تحذير طبي: جفاف العين قد يكشف مشكلات صحية خطيرة
يُعتبر جفاف العين من المشكلات الشائعة التي يواجها الكثيرون في حياتهم اليومية، وقد تبدو في البداية مشكلة بسيطة تتعلق بالإجهاد أو قلة النوم ومع ذلك، فإن الأطباء يحذرون من أن هذه الحالة قد تكون علامة على مشكلات صحية أكثر خطورة.
جفاف العين يحدث عندما تكون كمية أو جودة الدموع التي ترطب العين غير كافية، مما يؤدي إلى شعور بالحرقة، والحكة، واحمرار العين، وحتى صعوبة في الرؤية، يمكن أن يكون السبب وراء هذا الجفاف عوامل بيئية مثل التعرض المفرط للشاشات الرقمية أو الجو الجاف، إلا أن هناك عوامل أكثر خطورة ترتبط بمشكلات صحية تحتاج إلى علاج فوري.
جفاف العين كعرض لمرضين خطيرين
أحد أهم الأمراض التي قد يشير إليها جفاف العين هو متلازمة شوغرن، وهي مرض مناعي ذاتي يؤدي إلى مهاجمة الجهاز المناعي للغدد التي تفرز السوائل في الجسم، بما في ذلك الغدد الدمعية، ينتج عن هذا المرض جفاف العين والفم بشكل رئيسي، وقد تتطور الحالة لتشمل التهاب المفاصل وأعراض أخرى تؤثر على جودة حياة المريض، متلازمة شوغرن غالبًا ما يتم تشخيصها في مراحل متأخرة، لذا فإن الانتباه إلى الأعراض الأولية، مثل جفاف العين، يمكن أن يساعد في التشخيص المبكر وتقديم العلاج المناسب.
من جهة أخرى، قد يكون جفاف العين مؤشرًا على مرض السكري، خاصة إذا ترافق مع تغيرات في الرؤية أو شعور بالتعب العام، مرض السكري يمكن أن يؤثر على الأعصاب التي تتحكم في إفراز الدموع، مما يؤدي إلى نقص في ترطيب العين، الأشخاص المصابون بالسكري يكونون أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات العين، مثل اعتلال الشبكية السكري، مما يجعل متابعة الأعراض المرتبطة بالعين ضرورة حتمية.
عوامل الخطر المرتبطة بجفاف العين
بالإضافة إلى الأمراض المزمنة، هناك عوامل أخرى تزيد من احتمالية الإصابة بجفاف العين، مثل:
استخدام الأجهزة الإلكترونية: التركيز على الشاشات لفترات طويلة يقلل من معدل الرمش، مما يؤدي إلى جفاف سطح العين.
التقدم في العمر: تقل جودة الدموع وكميتها مع التقدم في السن، وخاصة عند النساء بعد انقطاع الطمث.
الأدوية: بعض الأدوية، مثل مضادات الاكتئاب ومدرات البول، قد تسبب جفاف العين كأثر جانبي.
البيئة المحيطة: التعرض المستمر للرياح، أو التدفئة، أو التكييف يمكن أن يزيد من تبخر الدموع.
طرق الوقاية والعلاج
للوقاية من جفاف العين أو تخفيف أعراضه، ينصح الأطباء باتباع النصائح التالية:
1.استخدام قطرات العين المرطبة: وتعرف أيضًا بـ”الدموع الاصطناعية”، التي تساعد على ترطيب العين بشكل مستمر.
2.تقليل وقت استخدام الشاشات: الحرص على أخذ فواصل منتظمة عند استخدام الأجهزة الإلكترونية لتقليل الإجهاد البصري.
3.الحفاظ على بيئة رطبة: يمكن استخدام مرطبات الهواء لتجنب جفاف الجو المحيط.
4.شرب كميات كافية من الماء: الحفاظ على ترطيب الجسم يساهم في تحسين إنتاج الدموع.
5.زيارة طبيب العيون بشكل دوري: خاصة إذا كان جفاف العين مستمرًا أو يترافق مع أعراض أخرى مثل الألم أو ضعف الرؤية.
رغم أن جفاف العين قد يبدو مشكلة بسيطة، إلا أن تجاهله قد يؤدي إلى تفاقم الأعراض أو الكشف عن أمراض خطيرة مثل متلازمة شوغرن أو السكري، من الضروري الانتباه إلى الأعراض المصاحبة لهذه المشكلة ومراجعة الطبيب عند الحاجة للحصول على التشخيص والعلاج المناسب، الحفاظ على صحة العين يبدأ بالوعي بمثل هذه المشكلات وتجنب الإهمال في علاجها.