الشخير أثناء النوم.. علامات تحذيرية ونصائح فعالة ومتى يكون خطيراً؟

يعد الشخير أثناء النوم هو مشكلة شائعة يعاني منها الكثير من الأشخاص حول العالم، وهو في الغالب مجرد صوت يصدر نتيجة اهتزاز أنسجة الحلق أثناء التنفس، إلا أن هناك حالات يكون فيها الشخير علامة على مشكلة صحية تستدعي الانتباه، فقد يكون مؤشرا على انقطاع النفس الانسدادي النومي أو مشاكل أخرى تؤثر على جودة النوم والصحة العامة للشخص.
لذلك من الضروري معرفة متى يكون الشخير خطيرًا وما العلامات التي تدل على ضرورة استشارة الطبيب، بالإضافة إلى بعض النصائح الفعالة للتعامل مع هذه المشكلة وتحسين جودة النوم.
متى يكون الشخير خطيرًا؟
ليس كل من يشخر أثناء النوم يعاني من مشكلة صحية خطيرة، ولكن هناك بعض العلامات التي قد تشير إلى وجود خطر محتمل يستوجب التدخل الطبي، فإذا كان الشخير مصحوبًا بتوقف مؤقت في التنفس أو الشعور بالاختناق أثناء النوم، فقد يكون ذلك مؤشرًا على انقطاع النفس النومي، وهو اضطراب خطير يؤدي إلى انخفاض مستويات الأكسجين في الدم ويمكن أن يؤثر على وظائف القلب والدماغ.
كما أن الشخير المستمر بصوت عالٍ، والذي يوقظ الشخص أو من ينام بجواره، قد يكون أيضًا علامة على مشكلة تحتاج إلى علاج، إلى جانب ذلك فإن الشعور بالإرهاق المفرط أثناء النهار، رغم النوم لساعات كافية، قد يكون دليلًا على أن الشخير يؤثر على جودة النوم، مما يؤثر بدوره على الأداء اليومي والصحة العامة.
3 علامات تحذيرية على خطورة الشخير
1- توقف التنفس أثناء النوم
إذا لاحظ الشخص أو من يشاركه النوم أن هناك فترات يتوقف فيها التنفس لبضع ثوانٍ أثناء النوم، فقد يكون ذلك علامة واضحة على انقطاع النفس النومي، يحدث هذا التوقف عندما تنسد الممرات الهوائية جزئيًا أو كليًا أثناء النوم، مما يؤدي إلى انقطاع تدفق الهواء للحظات، ثم يعود الشخص إلى التنفس فجأة مع صوت شخير مرتفع أو شهقة، هذه الحالة قد تؤدي إلى انخفاض مستوى الأكسجين في الدم، مما يضع ضغطًا إضافيًا على القلب والأوعية الدموية، وقد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم.
2- الشعور بالتعب والنعاس المفرط خلال النهار
الشخير المرتبط بانقطاع النفس النومي يمكن أن يؤدي إلى استيقاظ الشخص عدة مرات خلال الليل دون أن يدرك ذلك، مما يمنعه من الوصول إلى مراحل النوم العميق والمريح، لذلك فإن الأشخاص الذين يعانون من هذه المشكلة قد يشعرون بالإرهاق الشديد والنعاس أثناء النهار، حتى بعد الحصول على عدد ساعات نوم كافٍ، هذا الأمر قد يؤثر على التركيز والأداء في العمل أو الدراسة، كما قد يزيد من خطر الحوادث أثناء القيادة بسبب الشعور بالنعاس.
3- الصداع الصباحي وجفاف الفم أو التهاب الحلق عند الاستيقاظ
من العلامات الأخرى التي قد تشير إلى خطورة الشخير هو الاستيقاظ مع صداع متكرر في الصباح أو الشعور بجفاف الفم والتهاب الحلق، حيث يمكن أن يكون ذلك نتيجة لانخفاض مستوى الأكسجين أثناء النوم أو التنفس من الفم بدلًا من الأنف بسبب انسداد الممرات الهوائية، كما أن الصداع الصباحي قد يكون مرتبطًا باضطراب النوم وعدم حصول الدماغ على كمية كافية من الأكسجين أثناء الليل، مما يؤدي إلى توسع الأوعية الدموية وزيادة الضغط داخل الرأس.
