مع تقلبات الطقس المفاجئة.. أمراض يجب الحذر منها وطرق فعّالة للوقاية

تشهد فصول السنة تغيرات مفاجئة في الطقس ودرجات الحرارة ما بين الارتفاع والانخفاض وهو ما يؤثر بشكل كبير على صحة الإنسان حيث يُعد التعرض المفاجئ للبرودة أو الحرارة سببًا رئيسيًا للإصابة بالعديد من الأمراض، وتزداد حدة هذه التأثيرات لدى الأطفال وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، وتكمن خطورة تقلبات الطقس في أنها تؤدي إلى إضعاف جهاز المناعة مما يجعل الجسم أكثر عرضة للعدوى والفيروسات والبكتيريا.

لذلك من الضروري توخي الحذر واتخاذ الاحتياطات اللازمة خلال هذه الفترة للحفاظ على الصحة وتجنب الإصابة بالمشكلات الصحية المرتبطة بتغير درجات الحرارة، ومن خلال هذا المقال يستعرض القارئ نيوز أبرز الأمراض التي قد تنتج عن تقلبات الطقس المفاجئة وطرق فعّالة للوقاية منها.

أمراض الجهاز التنفسي

يُعد الجهاز التنفسي من أكثر أجهزة الجسم تأثرًا بتغيرات الطقس المفاجئة، إذ تؤدي البرودة أو الرياح القوية إلى زيادة احتمالية الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا، كما يمكن أن تؤدي التغيرات الحرارية إلى التهابات الحلق والجيوب الأنفية، وتزداد خطورة هذه الأمراض لدى المصابين بالحساسية والربو حيث تعمل التقلبات الجوية على تحفيز الأعراض مثل ضيق التنفس والسعال المستمر.

لذلك يُوصى بتجنب التعرض المفاجئ للهواء البارد والحفاظ على التدفئة المناسبة داخل المنزل، كما يجب الحرص على ارتداء ملابس دافئة عند الخروج خاصة في ساعات الصباح الباكر أو المساء، كما يُنصح بتناول المشروبات الدافئة التي تساعد في تهدئة الجهاز التنفسي وتقوية المناعة.

أمراض القلب والأوعية الدموية

تؤثر التغيرات المفاجئة في درجات الحرارة بشكل ملحوظ على الأشخاص الذين يعانون من مشكلات في القلب والأوعية الدموية، حيث تؤدي البرودة الشديدة إلى انقباض الأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم مما يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والجلطات، كما أن التعرض لدرجات الحرارة المرتفعة يمكن أن يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم والتعرض للإجهاد الحراري.

ولتجنب هذه المشكلات يجب الحرص على متابعة قياس ضغط الدم بانتظام وتناول الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب، كما يُنصح بتجنب التعرض المفاجئ للحرارة أو البرودة والحرص على تدفئة الجسم بشكل مناسب دون التعرض لتغيرات حادة في درجات الحرارة، بالإضافة إلى شرب كميات كافية من الماء للحفاظ على ترطيب الجسم وتجنب الجفاف.

اضطرابات الجهاز الهضمي

مع التغيرات المفاجئة في الطقس، تزداد احتمالية التعرض لاضطرابات الجهاز الهضمي مثل الإسهال والتسمم الغذائي، حيث يؤدي الطقس المتغير إلى زيادة نشاط بعض أنواع البكتيريا والفيروسات المسببة لهذه المشكلات، كما أن تناول الأطعمة غير الصحية أو التعرض للبرودة المفاجئة قد يؤدي إلى تقلصات المعدة وعسر الهضم.

للوقاية من هذه الاضطرابات يُنصح بتناول الأطعمة الصحية والطازجة والابتعاد عن الأطعمة المكشوفة أو غير المطهية جيدًا، كما يُفضل غسل اليدين باستمرار قبل تناول الطعام وبعد استخدام الحمام، ويجب تجنب تناول المشروبات الباردة بشكل مفاجئ خاصة في فترات انخفاض درجات الحرارة.

الصداع وآلام المفاصل

يعاني العديد من الأشخاص من زيادة آلام المفاصل والصداع خلال فترات تقلب الطقس المفاجئ، حيث تؤدي التغيرات الحرارية إلى انقباض الأوعية الدموية مما يسبب صداعًا حادًا، كما أن برودة الجو تؤثر على العضلات والمفاصل وتزيد من الشعور بالتصلب والألم خاصة لدى المصابين بالتهاب المفاصل.

ولتخفيف هذه الأعراض يُنصح بممارسة التمارين الرياضية الخفيفة لتحسين الدورة الدموية وتقليل التصلب، كما يجب الحفاظ على تدفئة الجسم وارتداء ملابس تحمي المفاصل من البرودة، ويمكن اللجوء إلى تدليك العضلات وتناول المسكنات عند الحاجة بعد استشارة الطبيب.

طرق فعّالة للوقاية من الأمراض الناتجة عن تقلبات الطقس

للحفاظ على صحتك وتجنب الأمراض التي تنتج عن التغيرات المفاجئة في الطقس، هناك مجموعة من الإجراءات الوقائية التي يُنصح باتباعها لتقوية الجهاز المناعي والحد من خطر الإصابة بالأمراض:

الحفاظ على التدفئة المناسبة: يُنصح بتدفئة الجسم وارتداء الملابس التي تحمي من البرد مع الحرص على عدم التعرّض المباشر لتيارات الهواء الباردة أو الحرارة المرتفعة

تعزيز المناعة: تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن مثل فيتامين C والزنك لأنها تعزز مناعة الجسم وتساعد في مقاومة العدوى، كما يُفضل تناول المشروبات الساخنة والأعشاب الطبيعية

النظافة الشخصية: غسل اليدين بانتظام للحد من انتقال الجراثيم والفيروسات، كما يُنصح بتجنب لمس الوجه والأنف دون التأكد من نظافة اليدين

ممارسة الرياضة: تساعد التمارين الرياضية المنتظمة على تحسين الدورة الدموية وتقوية المناعة، كما تعمل على تقليل التوتر وتعزيز الصحة العامة

الحصول على قسط كافٍ من النوم: يُعد النوم الجيد عاملاً أساسيًا في تعزيز مناعة الجسم، حيث يُنصح بالحصول على 7-8 ساعات من النوم يوميًا لتعزيز قدرة الجسم على مقاومة العدوى

زيارة الطبيب عند الحاجة: في حال ظهور أعراض حادة أو استمرار الأعراض لفترة طويلة، يُفضل استشارة الطبيب لتقييم الحالة وتقديم العلاج المناسب

أهمية التوعية خلال فترات تقلب الطقس

التوعية الصحية خلال فترات تقلب الطقس ضرورية لتقليل نسب الإصابة بالأمراض، حيث يُنصح بنشر المعلومات حول طرق الوقاية وكيفية التعامل مع التغيرات المفاجئة في درجات الحرارة، كما يُفضل توجيه الفئات الأكثر عرضة للخطر مثل كبار السن والأطفال وأصحاب الأمراض المزمنة باتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية صحتهم.

لذلك فإن الاستعداد الجيد والتزام العادات الصحية الوقائية يُسهم بشكل كبير في الحفاظ على الصحة وتقليل فرص الإصابة بالأمراض التي قد تنجم عن تقلبات الطقس المفاجئة، مما يساعد على التمتع بصحة جيدة خلال جميع فصول السنة.