خوف عبد الحليم من «جبار».. تحدِ الفنانين سر عدم غنائها على المسرح
كشف الملحن الراحل محمد الموجي عن السبب الحقيقي وراء رفض العندليب عبد الحليم حافظ غناء أغنيته الشهيرة "جبار" على المسرح.
فقد صرح الموجي في لقاء سابق مع الإعلامي الراحل مفيد فوزي أن العندليب كان يخشى أن تتسبب الأغنية في إجهاد صوته، خاصة وأنها تتطلب أعلى طبقات صوتية.
"جبار" تحدٍ للفنانين.. قلائل من تمكنوا من تقديمها
أغنية "جبار" التي قدمها العندليب في فيلم "معبودة الجماهير" تعتبر من أبرز الأعمال في مسيرته الفنية، إلا أنها ظلت حكراً على صوته القوي.
فبعد رحيله، حاول العديد من الفنانين العرب تقديمها، ولكن قلة منهم نجحوا في ذلك.
من أبرز هؤلاء الفنان كاظم الساهر وهاني شاكر، اللذين قدما الأغنية في حفلات مختلفة.
كما قدمها الفنان المغربي الراحل عبده شريف، الذي اعتبرها البعض سبباً في تدهور صحته.
حيث كشف الفنان المغربي نعمان لحلو، اللحظات الأخيرة في حياة الفنان عبده شريف، قائلا إنه كان متواجد برفقتهم وبدأ في غناء «جبار».
ثم تدهورت حالته الصحية بعد أقل من ساعة تعرض إلى أزمة قلبية مفاجأة، وتم نقله إلى أحد المستشفيات في مدينة الدار البيضاء، التي لفظ فيها أنفاسه الأخيرة، ليعلن الأطباء وفاته عن عمر يناهز الـ52 عاما.
واستكمل قائلًا: «عبده أجهد نفسه في أغنية جبار بسبب الطلعات القوية بها، وهو كان يعاني من ضعف في عضلة القلب».
"جبار".. ملحمة غنائية تتحدى الزمن
رغم مرور سنوات طويلة على طرح أغنية "جبار"، إلا أنها لا تزال تحتفظ بمكانتها الخاصة في قلوب محبي الموسيقى العربية.
فكلماتها العميقة ولحنها القوي، بالإضافة إلى أداء العندليب الأسطوري، جعلت منها تحفة فنية لا تنسى.
يعد المطرب المصري الراحل عبد الحليم حافظ من أهم وأبرز العلامات في تاريخ الغناء العربي.
حيث لقب بـ "العندليب الأسمر" لصوته العذب وإحساسه المرهف وأدائه المُتأني الذي لامس قلوب الملايين في مختلف أنحاء الوطن العربي والعالم.
نشأته
ولد فى قرية الحلوات التابعة لمركز الإبراهيمية بمحافظة الشرقية فى 21 يونيو 1929 ويوجد بها السرايا الخاصة به والتي بها الآن بعض المتعلقات الخاصة، وهو الابن الأصغر بين أربعة إخوة هم إسماعيل ومحمد وعلية.
دراسته
التحق بمعهد الموسيقى العربية قسم التلحين عام 1943 حين التقى بالفنان كمال الطويل.
حيث كان "عبدالحليم" طالباً في قسم تلحين، و"كمال" في قسم الغناء والأصوات.
وقد درسا معاً في المعهد حتى تخرجا عام 1948، ورشح للسفر في بعثة حكومية إلى الخارج لكنه ألغى سفره وعمل 4 سنوات مدرساً للموسيقى بطنطا ثم الزقازيق وأخيراً بالقاهرة.
ثم قدم إستقالته من التدريس والتحق بعدها بفرقه الإذاعة الموسيقية عازفاً على آلة الأبواه عام 1950. ورغم الشهرة الكبيرة التي يتمتع بها عبدالحليم حافظ، لكن هناك عدداً كبيراً من أغانيه لا يعرفها كثير من الناس.
والسبب الحقيقي لهذا هو أن هذا الإنتاج الإذاعي لا يتم إذاعته وهو مملوك للإذاعة المصرية مثل باقي إنتاجه.
وهذا السبب نتج عنه شىء من الندرة وتم الإعتقاد أنه تراث مجهول ولكنة معلوم لكثير من المؤرخين والإذاعين المصريين المخضرمين.
وإذا حسبنا عدد الأغاني التي قدمها في الأفلام سواءٌ بالصوت، والصورة، أم بالصوت فقط، إضافة إلى الأغاني المصورة في التلفيزيون، نجد أن عددها يمكن أن يصل إلى 112 أغنية تقريباً.
وهذا العدد لا يكاد يشكل نصف عدد أغانيه البالغة حوالي 231 أغنية في المتوسط.
كما أننا لم نأخذ في الحسبان الأغاني التي هي بحوزة بعض أصدقاء "عبدالحليم"، والتي هي غير متاحة للتداول التجاري.
