الثلاثاء 18 مارس 2025 الموافق 18 رمضان 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

ما حكم صيام الأطفال الصغار فى رمضان؟ وما السن المناسب ورأي الشرع؟

صيام الأطفال
صيام الأطفال

يُعد صيام شهر رمضان أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو فرض واجب على كل مسلم بالغ عاقل قادر على أدائه، لكن هناك تساؤلات عديدة تدور في أذهان الآباء حول حكم صيام الأطفال، وهل يُلزم الصبي بالصيام قبل سن البلوغ؟ وما هي السن المناسبة لتعويد الأطفال على الصيام؟

تتفق آراء الفقهاء على أن الصيام يصح من الصبي المميز، بينما لا يصح من الطفل غير المميز لأنه لا يدرك معنى الصوم ولا أهدافه. لكن هناك اختلاف فقهي حول تحديد سن التمييز، حيث يرى بعض العلماء أن سن التمييز يبدأ من سبع سنوات، بينما ذهب آخرون إلى أنه يبدأ من عشر سنوات.

وقد حثت الشريعة الإسلامية على تعويد الأطفال على الصيام تدريجيًا إذا كانوا قادرين على تحمله، وذلك بهدف غرس العبادات في نفوسهم منذ الصغر وتنشئتهم على طاعة الله، ويُثاب الوالدان ثوابًا عظيمًا إذا ما حرصوا على تعليم أبنائهم الصيام وتعويدهم على الالتزام بالفرائض الدينية.

حكم صيام الأطفال في الإسلام

أكد العلماء أن صيام الأطفال ليس فرضًا عليهم قبل بلوغهم، لكنه مستحب إذا كانوا قادرين عليه، حيث يُعد الصيام تدريبًا عمليًا يساعد على غرس القيم الدينية في نفوسهم، وقد كان الصحابة الكرام يحرصون على تعويد أبنائهم على الصيام منذ الصغر.

ومن الأدلة على ذلك ما ورد عن الربيع بنت معوذ رضي الله عنها، أنها قالت:

“فكنا نصوم ونصوِّم صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن (أي الصوف)، فإذا بكى أحدهم على الطعام؛ أعطيناه اللعبة حتى الإفطار”.

ويظهر في هذا الحديث أن الصحابة لم يكتفوا بتعليم الصيام نظريًا، بل كانوا يطبقونه عمليًا حتى مع الأطفال الصغار، ويقدمون لهم المكافآت والوسائل الترفيهية لتشجيعهم على مواصلة الصيام.

السن المناسب لصيام الأطفال

فيما يتعلق بالسن المناسب لتدريب الأطفال على الصيام، أوضح الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الشريعة الإسلامية لم تحدد لحظة فارقة لبدء الصيام، لكنها تحث على تعليم الأولاد الفرائض قبل سن البلوغ.

وأشار الدكتور شلبي إلى أن كل ولي أمر هو الأدرى بحالة أبنائه الصحية والنفسية، مؤكدًا على أهمية البدء بتدريبهم على الصيام في السن التي يستطيعون فيها التحمل.

وقال: “إذا كان الطفل قادرًا على الصيام في سن خمس سنوات مثلًا، فلا مانع من تعويده تدريجيًا، ولا يجب انتظار سن البلوغ لإلزامه بالصيام، بل يُفضل تهيئتهم منذ الصغر حتى يصبحوا متمرسين عند بلوغهم”.

طرق تشجيع الأطفال على الصيام

يمكن تشجيع الأطفال على الصيام من خلال بعض الوسائل التربوية المحفزة التي تساعدهم على الالتزام بهذه العبادة العظيمة، ومنها:

التحفيز بالمكافآت: منح الطفل مكافأة بسيطة عند إكماله الصيام، مثل لعبة أو هدية تشجيعية.

التدرج في الصيام: يمكن البدء بصيام نصف يوم ثم زيادته تدريجيًا حتى يتمكن الطفل من الصيام الكامل.

إشراكهم في التحضير لوجبات الإفطار: إشراك الطفل في إعداد وجبة الإفطار لخلق شعور بالإنجاز والمتعة.

تعزيز القيم الدينية: شرح فضائل الصيام وأجره عند الله، وربط الصيام بقيم العطاء والرحمة.

شروط وجوب الصيام

حدد الدكتور نظير عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، عدة شروط لوجوب الصيام على المسلم، وهي:

الإسلام: لا يجب الصيام على غير المسلم.

البلوغ: الصيام لا يكون فرضًا إلا بعد بلوغ الإنسان.

العقل: يشترط أن يكون الصائم عاقلًا مميزًا.

القدرة الجسدية: يجب أن يكون المسلم قادرًا على تحمل مشقة الصيام دون ضرر.

وأكد الدكتور عياد أن بعض البالغين قد يُعفون من الصيام إذا كانوا يعانون من ظروف صحية تمنعهم من ذلك.

وأشار إلى أن الإسلام دين يسر، حيث يُسمح للمريض والمسافر بالإفطار مع قضاء الأيام لاحقًا، وإذا لم يتمكنوا من القضاء، يمكنهم إخراج فدية عن كل يوم.

كيفية تعويد الأطفال على الصيام تدريجيًا

ينصح العلماء أولياء الأمور بتدريب أبنائهم على الصيام تدريجيًا، بحيث يبدأ الطفل بصيام ساعات قليلة تتناسب مع قدرته، ثم تزداد المدة تدريجيًا.

وقد أكد الدكتور نظير عياد أن تعويد الأطفال على الصيام يجب أن يبدأ من سن السابعة، حيث يكون الطفل في هذه المرحلة قادرًا على تحمل بعض المشاق، وهذا يساعده على الاعتياد على الصيام عند بلوغه.

وأوضح أن الطفل إذا بلغ سن العاشرة وأصبح قادرًا على الصيام دون مشقة، فمن الأفضل إلزامه بالصيام الكامل إذا لم يكن هناك عذر صحي.

التيسير في الصيام وفقًا للشريعة الإسلامية

يشدد الإسلام على مبدأ التيسير وعدم التعسير، ولهذا يُسمح لبعض الفئات بالإفطار في شهر رمضان. ومن بين هذه الفئات:

المريض الذي لا يستطيع الصيام بسبب ظروفه الصحية.

المسافر الذي يقطع مسافات طويلة تتطلب منه مشقة.

كبار السن الذين لا يتحملون مشقة الصيام.

كما أوضح مفتي الجمهورية أن من يتمكن من الصيام أثناء السفر، لكنه يرغب في إخراج زكاة صيامه أو صدقة الفطر، يمكنه القيام بذلك كنوع من التكافل الاجتماعي.

يُعد تعويد الأطفال على الصيام خطوة هامة في تنشئتهم دينيًا وتربيتهم على الطاعة والالتزام، ورغم أن الصيام ليس واجبًا على الأطفال قبل البلوغ، إلا أن تعويدهم تدريجيًا يعزز لديهم القيم الدينية ويجعلهم أكثر استعدادًا لتحمل المسؤولية عند وصولهم سن التكليف.

وينبغي على أولياء الأمور مراعاة قدرة أبنائهم الصحية، واتباع طرق التشجيع المناسبة لتسهيل الصيام عليهم، مع الحرص على التيسير وعدم الضغط على الطفل بما يفوق طاقته.

تم نسخ الرابط