحياة.

ما هي الهشاشة وكيف تحدث

تحدث «الهشاشة» عندما يفقد الجسم قدرته على بناء أنسجة عظمية جديدة بسرعة كافية لتعويض الأنسجة القديمة التي تتحلل بشكل طبيعي، فالعظام في جسم الإنسان تمر بعملية مستمرة من الهدم والبناء، ومع التقدم في العمر تبدأ سرعة الهدم في التفوق على البناء مما يؤدي إلى ضعف البنية العظمية تدريجيًا، وتصبح العظام خفيفة الوزن وهشة التركيب وقابلة للكسر بسهولة حتى في حال التعرض لحركات بسيطة أو سقوط خفيف، وتُعتبر «الهشاشة» من المشكلات الصحية التي لا يشعر بها المريض إلا بعد فوات الأوان، حيث قد يتعرض لكسر في الفخذ أو العمود الفقري أو الرسغ دون سبب واضح.

أسباب الهشاشة وعوامل الخطر

تتعدد أسباب «الهشاشة» بين ما هو وراثي وما هو بيئي، فالعامل الوراثي يلعب دورًا مهمًا إذ تزيد احتمالية الإصابة عند وجود تاريخ عائلي للمرض، كما أن نقص الكالسيوم وفيتامين د من أكثر العوامل المسببة لـ«الهشاشة» لأن الكالسيوم هو المكون الأساسي للعظام وفيتامين د يساعد على امتصاصه، كذلك فإن قلة النشاط البدني والجلوس لفترات طويلة تضعف العظام مع مرور الوقت، وتُعد السيدات أكثر عرضة للإصابة بسبب انخفاض هرمون الإستروجين بعد سن اليأس مما يسرع فقدان الكتلة العظمية، إضافة إلى التدخين وتناول الكحول والإفراط في الكافيين وهي عوامل تساهم في تفاقم «الهشاشة» بشكل ملحوظ.

أعراض الهشاشة التي لا تُرى إلا متأخرة

تكمن خطورة «الهشاشة» في أنها لا تُظهر أعراضًا واضحة في بدايتها، بل تتطور ببطء عبر السنوات دون ألم أو إشارات إنذار، لكن مع تقدم الحالة تبدأ بعض العلامات في الظهور مثل انحناء الظهر، أو نقصان الطول التدريجي، أو ألم مستمر في الظهر بسبب كسور صغيرة في الفقرات، وقد تكون أول علامة على «الهشاشة» كسر غير متوقع بعد سقوط بسيط، لذا ينصح الأطباء بإجراء فحوصات دورية لكثافة العظام خصوصًا لمن تجاوزوا الخمسين من العمر أو من لديهم عوامل خطر واضحة، لأن الكشف المبكر يساعد في إبطاء تقدم المرض.

طرق تشخيص الهشاشة الحديثة

يُعتمد في تشخيص «الهشاشة» على فحص يسمى «قياس كثافة العظام» وهو فحص بسيط وغير مؤلم يستخدم الأشعة السينية لقياس نسبة المعادن داخل العظام، وغالبًا ما يُجرى في منطقة الورك والعمود الفقري لتحديد مدى متانة العظام، كما يتم إجراء تحاليل دم لتقييم مستويات الكالسيوم وفيتامين د والهرمونات التي تؤثر على صحة العظام، ويُساعد التشخيص المبكر في بدء العلاج قبل حدوث الكسور مما يقلل من المضاعفات ويحافظ على الحركة والاستقلالية لدى المريض.

علاج الهشاشة والوقاية منها

تعتمد معالجة «الهشاشة» على الجمع بين الأدوية وتغيير نمط الحياة، فهناك أدوية تعمل على إبطاء فقدان العظام وأخرى تحفز بناء أنسجة جديدة، كما ينصح الأطباء بتناول كميات كافية من الكالسيوم وفيتامين د سواء من الغذاء أو المكملات، إضافة إلى ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة مثل المشي ورفع الأثقال الخفيفة التي تقوي العضلات وتحافظ على توازن الجسم، كما أن التوقف عن التدخين وتقليل الكافيين لهما أثر إيجابي كبير في الحد من تطور «الهشاشة»، أما بالنسبة للوقاية فإن اتباع نظام غذائي متوازن منذ الصغر والحرص على التعرض لأشعة الشمس يوميًا يقللان من احتمالية الإصابة في المستقبل.

التغذية ودورها في مكافحة الهشاشة

تلعب التغذية السليمة دورًا جوهريًا في الوقاية من «الهشاشة» حيث يحتاج الجسم إلى مصادر غنية بالكالسيوم مثل الحليب ومشتقاته والسمك والمكسرات والخضروات الورقية، كما أن فيتامين د المتوافر في الأسماك الدهنية وصفار البيض يساعد في امتصاص الكالسيوم بفعالية، ويُفضل تجنب المشروبات الغازية لأنها تؤثر سلبًا على امتصاص المعادن وتؤدي إلى ضعف العظام تدريجيًا، كما أن تناول كميات كافية من البروتين يساهم في بناء العضلات التي تدعم الهيكل العظمي وتحميه من الكسور الناتجة عن «الهشاشة».

الاهتمام بالفحص المبكر لإنقاذ العظام من الهشاشة

يشدد الأطباء على أن «الهشاشة» يمكن السيطرة عليها إذا تم اكتشافها مبكرًا، فالكشف المنتظم بعد سن الأربعين خصوصًا للنساء يساعد على رصد أي انخفاض في كثافة العظام قبل الوصول إلى مرحلة الخطر، كما أن توعية الناس بأهمية الحركة والتغذية الصحية تسهم في الحد من انتشار المرض، فـ«الهشاشة» ليست حتمية مع التقدم في العمر بل يمكن الوقاية منها بالعادات السليمة.

تم نسخ الرابط