و على غرار مكتبته الموسيقية والغنائية العريقة ترك العندليب مكتبة سينمائية من أروع الأفلام التي حفرت في أذهان العالم العربي والتي كانت ومازالت من أهم الأعمال بتاريخ السينما.
ومن خلال تلك المكتبة السينمائية أكد على موهبته المميزة في التمثيل بجانب الغناء والتي نادرا ما يحققها المطربين على مدار العصور.
وأهم الأفلام التي لا تنسى للعندليب الراحل عبد الحليم حافظ
فيلم "أبي فوق الشجرة"
تدور أحداثه حول طالب شاب يتشاجر مع حبيبته، ليسافر إلى الإسكندرية لقضاء الأجازة الصيفية.
وهناك يتعرف على الراقصة فردوس، ويقع في شباكها ويقيم معها، وبعد انقطاع أخباره يذهب والده إلى الإسكندرية بحثًا عن ابنه.
وفي طريق بحثه عنه يتعرف على راقصة أخرى كانت فردوس قد طلبت منها ذلك بهدف منع والد عادل من العودة بعادل مرة أخرى.
فيلم "معبودة الجماهير"
يدور الفيلم في إطار اجتماعي، حيث تقع نجمة مشهورة، في حب ممثل مغمور ويقرران الزواج.
لكن مدير الفرقة الذي يحبها، يحاول تدبير المكائد لهما، فيأتي بامرأة تدعي أنها زوجة الممثل.
فتقرر هي الابتعاد عن كل شيء وتخسر شهرتها الفنية، بينما يصعد نجمه ويصبح مطربًا شهيرًا.
فيلم "يوم من عمري"
يدور الفيلم حول تكليف صحفي شاب وصديقه المصور بتغطية وصول ابنة مليونير شهير بعد غياب طويل.
لكن الفتاه تعرف أن زوجة أبيها تود تزويجها من شقيقها، فتقرر الهرب، وتلتقي بهما دون أن يعرفا هويتها وتقضي اليوم برفقتهم.
لكن رئيس التحرير يهددهما بالفصل بسبب فشلهما في المهمه، وتتوالي الأحداث ويمروا بالكثير من المواقف حتي يقعا في الحب ويتزوجا في النهاية.
فيلم "شارع الحب"
يتناول الفيلم قصة مطرب شاب مغمور يُدعي عبد المعنم، يلتحق كمدرس موسيقى بأحد النوادي الموسيقية.
ويضطر إلى وضع ذقن وشارب صناعيين، ليبدو كرجل مسن، لأن هذه إحدى شروط النادي، ثم يلتقي بفتاة ثرية، والتي تعرف أنه ليس رجلا مسنا.
وتراهن صديقتها على أن تكشف حقيقته، ومع انكشاف حقيقته، وانكشاف أمر الرهان، تتطور وتتضارب المشاعر بينها وبينه ويقعان بالحب.
كان عبدالحليم حافظ صديقا للعديد من رؤساء الدول العربية، غير أنه اشتهر بصداقته المقربة بالملك الحسن الثاني، ملك المغرب الراحل.
وما قد لا يعرفه الكثيرون أن الملك الحسن أهدى عبدالحليم حافظ سيارة فاخرة بمفتاح ذهبي لم يكن في مصر سيارة
مثلها إلا لدى رئيس الجمهورية آنذاك محمد أنور السادات.
وبسبب علاقته المقربة من الملك الحسن تصادف وجوده في عيد ميلاد الملك سنة 1971 بقصر "الصخيرات" أثناء قيام
مجموعة من الضباط بانقلاب عسكري فشل في الأخير.
وطلب منه الضباط إلقاء بيان الانقلاب بصوته في الإذاعة الوطنية المغربية، لكن عبدالحليم حافظ رفض القيام بذلك، رغم التهديد.
كما غنى عبدالحليم حافظ عدة أغاني في مدح الملك الحسن وأشهرها أغنية "الماء والخضرة والوجه الحسن".
ضجة كبيرة أثارها محمد شبانة نجل شقيق الفنان المصري الراحل عبد الحليم حافظ.
قد كشف عن مفاجأة حول جثمان العندليب الأسمر، وهي أنه لم يتحلل رغم مضي 31 عاما على دفنه.
أصيب بمرض البلهارسيا وأجرى خلال حياته 61 عملية جراحية.
أوصى عبد الحليم حافظ، أن تظلّ شقته أمام حديقة الأسماك في حي الزمالك باسمه، وأن تظل مفتوحة لمن يحب أن يزورها من جمهوره أو معجبيه.
وفاته
توفى الأربعاء 30 مارس 1977 في لندن، عن عمر 48 عامًا.
وأصيب بأول نزيف في المعدة، وكان وقتها مدعوًّا على الإفطار بشهر رمضان لدى صديقه مصطفى العريف، عام 1956.