هل ليلة 29 رمضان إذا وافقت الجمعة تكون ليلة القدر؟.. الأوقاف توضح

مع دخول ليلة 29 رمضان، التي تُعد من الليالي الوترية في العشر الأواخر، وكونها تتزامن هذا العام مع ليلة الجمعة، يتساءل كثير من المسلمين عما إذا كانت هذه الليلة قد تكون ليلة القدر، خاصة أن ليلة الجمعة من أعظم الليالي التي تحظى بفضل كبير، مما يدفع البعض للاعتقاد بأنها قد تكون الأرجى لتكون ليلة القدر، ويزداد البحث عبر الإنترنت عن علامات ليلة القدر ومدى ارتباطها بالليالي الوترية التي توافق يوم الجمعة، كل ذلك في سبيل إدراك هذه الليلة المباركة التي يغير الله فيها الأقدار ويكتب فيها الخير لعباده، فالمسلم يسعى في هذه الليلة إلى إدراك نفحات الرحمن التي قد تجعله من السعداء في الدنيا والآخرة.

رأي علماء الدين في ليلة 29 رمضان إذا وافقت الجمعة

في هذا السياق، أوضح الدكتور أيمن أبو عمر، وكيل وزارة الأوقاف لشؤون الدعوة، أن الله سبحانه وتعالى لم يحدد موعد ليلة القدر بدقة لحكمة عظيمة، وهي أن يجتهد المسلمون في العبادة والقيام والذكر في العشر الأواخر من رمضان، فلا يقتصر اجتهادهم على ليلة بعينها، مشيرًا إلى أن اجتماع ليلة وترية مع ليلة الجمعة يجعلها من الليالي التي يُرجى أن تكون ليلة القدر، ولكن ذلك ليس أمرًا جازمًا، بل هو مجرد اجتهاد من بعض العلماء.

وأضاف خلال مقطع فيديو نشره عبر صفحته الرسمية على موقع “فيسبوك” أن هذه المسألة لم يرد فيها نص صريح عن النبي صلى الله عليه وسلم، لكنها اجتهادات لبعض العلماء الذين أشاروا إلى أن اجتماع ليلة وترية مع ليلة الجمعة قد يكون علامة على أنها ليلة القدر، فقد ذكر الإمام ابن هبيرة في كتابه “لطائف المعارف” أن ليلة الوتر إذا وافقت ليلة الجمعة فهي من أرجى الليالي أن تكون ليلة القدر، كما أشار الإمام ابن تيمية رحمه الله إلى أن ليلة الجمعة إذا جاءت في إحدى الليالي الوترية من العشر الأواخر فإنها تكون أحرى أن تكون ليلة القدر بإذن الله، لما فيها من اجتماع فضلين عظيمين، فضل الجمعة وفضل الليلة الوترية.

علامات ليلة القدر كما وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم

هناك بعض العلامات التي وردت في السنة النبوية والتي يستدل بها البعض على ليلة القدر، ومن أبرز هذه العلامات:

تكون السماء في ليلة القدر صافية وخالية من الشهب والنجوم المتساقطة

تسود الليلة طمأنينة وسكينة، ويشعر العبد فيها بانشراح الصدر وسكينة القلب

تكون الرياح فيها ساكنة، فلا تكون شديدة البرودة ولا شديدة الحرارة، بل معتدلة لطيفة

يكون القمر فيها شبيهًا بنصف الطبق، كما جاء في الأحاديث النبوية

تطلع الشمس في صباحها بلا شعاع، وكأنها قرص فضي صافي، وهذه علامة من العلامات التي أكدها كثير من الصحابة الذين شهدوا ليلة القدر في زمانهم

يكثر نزول الملائكة إلى الأرض، كما ورد في الحديث الشريف أن الملائكة في ليلة القدر أكثر من عدد الحصى

فضل ليلة القدر والدعاء المستحب فيها

ليلة القدر هي أفضل ليالي العام على الإطلاق، والعمل فيها خير من عبادة ألف شهر، فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: “لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ”، وهي الليلة التي أنزل فيها القرآن الكريم، وفيها تتنزل الملائكة بأمر ربها، وهي ليلة السلام والرحمة والمغفرة، حيث تُكتب فيها الأقدار وتُغفر فيها الذنوب لمن اجتهد في عبادته ودعائه.

وأفضل دعاء يُقال في هذه الليلة المباركة هو ما علمه النبي صلى الله عليه وسلم للسيدة عائشة رضي الله عنها حين سألته عن الدعاء الذي تقوله في ليلة القدر، فقال لها: “قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عني”، فهذا الدعاء من أعظم الأدعية التي ينبغي للمسلم أن يكثر منها في هذه الليلة.

اجتهاد المسلم في العبادة هو الأهم

سواء كانت ليلة 29 رمضان هي ليلة القدر أم لا، فإن الأهم للمسلم أن يجتهد في العبادة والذكر والدعاء في العشر الأواخر كلها، فكل ليلة فيها فرصة عظيمة لمغفرة الذنوب والعتق من النار، ولا ينبغي للعبد أن يتكاسل أو ينتظر علامة معينة ليبدأ في العبادة، فقد يكون هذا آخر رمضان يدركه الإنسان، فالأيام تمضي سريعًا، وفرصة القرب من الله لا تعوض، لذا يجب على كل مسلم أن يغتنم هذه الليالي المباركة بالصلاة والدعاء وقراءة القرآن، فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا.