الانتخابات الأمريكية 2024 .. لماذا يشكك جيل Z في آلات فرز الأصوات؟
مع اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية، تختلف مستويات الثقة في آلات فرز الأصوات بين الأجيال المختلفة، حيث يعبر الناخبون من الجيل Z وجيل الألفية عن تشكك متزايد تجاه هذه الآلات مقارنةً بالأجيال الأكبر سنًا.
تشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن الأمريكيين الأكبر سنًا يتمتعون بثقة أكبر في آلات التصويت، إذ يرون أن الآلات توفر درجة من الحيادية والدقة التي قد تكون أعلى مما يمكن للبشر تحقيقه.
مما يعكس توجهات متعددة نحو التكنولوجيا والاعتماد على الوسائل الرقمية، وهو ما يظهر بوضوح في نتائج الاستطلاع الذي أجراه موقع "أكسيوس" بالتعاون مع مؤسسة "هاريس".
تفاصيل استطلاع مؤسسة هاريس
أُجري استطلاع الانتخابات بواسطة مؤسسة "هاريس" غير المرتبطة بنائبة الرئيس المرشحة الديمقراطية، حيث نُفذ عبر الإنترنت في الفترة ما بين 22 و24 أكتوبر. وقد شملت العينة الوطنية 2129 شخصًا بالغًا من الولايات المتحدة، منهم 1858 شخصًا تم تحديدهم كناخبين مسجلين.
كشفت النتائج أن ما نسبته 60% من الناخبين الأمريكيين يثقون في آلات التصويت أكثر من البشر في عملية فرز الأصوات، بينما كانت الثقة أقل بين الجيل Z، حيث انخفضت إلى 54%.
مما يثير تساؤلات حول العوامل التي تشكل مواقف كل جيل تجاه التقنيات المستخدمة في الانتخابات.
تأثير نظريات المؤامرة على آراء الناخبين الشباب
إحدى العوامل المؤثرة على ثقة الناخبين الشباب تتمثل في نظريات المؤامرة التي انتشرت حول آلات التصويت، خاصةً تلك التي روج لها الرئيس السابق دونالد ترامب وأنصاره.
أشار تقرير "أكسيوس" إلى أن هذه النظريات قد تسربت إلى الوعي العام، بما في ذلك جيل الشباب الذي نشأ على خلفية هذه الاتهامات بالتلاعب بنتائج الانتخابات.
وعلق جون جيرزيما، الرئيس التنفيذي لمؤسسة "هاريس"، بأن الجيل Z قد بلغ سن الرشد وسط حملات مثل "أوقفوا السرقة"، التي تمحورت حول اتهامات التلاعب في آلات التصويت، مما أثر بشكل كبير على نظرتهم لهذه الآلات وشكل تصوراتهم حول نزاهة النظام الانتخابي.
تباين الثقة بين الجيل Z وجيل الألفية وكبار السن
تظهر الاختلافات بين الأجيال بوضوح، إذ إن الثقة في آلات التصويت تنخفض إلى 50% بين جيل الألفية (الذين تتراوح أعمارهم بين 28 و43 عامًا)، بينما أظهر كبار السن، خاصةً من مواليد فترة ما قبل الثمانينيات، نسبة ثقة عالية وصلت إلى نحو الثلثين.
يعزو بعض المحللين هذه الثقة المتزايدة لدى كبار السن إلى تجربتهم الطويلة مع النظام الانتخابي وتفضيلهم للاستقرار والتقاليد، بينما يميل الجيل الأصغر الذي اعتاد التعامل مع أنظمة تكنولوجية أكثر تعقيدًا إلى التشكيك في فعالية وكفاءة الآلات الانتخابية التقليدية.
مخاوف الخصوصية لدى الناخبين الشباب
يبدو أن الناخبين الشباب، إلى جانب تشككهم في دقة آلات التصويت، يشعرون بقلق أكبر تجاه قضايا الخصوصية المرتبطة بالعملية الانتخابية.
وفقًا لاستطلاع أجرته مؤسسة "فايبس"، يثق 84% من الناخبين من جيل طفرة المواليد في أن اختياراتهم الانتخابية تبقى سرية، في حين تقل هذه النسبة إلى 70% بين الناخبين من الجيل Z، الذين أشار أغلبهم إلى ثقة محدودة أو متوسطة في خصوصية أصواتهم.
التحديات المتعلقة بمظهر الآلات الانتخابية
يرى بعض الشباب أن الآلات الانتخابية تبدو "منخفضة التقنية" وغير متطورة، ما يؤدي إلى التشكيك في موثوقيتها وقدرتها على حماية الأصوات.
ومع ذلك، يشير تقرير "أكسيوس" إلى أن بساطة تصميم هذه الآلات واستخدامها لأوراق اقتراع ورقية قد يكون في الواقع عاملًا مساعدًا في الحفاظ على سلامتها ودقتها.
فالتصميم البسيط للآلات يسهم في تقليل احتمالية وقوع أعطال أو تدخلات إلكترونية، مما يعزز الثقة في نزاهة الانتخابات لدى البعض، حتى وإن بدا ذلك غير متوافق مع توقعات الناخبين الشباب الذين يميلون إلى الاعتماد على تقنيات أكثر تطورًا.