عبد العاطي والنفطي يبحثان ملفات الهجرة والإرهاب والأمن القومي العربي

عقد الدكتور بدرعبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، جلسة مباحثات رسمية، اليوم الجمعة، مع محمد علي النفطي، وزير الشؤون الخارجية والهجرة وشؤون التونسيين بالخارج، في العاصمة التونسية، وذلك ضمن زيارته الرسمية إلى الجمهورية التونسية.
وخلال اللقاء، ثمّن الوزير عبد العاطي ما تشهده العلاقات المصرية-التونسية من تطور ملحوظ وطفرة نوعية خلال السنوات الأخيرة، مؤكدًا حرص القيادة السياسية في البلدين على الدفع بمسار التعاون الثنائي نحو آفاق أرحب في مختلف المجالات.
كما أشاد عبد العاطي بنتائج اجتماع اللجنة التجارية والصناعية المشتركة في دورتها السادسة التي عُقدت مؤخرًا، والتي جاءت برئاسة وزيري التجارة في البلدين، معتبرًا أنها خطوة مهمة نحو الارتقاء بالتعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بما يخدم مصالح الشعبين.
تعاون متكامل وتنسيق سياسي
وأكد عبد العاطي أهمية الاستفادة من الأطر المؤسسية القائمة بين البلدين، وعلى رأسها لجنة التشاور السياسي، مشددًا على ضرورة استمرارية انعقاد اللجان الثنائية ومتابعة تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه.
وأشار إلى تطلع مصر لتعزيز التعاون الثلاثي مع تونس في القارة الإفريقية، بما يعكس الدور المحوري للبلدين على الساحة الإقليمية، ويدعم التنمية في القارة.
كما ناقش الجانبان سبل تفعيل التعاون في الملفات القنصلية وخدمة الجاليتين المصرية والتونسية، في ضوء الروابط التاريخية التي تجمع الشعبين الشقيقين.
ملفات إقليمية ساخنة على طاولة المباحثات
وتناول اللقاء مستجدات الوضع في منطقة الشرق الأوسط، حيث جرى تبادل وجهات النظر بشأن القضايا الإقليمية الراهنة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. وقد عرض الوزير عبد العاطي الجهود التي تبذلها مصر لإعادة تفعيل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتيسير دخول المساعدات الإنسانية، مؤكدًا أهمية تنفيذ الخطة العربية الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة الإعمار بمشاركة الفلسطينيين على أرضهم.
كما ناقش عبد العاطي ان تطورات الأوضاع في ليبيا، وعبّرا عن تطابق الرؤى بشأن دعم حل ليبي-ليبي دون تدخلات خارجية، وخروج المرتزقة والمقاتلين الأجانب، بما يعيد الأمن والاستقرار إلى البلاد. وشددا على ضرورة التنسيق المشترك بين مصر وتونس كونهما دولتي جوار تتأثران مباشرة بما يجري في ليبيا.
مكافحة الهجرة غير الشرعية والإرهاب
وفي سياق متصل، تطرقت المباحثات إلى الأوضاع في السودان وسوريا ومنطقة الساحل، حيث اتفق الوزيران على ضرورة تضافر الجهود لمواجهة التحديات الإقليمية، خاصة ما يتعلق بمكافحة الإرهاب والهجرة غير النظامية، في ضوء الخبرات المتراكمة لدى القاهرة وتونس في هذا الصدد.
كما عبّر الوزير المصري عن تقدير بلاده لموقف تونس الداعم للأمن المائي المصري، والتعاون البنّاء في تبادل الترشيحات بين الجانبين في المحافل الدولية، ما يعكس عمق العلاقة الاستراتيجية بين البلدين.
اتفاق على تكثيف التعاون في المنظمات الإقليمية والدولية
وشدد الوزيران، خلال المباحثات، على أهمية تعزيز التنسيق المشترك بين البلدين داخل المنظمات الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي. وأكدا على ضرورة توحيد الرؤى والمواقف تجاه القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما يسهم في دعم مصالح البلدين وتعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي.
وأكد الجانبان كذلك ضرورة مواصلة الدفع بالتعاون بين المؤسسات البحثية والفكرية والدبلوماسية، وتبادل الخبرات والتجارب في مجال التدريب الدبلوماسي، إلى جانب تعزيز التعاون الثقافي والتعليمي والتبادل الطلابي، بما يعكس العلاقات التاريخية والأخوية بين الشعبين المصري والتونسي.
من جانبه، رحب الوزير التونسي بالنقاشات المثمرة والبنّاءة التي جرت، مشيدًا بالدور المحوري الذي تلعبه مصر إقليميًا ودوليًا، ومؤكدًا حرص بلاده على مواصلة التنسيق الوثيق مع القاهرة في مختلف القضايا والملفات.
وفي ختام اللقاء، اتفق الوزيران على إبقاء قنوات التواصل مفتوحة، وتكثيف الزيارات رفيعة المستوى خلال الفترة المقبلة، لتفعيل ما تم التوصل إليه من تفاهمات، ومتابعة تنفيذ البرامج والمبادرات المشتركة بما يعود بالنفع على البلدين والشعبين الشقيقين.