الولايات المتحدة تدعم أوكرانيا بحزمة قروض بقيمة 50 مليار دولار
في ظل دعم الولايات المتحدة المستمر لحليفتها أوكرانيا، أعلنت الولايات المتحدة وحلفاؤها من مجموعة الدول السبع عن تقديم حزمة قروض ضخمة بقيمة 50 مليار دولار لمساعدة أوكرانيا.
الحزمة تتضمن دعمًا ماليًا كبيرًا من الأصول الروسية المجمدة، في إطار الجهود الرامية لمواجهة التحديات الاقتصادية التي خلفتها الحرب الروسية الأوكرانية.
تفاصيل حزمة القروض
أعلن البيت الأبيض اليوم الأربعاء أن الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين يقدّمون حزمة قروض بقيمة 50 مليار دولار لدعم أوكرانيا، القروض مدعومة بأرباح الأصول الروسية المجمدة، حيث تساهم الولايات المتحدة بمبلغ 20 مليار دولار منها.
يُنظر إلى هذه المساعدات كخطوة حيوية لدعم اقتصاد أوكرانيا الممزق بفعل الحرب، خاصة مع اقتراب أشهر الشتاء القاسية، مما يعزز الحاجة إلى دعم سريع وشامل لتجنب المزيد من الأزمات الاقتصادية.
التزام الولايات المتحدة بدعم أوكرانيا في ظل الظروف السياسية التي تمر بها
تأتي هذه الحزمة في وقت حرج بالنسبة للولايات المتحدة، حيث تقترب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وقد تؤثر هذه الانتخابات بشكل كبير على السياسات الخارجية الأمريكية، لا سيما في ظل إمكانية عودة المرشح الجمهوري دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، الذي لطالما عبّر عن اعتراضه على المساعدات الأمريكية المقدمة لأوكرانيا.
وأكد نائب مستشار الأمن القومي للاقتصاد الدولي، داليب سينج، أن أوكرانيا ستتلقى المساعدة التي تحتاجها الآن، دون إثقال كاهل دافعي الضرائب الأمريكيين، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة ملتزمة بدعم حليفها الأوكراني في هذه الأوقات الحرجة.
توزيع المساعدات بين الجوانب الاقتصادية والعسكرية
من المقرر أن تُستخدم نصف القروض الأمريكية المقدمة لأوكرانيا، البالغة 20 مليار دولار، لدعم الاقتصاد الأوكراني، بينما سيتم تخصيص النصف الآخر كمساعدات عسكرية إضافية، ومع ذلك، يحتاج البيت الأبيض إلى تأمين موافقة الكونغرس لتوفير هذا الدعم العسكري.
وفي حال عدم التوصل إلى اتفاق مع السلطة التشريعية، ستكون الإدارة الأمريكية مضطرة لتوجيه كامل القروض إلى الدعم الاقتصادي، وهو ما يُظهر مرونة في إدارة هذه المساعدات بما يتناسب مع احتياجات أوكرانيا الحالية.
مساهمة دول مجموعة السبع
تُشكل المساعدات الأمريكية جزءًا من حزمة أوسع تضم 30 مليار دولار إضافية مقدمة من الاتحاد الأوروبي وشركاء آخرين في مجموعة السبع، بما في ذلك المملكة المتحدة، كندا، واليابان.
وأعلنت مجموعة السبع في يونيو الماضي أنها ستبدأ بتوزيع المساعدات لصالح أوكرانيا بحلول نهاية العام الجاري، بهدف تلبية احتياجاتها العاجلة.
كما أكد داليب سينج أن هذه المساعدات تعكس التزام الدول الغربية بدعم أوكرانيا في مواجهة التحديات الاقتصادية والعسكرية التي تتفاقم مع اقتراب الشتاء، وتوجيه رسالة واضحة إلى روسيا بأن الدعم الغربي لأوكرانيا سيستمر دون هوادة.
تجميد الأصول الروسية كجزء من العقوبات
في إطار العقوبات المفروضة على روسيا منذ بدء الحرب الأوكرانية في عام 2022، قامت الدول الغربية بتجميد أصول روسية بقيمة مئات المليارات من الدولارات.
هذه الأصول موجودة في حسابات مصرفية داخل أوروبا والولايات المتحدة، وتعد مصدرًا رئيسيًا لتمويل جزء من حزمة القروض.
وقد تم تجميد حوالي 3 مليارات دولار فقط في الولايات المتحدة، بينما الجزء الأكبر من هذه الأصول المجمدة يوجد في أوروبا.
في البداية، كانت هناك مخاوف لدى المسؤولين الأوروبيين من أن يتحملوا المسؤولية إذا لم تتمكن أوكرانيا من سداد القروض، لكن المفاوضات بين الدول المعنية أدت إلى اتفاق يضمن تقاسم المخاطر بين جميع الدول المشاركة.
مستقبل الأصول الروسية وإعادة الإعمار
في حال التوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا، سيتم اتخاذ قرار بشأن مصير الأصول الروسية المجمدة. ستبقى هذه الأصول مجمدة حتى يتم سداد القروض، حيث تُستخدم الفوائد الناتجة عنها في السداد.
كما يُحتمل أن تتحمل روسيا مسؤولية دفع تعويضات عن الأضرار التي تسببت بها الحرب، مما يخفف العبء المالي على أوكرانيا ويعزز استقرارها الاقتصادي في مرحلة ما بعد النزاع.
البحث عن مصادر تمويل طويلة الأجل
بدأت مجموعة الدول السبع في البحث عن مصادر تمويل أخرى طويلة الأجل لدعم أوكرانيا مع مرور الوقت، وذلك نتيجة الشكوك حول الالتزام السياسي والمالي بمواصلة إنفاق أموال دافعي الضرائب.
مما يعكس حرص المجتمع الدولي على تأمين دعم مستدام لأوكرانيا في ظل التحديات المستمرة، مع التركيز على إيجاد حلول مالية مبتكرة تضمن استمرارية التمويل دون الإضرار بمصالح الدول المانحة.