كواليس رحيل معلم الكوميديا «محمد رضا»

رحل عن عالمنا الفنان الكوميدي الكبير محمد رضا، المعروف بـ "المعلم رضا"، تاركاً خلفه إرثاً فنياً غنياً من الأفلام والمسلسلات التي لا تُنسى.

وقد حظي الفنان الراحل بشعبية جارفة لدى الجمهور المصري والعربي، حيث تميز بأدائه المتميز للأدوار الكوميدية، وأفيهاته التي حُفظت في ذاكرة الأجيال.

اشتهر "المعلم رضا" بأدواره الشعبية، ومن أبرزها دوره في فيلم "30 يوم في السجن"، حيث قدم شخصية "المعلم" البسيط الطيب بطريقة لا تُنسى، وأصبح تعبير "جنجل أبو شفطورة" أحد أشهر أيفيهاته التي يتداولها الناس حتى اليوم.
إنسان وفنان

رغم شهرته الفنية، إلا أن "المعلم رضا" كان يتميز ببساطته وحبه للناس.

فقد واصل العمل والإبداع حتى آخر لحظة في حياته، حتى أنه صعد المسرح وأدى دوره في إضحاك الجمهور بعد دفن ابنته، في موقف يؤكد على إنسانيته العظيمة وتفانيه في عمله.

رحيل مفاجئ

وفي حوار خاص مع ابنه أحمد محمد رضا، كشف عن تفاصيل وفاة والده، مؤكداً أنه كان بصحة جيدة قبل وفاته، ولكنه توفي بشكل مفاجئ أثناء تصوير أحد المسلسلات في شهر رمضان.

قائلًا: "كان والدى بكامل صحته ولم يكن يعانى سوى من بعض الأمراض المزمنة التى تعايش معها، ويوم وفاته ذهب لأداء دوره فى مسلسل ساكن قصادى، وكان صائما، حيث كان التصوير فى نهار رمضان".

وأضاف ابن المعلم رضا: "بعدما انتهى والدى من التصوير عاد إلى المنزل وكان أخى حسين يزوره، وكنا جميعا تزوجنا وأنجبنا، حيث كنا أربعة أبناء، «أميمة، أحمد، مجدى، حسين»، وأكبرنا شقيقتى الراحلة أميمة التى توفت فى حياة أبى".

واستكمل: "وأراد أخى أن يمشى قبل الإفطار، ولكن أبى طلب منه أن يبقى ليفطر معه هو وأمى وعبير ابنة شقيقتى الراحلة".

وأردف: "بعد الإفطار اتصل بوالدى صحفى من إذاعة القناة لإجراء حوار، وأثناء الحديث لفظ أبى أنفاسه وسقطت سماعة التليفون من يده، وجاءت عبير لتناديه فلم يرد".

وتابع: "ونادت على أخى حسين الذى فوجئ بوفاة أبى ورد على السماعة ليخبر الصحفى أن والدى توفى، فأصيب الصحفى بحالة ذهول، وكان هذا فى 21 رمضان الموافق 21 فبراير 1995".

واستكمل قائلا: "جئت من السفر لحضور جنازة والدى، ووقتها تذكرت نظرته لى وأنا مسافر قبل رمضان بشهرين حين أخبرته أننى لن أعود إلا بعد 4 أشهر".

وأضاف: "فابتسم قائلا «هتيجى يا أحمد على العيد الصغير»، وعندما أكدت له أنه من الصعب عودتى بعد شهرين قال «اسمع منى هتيجى»، وكأنه يشعر أننى سأعود لأحضر جنازته، وكانت صدمة كبيرة لنا ولوالدتى التى توفت أيضا فى 27 رمضان عام 2008".

محمد رضا

ولد محمد رضا في محافظة أسيوط، وحصل على دبلوم الهندسة التطبيقية العليا عام 1938.

عمل مهندسًا للبترول، لكن عشقه للفن دفعه إلى الالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية.

تخرج من المعهد عام 1953، وبدأ رحلته الفنية بأدوارٍ صغيرة، برع محمد رضا في تجسيد شخصية "المعلم" في العديد من أعماله.

من أشهر أفلامه التي جسد فيها هذه الشخصية: "معبودة الجماهير" و"رضا بوند"، وتميزت أدواره بالفكاهة وخفة الظل، مما جعله محبوبًا من قبل الجمهور.

واجه محمد رضا بعض المآسي في حياته، كان أعظمها وفاة ابنته في سن صغيرة، وفي يوم رحيل ابنته، أصر على أداء دوره في مسرحية كان يقدمها، احترامًا لفنه وجمهوره.

أبرز أعماله الفنية

قدم محمد رضا مئات الأدوار في السينما والإذاعة والمسرح والتلفزيون ومن أبرز الأفلام التي قدمها: "عماشة فى الأدغال"، "البحث عن فضيحة"، "انت اللى فتلت بابايا"، "العتبة جزاز"، معبودة الجماهير، "30 يوم فى السجن"، الزواج على الطريقة الحديثة، "الراجل ده هيجننى"، "العايقة والدريسة"، "سيد قشطة" ،"شادر السمك"، "الراقصة والطبال"، "البيه البواب"، وغيرهم.

وأبرز المسلسلات التلفزيونة التي قدمها:" على بيه مظهر"، "نجم الموسم"، "الزنكلونى"، "مواقف ساخرة"، "ألف ليلة وليلة"، "كيف تخسر مليون جنيه"، "يوميات ونيس"، "ساكن قصادى"، "عماشة عكاشة" وغيرهم".

وقدم أيضا للإذاعة العديد من المسلسلات أشهرها: "شنطة حمزة"، رضا بوند"، ووصل نجاحه إلى إنتاج أعمال تحمل ومنها فيلم "رضا بوند"، ومسلسل "قهوة المعلم رضا".

رحيل محمد رضا

توفي الفنان محمد رضا في يوم 21 فبراير عام 1995 عن عمر يناهز 74 عاما، تاركاً خلفه إرثاً فنياً عظيماً.

يعتبر محمد رضا من أشهر ممثلي الزمن الجميل، تميز بخفة الظل والكاريزما الخاصة، مما جعله فنانًا فريدًا من نوعه، لقب بـ "المعلم" لكثرة تجسيده لهذه الشخصية، وخلّد اسمه في ذاكرة الفن المصري.