«منها التشنجات الليلية».. إشارات خطيرة لضعف وتلف العظام تستدعي زيارة الطبيب

العظام تعد من أهم مكونات الجسم التي تمنح الإنسان القدرة على الحركة والوقوف وتوفير الدعامة الأساسية لبنيته الجسدية، ومن المعروف أن أي ضعف أو تلف في العظام يمكن أن يقود إلى مشكلات صحية خطيرة تؤثر بشكل مباشر على جودة الحياة، وقد لا يلتفت الكثيرون إلى العلامات المبكرة التي تشير إلى وجود خلل في العظام مما يعرضهم لمضاعفات يصعب علاجها لاحقا، ومن أبرز هذه العلامات «التشنجات الليلية» التي يعتبرها الأطباء مؤشرا خطيرا يستدعي سرعة الفحص والاهتمام الطبي.
التشنجات الليلية علامة لا يجب إهمالها
يشير خبراء الصحة إلى أن «التشنجات الليلية» تعد من الإشارات المقلقة التي قد تدل على ضعف أو تلف في العظام، حيث يشعر الشخص بانقباضات قوية ومفاجئة في عضلات الساق أو القدم أثناء النوم، وهذه الحالة لا تقتصر على الإرهاق أو نقص بعض المعادن فحسب، بل قد تكون مؤشرا على أن العظام لم تعد قادرة على تحمل الضغوط اليومية كما يجب، الأمر الذي يتطلب مراجعة الطبيب للتأكد من سلامة العظام وعدم وجود هشاشة أو بداية تلف.
آلام الظهر والمفاصل
إلى جانب التشنجات الليلية هناك علامات أخرى ترتبط بصحة العظام مثل «آلام الظهر والمفاصل» التي تظهر بشكل متكرر وتزداد مع القيام بمجهود بسيط، هذه الآلام غالبا ما تكون دليلا على أن العظام أصبحت أكثر هشاشة وفقدت جزءا من قوتها الطبيعية، وإذا لم تتم معالجتها في الوقت المناسب قد تتفاقم المشكلة وتؤدي إلى كسور متكررة أو صعوبة في الحركة.
انخفاض الطول التدريجي
من العلامات التي يغفل عنها الكثيرون وتعد مؤشرا على تدهور العظام «انخفاض الطول التدريجي» حيث يلاحظ الشخص أن قامته أصبحت أقصر بمرور الوقت، وهذا يحدث نتيجة انضغاط الفقرات أو ضعف العظام في العمود الفقري، وهي حالة لا يجب الاستهانة بها لأنها تكشف عن ضعف في بنية العظام يستوجب تدخلا طبيا عاجلا.
الإرهاق والتعب المستمر
قد لا يربط البعض بين الإرهاق المزمن وصحة العظام، إلا أن الأطباء يؤكدون أن «الإرهاق والتعب المستمر» من العلامات التي تعكس وجود خلل في العظام، فعندما تضعف العظام يضطر الجسم إلى بذل جهد أكبر للحركة والحفاظ على التوازن مما يؤدي إلى استنزاف الطاقة بشكل أسرع، وبالتالي يشعر الفرد بإرهاق دائم حتى مع القيام بأنشطة يومية بسيطة.
ضعف القدرة على الحركة
من الإشارات الخطيرة أيضا «ضعف القدرة على الحركة» أو القيام بالأنشطة المعتادة بسهولة، حيث يلاحظ الشخص أن خطواته أصبحت أبطأ وأن حركته أقل مرونة، وهذا قد يكون بسبب فقدان العظام لقوتها وصلابتها مما يجعل العضلات والمفاصل تتحمل عبئا أكبر وتصاب بالتعب، وهذه الحالة تمثل إنذارا بضرورة إجراء فحوصات شاملة لصحة العظام.
الكسور المتكررة
من أبرز العلامات التي لا يمكن تجاهلها «الكسور المتكررة» حتى عند التعرض لإصابات بسيطة، فهذا مؤشر واضح على أن العظام هشة وضعيفة بشكل كبير، وفي هذه المرحلة يحتاج المريض إلى متابعة دقيقة وخطة علاجية تشمل التغذية السليمة والمكملات الطبية وربما العلاجات الدوائية للحفاظ على العظام ومنع المزيد من التدهور.
التغذية ودورها في حماية العظام
التغذية تلعب دورا محوريا في حماية العظام من الضعف والتلف، حيث إن الحصول على كميات كافية من الكالسيوم وفيتامين د يعد ضروريا لبناء العظام والحفاظ على قوتها، كما أن تناول الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم والفوسفور يساعد على تعزيز صحة العظام بشكل عام، ومن المهم أيضا الابتعاد عن الإفراط في تناول الكافيين والمشروبات الغازية التي تؤثر سلبا على امتصاص الكالسيوم.
الرياضة وتقوية العظام
الرياضة تعد وسيلة فعالة للحفاظ على العظام قوية وصحية، فممارسة التمارين التي تعتمد على حمل الوزن مثل المشي السريع أو الجري الخفيف أو تمارين المقاومة تساعد على تقوية العظام وتحفيز نموها، كما أن الرياضة تحافظ على مرونة المفاصل وتقلل من خطر التعرض للكسور، ولذلك فإن دمج النشاط البدني في الروتين اليومي يعد وسيلة أساسية للوقاية من مشاكل العظام.
زيارة الطبيب عند ظهور العلامات
من المهم التأكيد على أن «زيارة الطبيب عند ظهور العلامات المبكرة» مثل التشنجات الليلية أو آلام الظهر أو ضعف الحركة تعد خطوة أساسية لحماية العظام من المزيد من التدهور، فالفحوصات المبكرة تساعد على اكتشاف هشاشة العظام أو بدايات التلف وتتيح فرصة التدخل السريع بالعلاج، وكلما تم التعامل مع المشكلة في وقت مبكر زادت فرص الحفاظ على العظام سليمة.
صحة العظام تمثل حجر الأساس في حياة أي إنسان، وأي إشارة مبكرة على ضعفها مثل «التشنجات الليلية» أو آلام المفاصل أو الإرهاق المستمر يجب أن تؤخذ على محمل الجد، فالوقاية تبدأ من الوعي ومعرفة أن العظام تحتاج إلى تغذية جيدة ونشاط بدني ورعاية طبية دورية، ولا ينبغي الانتظار حتى تتفاقم المشكلة ويصبح علاجها أصعب، فالحفاظ على العظام هو استثمار في الصحة والحياة.