الانتخابات الرئاسية 2024 .. الناخبون السود ينحازون لـ هاريس
تشير استطلاعات الرأي الحديثة إلى أن الرئيس السابق دونالد ترامب يواجه تحديات كبيرة في كسب تأييد الناخبون السود، وهو ما يتناقض مع الافتراضات السائدة حول دعمه في هذه الشريحة.
وفقًا لمجلة "نيوزويك"، فإن النتائج تكشف عن انخفاض ملحوظ في نسبة الدعم له، مما يسلط الضوء على الصعوبات التي يواجهها ترامب في تعزيز شعبيته بين هذه المجموعة الانتخابية الحيوية.
هذه المعطيات تفتح المجال لتساؤلات حول الاستراتيجيات التي يمكن أن يعتمدها ترامب لتحسين موقفه قبل الانتخابات الرئاسية.
نتائج استطلاعات الرأي
أجرت مبادرة الرأي العام بجامعة هوارد استطلاعًا بين 981 ناخبًا أسودًا محتملًا في الولايات المتأرجحة، مثل أريزونا وجورجيا وميتشيغان ونيفادا وكارولينا الشمالية وبنسلفانيا وويسكونسن.
أظهر الاستطلاع أن 83% من الناخبين السود يعتزمون التصويت لصالح كامالا هاريس، بينما يدعم 8% فقط ترامب.
بالمقارنة مع استطلاع مماثل أُجري في سبتمبر، حيث كان 81% يؤيدون هاريس و12% لترامب، يظهر الاستطلاع الحالي تراجعًا في دعم ترامب بمقدار أربع نقاط.
ويعكس هذا التراجع بوضوح عدم القدرة على كسب تأييد الناخبين السود، الذين يُعتبرون كتلة تصويتية حيوية في الانتخابات المقبلة.
تفضيلات الناخبون السود
أظهر استطلاع آخر أجرته شركة "يوجوف" لصالح شبكة "سي بي إس نيوز" دعمًا مماثلًا لهاريس، حيث أيد 87% من الناخبون السود المحتملين هاريس و12% فقط ترامب.
تشير هذه النتائج إلى أن ترامب لم يحقق المكاسب المتوقعة بين الناخبين السود، على الرغم من بعض المؤشرات على وجود زخم بين الرجال السود، مما يعكس أن الأمور لم تتغير بشكل ملحوظ منذ انتخابات 2020، حيث صوت 92% من الناخبين السود لصالح بايدن.
استراتيجيات المرشحين لكسب تأييد الناخبين
يسعى كل من ترامب وهاريس إلى كسب أصوات الناخبون السود والمجموعات الرئيسية الأخرى، حيث إن التغيرات الطفيفة في الدعم قد تؤثر بشكل كبير على نتائج الانتخابات.
في هذا السياق، أعلنت هاريس عن خطة تهدف إلى توفير المزيد من الفرص للرجال السود، وسط مخاوف من أن يغيب بعضهم عن الانتخابات أو يدعم ترامب.
هذه الخطة تأتي في ظل التحديات التي تواجهها هاريس في تحفيز هذه الشريحة الانتخابية، خاصة بعد أن أشار الرئيس السابق باراك أوباما إلى أن بعض الرجال السود "لا يشعرون بفكرة وجود امرأة رئيسة".
تعليقات حول استطلاعات الرأى
قالت كاثرين تيت، أستاذة العلوم السياسية في جامعة براون، إن استطلاعات الرأي قد تكون قد بالغت في تقدير دعم ترامب بين الناخبين السود.
وأكدت أن الناخبين السود غير الناخبين الذين يشعرون بعدم الرضا عن المرشحين قد يرون ترامب كخيار للتغيير.
ومع ذلك، فإن الشباب السود الذكور قد لا يسجلون أو يصوتون بكثافة كما هو الحال مع غيرهم، مما يعكس تحديات إضافية أمام ترامب في هذه الشريحة.
تأثير الهوية العرقية على التصويت
تتطرق التعليقات إلى أهمية الهوية العرقية في الانتخابات، حيث يشير كوستاس باناجوبولوس، أستاذ العلوم السياسية، إلى أن التحولات الصغيرة في تفضيلات الناخبين يمكن أن تكون مجرد آثار إحصائية.
ومع ذلك، يُتوقع أن يعود الناخبون السود لدعم المرشح الديمقراطي، خاصةً في الأيام الأخيرة من الحملة، حيث يتواصل التركيز على أولوياتهم واهتماماتهم الحقيقية.
يعتبر هذا التحول في الاهتمام والوعي مسألة حيوية بالنسبة للمرشحين، الذين يسعون لتلبية احتياجات الناخبين والتفاعل معهم بشكل فعّال.
في النهاية، تشير استطلاعات الرأي إلى أن ترامب يواجه صعوبات كبيرة في كسب دعم الناخبين السود.
ومع بقاء أقل من ثلاثة أسابيع حتى يوم الانتخابات المقررة في 5 نوفمبر، فإن النتائج تشير إلى أن هناك حاجة ملحة لكل من المرشحين لاستراتيجيات فعالة تهدف إلى كسب أصوات هذه الشريحة الحيوية.
التغيرات الطفيفة في الدعم قد تؤثر بشكل كبير على نتائج الانتخابات، مما يجعل من الضروري أن يكون هناك تركيز أكبر على احتياجات الناخبين وتطلعاتهم.