النقد الدولي يعلن حاجة الصين إلى تعزيز التنمية الموجهة نحو السوق
في إطار بذلتها الصين على مدى الأربعين عاما الماضية، أكد ستيفن بارنيت مسؤول في صندوق النقد الدولي، أن الصين حققت نتائج مثمرة من حيث التنمية الاقتصادية، ومن المتوقع أن تستمر البلاد في كونها المحرك الرئيسي لنمو الاقتصاد العالمي.
من جانبه قال ستيفن بارنيت، الممثل المقيم الأول لصندوق النقد الدولي في الصين، في بكين: "أن نمو الصين كان نتيجة للإصلاحات التي تعهدت بها الصين لتوليد هذا النمو، وليس معجزة وهذا في الواقع درس للعالم وللبلاد نفسها في المستقبل ــ إن النمو يعتمد على الإصلاح".
بارنيت: الصين بحاجة إلى تعزيز التنمية الموجهة نحو السوق
وأضاف بارنيت إن "الوصفة لتحقيق ذلك تتمثل في إعطاء السوق دورا أكثر حسما في تخصيص الموارد وضمان تكافؤ الفرص".
مشيراً إلى أن الصين من المقرر أن تساهم بأكثر من ربع النمو الاقتصادي العالمي هذا العام والعام المقبل، لتحافظ على مكانتها كأكبر محرك للاقتصاد العالمي على الرغم من التحديات.
توقعات صندوق النقد الدولي بنمو عالمي بنسبة 3.2
في ذات السياق، قال المسؤول في صندوق النقد الدولي إن من المتوقع أن تساهم الصين بنحو 0.9 نقطة مئوية – أو حوالي 28 في المائة – في النمو العالمي في عام 2024، استنادا إلى توقعات صندوق النقد الدولي بنمو عالمي بنسبة 3.2 في المائة ونمو في الصين بنسبة 4.8 في المائة.
وأكد إن هذا سيجعل الصين تستمر في كونها المساهم الأكبر في النمو العالمي، مضيفا أن نفس أرقام المساهمة متوقعة في عام 2025، مما يؤكد أهمية البلاد المستمرة في الاقتصاد العالمي.
كما أكد أن هذه المساهمة لا تأخذ في الاعتبار حتى الآن التأثير الإيجابي لنمو الصين على الاقتصادات الأخرى.
مضيفاً أن النمو الأقوى في الصين سيكون مفيدا لها، كما أنه سيساعد أيضا على رفع الطلب على الاقتصاد العالمي.
نمو الاقتصاد الصيني
وبالرغم من وجود مخاوف من ضعف الطلب الاستهلاكي في الصين، قال بارنيت إن أي اقتصاد كبير لم يشهد نمو الاستهلاك المنزلي بالسرعة التي شهدتها الصين على مدى العقدين السابقين لجائحة كوفيد-19.
وأكد بارنيت إن التحدي الحقيقي هو أنه على الرغم من التوسع السريع في الاستهلاك، فإن نمو الناتج المحلي الإجمالي كان أعلى من ذلك، مما أدى إلى انخفاض حصة الاستهلاك في الناتج المحلي الإجمالي نسبيًا. في عام 2019، شكل استهلاك الأسر 39.2٪ من الناتج المحلي الإجمالي للصين، مقابل 67٪ في الولايات المتحدة.
فتح المجال أمام إمكانات اقتصادية جديدة في الأمد البعيد
ويمثل هذا الخلل البنيوي فرصة للصين، فمن خلال الانتقال إلى نموذج النمو القائم على الاستهلاك ــ حيث ينمو الاستهلاك بشكل أسرع من الناتج المحلي الإجمالي ــ فإن حصة الاستهلاك في الناتج المحلي الإجمالي قد تزيد باطراد، مما يفتح المجال أمام إمكانات اقتصادية جديدة في الأمد البعيد.
ارتفاع أسعار الذهب
في سياق آخر، ارتفعت أسعار الذهب قليلا في التعاملات اليوم الجمعة مع سعي المستثمرين للحصول على المزيد من الإشارات بشأن أسعار الفائدة الأمريكية في حين ساعدت التوترات الجيوسياسية في تحفيز بعض الطلب على الملاذ الآمن.
يذكر أن المعدن الأصفر في طريقه إلى نهاية ضعيفة للأسبوع، حيث تعرض لضغوط بسبب بعض عدم اليقين بشأن الاتجاه الطويل الأجل لأسعار الفائدة كما أثرت مرونة الدولار على أسواق المعادن الأوسع نطاقًا.
وصعد الذهب في المعاملات الفورية 0.4% إلى 2642.03 دولار للأوقية (الأونصة)، في حين ارتفعت العقود الآجلة للذهب التي تنتهي في فبراير 0.6% إلى 2663.72 دولار للأوقية.