نصائح فعالة للتخلص من الشخير وتحسين جودة النوم
1- تعديل وضعية النوم
وضعية النوم تلعب دورًا كبيرًا في حدوث الشخير، حيث إن النوم على الظهر قد يتسبب في ارتخاء اللسان وسقوطه للخلف، مما يؤدي إلى انسداد جزئي في مجرى الهواء، لذلك يُفضل النوم على الجانب لتقليل احتمالية حدوث الشخير، كما يمكن استخدام وسادة داعمة تساعد على إبقاء الرأس مرفوعًا للحفاظ على مجرى الهواء مفتوحًا.
2- فقدان الوزن والحفاظ على نمط حياة صحي
زيادة الوزن يمكن أن تؤدي إلى تراكم الدهون حول الحلق، مما يضيق مجرى الهواء ويساهم في حدوث الشخير، لذا فإن فقدان الوزن من خلال اتباع نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام قد يساعد في تقليل الشخير وتحسين جودة النوم، كما أن تجنب تناول وجبات ثقيلة قبل النوم والحد من تناول الكحوليات والتدخين يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على صحة الجهاز التنفسي والنوم بشكل عام
3- استخدام أجهزة تساعد على تحسين التنفس
هناك بعض الأجهزة التي يمكن أن تساعد في تقليل الشخير، مثل شرائط الأنف التي تساعد على توسيع الممرات الهوائية أو أجهزة تعديل الفك التي تحافظ على مجرى الهواء مفتوحًا، كما أن استخدام مرطب الهواء في غرفة النوم قد يكون مفيدًا، خاصة إذا كان الهواء الجاف يتسبب في تهيج الحلق والممرات الأنفية.
4- علاج الحساسية ومشاكل الأنف
إذا كان الشخير ناتجًا عن انسداد الأنف بسبب الحساسية أو احتقان الجيوب الأنفية، فقد يكون من المفيد استخدام مزيلات الاحتقان أو مضادات الحساسية تحت إشراف الطبيب، كما أن تنظيف الأنف بمحلول ملحي قبل النوم قد يساعد في تحسين تدفق الهواء وتقليل الشخير.
5- مراجعة الطبيب عند الضرورة
إذا استمر الشخير بشكل مزمن أو كان مصحوبًا بالعلامات التحذيرية التي تم ذكرها، فمن الضروري استشارة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة وتحديد السبب الأساسي للمشكلة، حيث قد يكون هناك حاجة إلى تدخل طبي مثل استخدام جهاز ضغط المجرى الهوائي الإيجابي المستمر (CPAP) في حالات انقطاع النفس النومي الشديد، كما قد يكون هناك حاجة إلى تدخل جراحي في بعض الحالات لتحسين مجرى الهواء.
الشخير أثناء النوم
قد يكون مشكلة عابرة لدى بعض الأشخاص، ولكنه في بعض الحالات قد يكون علامة على اضطراب صحي خطير يستوجب الانتباه، لذلك فإن معرفة العلامات التحذيرية مثل توقف التنفس أثناء النوم، والشعور بالتعب المستمر، والصداع الصباحي يمكن أن تساعد في تحديد متى يكون الشخير خطرًا ويتطلب تدخلاً طبيًا، كما أن اتباع بعض العادات الصحية مثل تعديل وضعية النوم، فقدان الوزن، وعلاج مشاكل الأنف قد يساهم في تقليل الشخير وتحسين جودة النوم، وفي النهاية يبقى التشخيص الطبي هو الحل الأمثل عند استمرار المشكلة للتأكد من عدم وجود أسباب صحية خطيرة تستدعي العلاج.