هاريس وترامب يتنافسان لجذب الناخبين العرب بـ ميتشيجان
تجري معركة انتخابية نارية بين نائبة الرئيس كامالا هاريس والرئيس السابق دونالد ترامب، حيث يتنافس كلاهما لكسب دعم الناخبين العرب في الولايات المتحدة.
يعتبر هؤلاء الناخبون كتلة صغيرة ولكنها محورية، لا سيما في ولاية ميتشيجان المتأرجحة، حيث يمكن أن يؤثر دعمهم بشكل كبير على نتائج الانتخابات.
تأثير السياسة الخارجية على الانتخابات
وعلى الرغم من أن السياسة الخارجية نادرًا ما تؤثر على نتائج الانتخابات الأمريكية، فإن الحرب في الشرق الأوسط تشكل مصدر قلق كبير للناخبين الأمريكيين من أصل عربي في ولاية ميتشيجان.
تُعتبر الأحداث الجارية في غزة ولبنان من القضايا الأساسية التي تشغل بال هذه الجالية، حيث ينظرون إلى مواقف المرشحين من هذه القضايا كأحد العوامل الأساسية في اتخاذ قرارهم الانتخابي.
أيد 52 لبنانيًا أمريكيًا كامالا هاريس ونائبها، حاكم ولاية مينيسوتا تيم والز، مؤكدين في رسالة أن صوت مجتمعهم سيُسمع تحت قيادتهم.
تضمنت الرسالة دعوات لوقف إطلاق النار، مشيرةً إلى قرار وزارة الأمن الداخلي بتمديد الوضع القانوني المؤقت للمواطنين اللبنانيين في الولايات المتحدة.
وقد أكدت هاريس على ضرورة "إنهاء المعاناة" في الشرق الأوسط، مشيرةً إلى الأوضاع الإنسانية الصعبة في غزة ولبنان، حيث قالت: "كان هذا العام صعبًا للغاية، بالنظر إلى حجم الموت والدمار في غزة، ونظرًا للخسائر المدنية والنزوح في لبنان".
من جهة أخرى، تجنب ترامب الخوض في تفاصيل خططه للشرق الأوسط، ولكنه أبدى عدم اعتقاده بأن المجتمع العربي الأمريكي سيصوت لصالح هاريس، مشيرًا إلى أنها "لا تعرف ماذا تفعل".
تأتي هذه التصريحات في وقتٍ تشعر فيه جالية الناخبين العرب بالإحباط من دعم إدارة بايدن للعدوان الإسرائيلي على غزة، مما يجعل مواقف ترامب أكثر تعقيدًا نظرًا لتاريخه الحافل بخطابات وسياسات معادية للمسلمين.
أهمية ميتشيجان كولاية متأرجحة
تُعتبر ميتشيجان وويسكونسن وبنسلفانيا من الأولويات القصوى للمرشحين في انتخابات عام 2024، حيث تلعب الكتل التصويتية المتنوعة دورًا حاسمًا في تحديد نتيجة الانتخابات.
تتميز ميتشيجان بوجود نسبة كبيرة من السكان العرب الأمريكيين، الذين شعروا بالإحباط الشديد من موقف الإدارة الحالية، مما يجعل دعمهم أمرًا بالغ الأهمية للمرشحين.
تشكل هذه الديناميكية فرصة لكلا المرشحين لتوجيه رسائلهم السياسية إلى هذه الجالية، مع السعي لتلبية تطلعاتهم واهتماماتهم.
يستغل ترامب إحباط المجتمع العربي تجاه الإدارة الديمقراطية، رغم تاريخه الموثق من السياسات المعادية.
قام ترامب بزيارة مكتب حملته في هامرامك، المدينة الوحيدة ذات الأغلبية المسلمة في البلاد، حيث انضم إليه رئيس البلدية، عامر غالب، الذي وصف زيارة ترامب بأنها تظهر الاحترام والتقدير لمجتمعه.
وعلى الجانب الآخر، قامت هاريس بزيارة ميتشيجان 11 مرة منذ أن أصبحت مرشحة، بما في ذلك حدث مقرر اليوم السبت في ديترويت، مما يدل على التزامها بجذب أصوات الناخبين العرب.
ومن الواضح أن الصراع الانتخابي يتجاوز مجرد التوجهات السياسية التقليدية، ويعكس الواقع المعقد للعلاقات الدولية وتأثيرها على الشؤون الداخلية، مما يجعل الانتخابات القادمة اختبارًا حقيقيًا لمدى قدرة كل مرشح على الاستجابة لاحتياجات وتطلعات هذه الجالية.