Polymarket في مرمى التحقيقات الفيدرالية بسبب المراهنات على نتائج الانتخابات
في تطور مثير على الساحة الأمريكية، داهمت قوات مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي "إف بي آي" يوم الأربعاء منزل الرئيس التنفيذي لموقع "Polymarket" المختص بالمراهنات التنبؤية عبر الإنترنت، وصادرت هاتفه المحمول.
مداهمة مكتب التحقيقات لـ Polymarket
جاءت هذه المداهمة في وقت حساس بعد فوز الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، مما أثار الكثير من الجدل حول دوافع التحقيقات والأبعاد السياسية المحتملة لهذه القضية.
وتعد هذه الحملة جزءًا من التحقيقات التي تجريها السلطات الأمريكية على خلفية المراهنات التي تجرى على أحداث سياسية هامة.
موقع Polymarket
يعد موقع "Polymarket" منصة للتنبؤ بالأحداث العالمية الكبرى، حيث يمكن للمستخدمين تقديم رهانات تتعلق بالعديد من المواضيع، بما في ذلك الانتخابات الرئاسية.
يصف الموقع نفسه بأنه "سوق تنبؤات شفاف بالكامل"، يساعد الأفراد في فهم الأحداث المستقبلية بشكل أفضل من خلال اتخاذ قرارات استنادًا إلى تداولات الجمهور.
لكن على الرغم من أن الموقع يتيح للمستخدمين المراهنة على العديد من الأسئلة التي يتم الإجابة عليها بنعم أو لا، إلا أن مثل هذه المراهنات محظورة في الولايات المتحدة.
ورغم هذا الحظر، يتغلب العديد من المستخدمين على القيود باستخدام الشبكات الخاصة الافتراضية (VPN).
التلاعبات السوقية
رغم أن الموقع يُسمح له بتقديم هذه التنبؤات بشكل قانوني في بعض البلدان الأخرى، إلا أن هناك منظمات إعلامية مثل مجلة "فورتشن" أفادت بأن الموقع شهد عمليات تداول غير قانونية، وهو ما قد يُعتبر نوعًا من التلاعب في السوق.
ووفقًا لتقرير صحيفة "وول ستريت جورنال"، اعتبرت إدارة الموقع أن المداهمة الأخيرة هي محاولة انتقام سياسي من قبل الإدارة الحالية، التي تسعى لملاحقة الشركات التي تقدم مثل هذه التنبؤات التي قد تؤثر على النتائج السياسية في البلاد، مثل الانتخابات الرئاسية لعام 2024.
الغرامات المفروضة على Polymarket
قبل أسبوع من الحملة الفيدرالية، أعلنت شركة "Polymarket" عن استئناف عملياتها في الولايات المتحدة بعد أن كانت قد توقفت لفترة نتيجة لغرامة قدرها 1.4 مليون دولار فرضتها عليها لجنة تداول السلع الآجلة في 2022.
وقد تم فرض هذه الغرامة بسبب فشل الشركة في التسجيل بشكل صحيح مع اللجنة، مما أجبرها على تعليق أنشطتها لفترة. رغم هذا التوقف، استأنف الموقع نشاطه بعد دفع الغرامة، مما أثار العديد من التساؤلات حول مستقبل المراهنات السياسية في الولايات المتحدة.
مداهمة منزل الرئيس التنفيذي
في صباح يوم الأربعاء، استفاق شاين كوبلان، الرئيس التنفيذي البالغ من العمر 26 عامًا، ليجد أن عملاء الفيدراليين قد داهموا منزله في مانهاتن.
ورغم أنه لم يتم اعتقاله، تم الاستيلاء على هاتفه المحمول. في رد فعل سريع، كتب كوبلان على منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي "هاتف جديد"، في إشارة إلى الاستحواذ على هاتفه من قبل السلطات.
وقد أثار هذا التصرف استياءً لدى الشركة، التي اعتبرت أن الحملة الفيدرالية جزء من انتقام سياسي.
المراهنات على فوز ترامب وانتقادات إدارة بايدن
ذكر موقع "Polymarket" أن هناك تدفقًا كبيرًا للمراهنات على فوز دونالد ترامب في الانتخابات، وهو ما يتناقض مع معظم استطلاعات الرأي التي كانت تروج لفوز منافسته كامالا هاريس. وبحسب صحيفة "الجارديان"، كانت التنبؤات على الموقع تظهر فرصًا كبيرة لفوز ترامب، ما دفع العديد من المراقبين لاتهام الموقع بتسليط الضوء على هذه النتائج قبل الانتخابات.
وعلق كوبلان قائلاً إن المداهمة كانت محاولة من قبل الإدارة الحالية للانتقام من الموقع لمساهمته في تسليط الضوء على هذه التنبؤات غير السائدة.
التحقيق مع الشركة
أفادت وكالة "بلومبرج" أن وزارة العدل الأمريكية قد بدأت بالفعل في التحقيق مع شركة "Polymarket" بسبب مزاعم بأنها سمحت للمستخدمين في الولايات المتحدة بالمراهنة على نتائج الانتخابات، وهو ما يعتبر خرقًا للقوانين الأمريكية التي تحظر المراهنات على الأحداث السياسية.
وتشير هذه التحقيقات إلى استمرار الضغط على الشركات التكنولوجية التي تقدم منصات مشابهة لتلك التي تقدمها "Polymarket"، وسط تصاعد الجدل حول شرعية المراهنات على السياسة في الولايات المتحدة.