أمريكا وحرب الظل في اليمن.. بين إنكار الرياض وأبوظبي وتحذيرات طهران

«حرب الظل».. في منطقة تشتعل منذ عقود بنيران الصراعات، تطفو على السطح أسئلة محرقة: مَن يوجّه الأحداث خلف الكواليس؟، ومَن يزرع الفتن ليحصد النفوذ؟، بعد غارات أمريكية مُكثّفة على اليمن، وانفجار تصريحات تنفي "مؤامرة هجوم بري" تشارك فيه السعودية والإمارات، تتهافت التقارير الدولية لتكشف خيوط لعبة جيوسياسية معقّدة، ولكن اللافت هذه المرة ليس القصف، بل الزيارة المفاجئة لوزير الدفاع السعودي إلى طهران، وكأن الرسالة واضحة: "الشرق الأوسط لم يعد ساحةً لأجندات الخارج".
•الإنكارات التي هزّت المنطقة.. الرياض وأبوظبي ترفضان الرواية الأمريكية
«حرب الظل».. أكدت السعودية والإمارات، في تصريحات نادرة الحسم، نفيَهما القاطع أي مشاركة في خطط هجوم بري على اليمن بالتزامن مع الغارات الأمريكية، ووصفت لانا نسيبة، مساعدة وزير الخارجية الإماراتي، التقارير الدولية بـ"المزاعم الغريبة"، بينما أطلق مصدر سعودي رسمي تحذيراً ضد "تضليل الإعلام"، وهذه التصريحات لم تكن ردة فعل عابرة، بل صفعة مُوجَّهة إلى واشنطن، التي حاولت، وفقاً لوثائق مسرّبة، ربط الحلفاء الخليجيين بحرب قد تعيد إشعال الجبهة اليمنية.
•معارك الإعلام.. بين كشفيات وول ستريت وتطبيلات بلومبرج
«حرب الظل».. أثار تقرير "وول ستريت جورنال" ضجةً كبرى بالإشارة إلى محادثات بين فصائل يمنية وأمريكا حول هجوم بري، بينما نقلت "بلومبرج" تفاصيل لقاءات مع "حلفاء خليجيين"، ولكنّ المفارقة أن كلا التقريرين اعتمدا على مصادر مجهولة، بينما خرجت السعودية والإمارات بإنكارات علنية وصلت حد اتهام التقارير بـ"التلفيق"، هل تحوّلت وسائل الإعلام الغربية إلى أداة لتمرير روايات مُعدّة مسبقاً؟.
•الوجه الآخر للقصة.. رواية واشنطن بين التبرير والتشكيك
«حرب الظل».. فيما تنفي الدول الخليجية التورط، تؤكد واشنطن: عبر تصريحات مسؤولين لـ«رويترز» أن تحركاتها باليمن تهدف إلى «حماية الملاحة الدولية ومواجهة تهديدات تستهدف أمن المنطقة»، وأوضح متحدث باسم البنتاغون أن «التنسيق مع الشركاء يركز على ردع العدوان»، دون تأكيد مباشر لوجود خطط هجوم بري، هذا الغموض يغذي تساؤلاتٍ عن دوافع التسريبات الإعلامية: هل هي محاولة لاختبار ردود الفعل الإقليمية أم إعداد الرأي العام لغزو مرتقب؟.
•زيارة طهران.. رسالة سعودية إلى المنطقة والعالم
«حرب الظل».. في خطوة مفاجئة، وصل وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان، إلى طهران في زيارة سعودية رفيعة المستوى ، والزيارة لم تكن "دبلوماسية روتينية"، بل إشارة واضحة إلى تحوّل جذري في سياسة الرياض: فتح جسور مع الخصوم لاحتواء الأزمات، بدلاً من الانجرار وراء حروب بالوكالة، ورسالةٌ مفادها: "التهديد الحقيقي هو من يريد إبقاء النيران مشتعلة".
•إخماد النيران.. استراتيجية السعودية الجديدة
«حرب الظل».. تصريحٌ لمسؤول سعودي علّق بقوة: "تعمل المملكة على إخماد بؤر النيران التي تريد إسرائيل إشعالها في المنطقة"، والعبارة لم تكن اعتباطية، بل تأتي في سياق تحوّل استراتيجي: والانتقال من المواجهة إلى الحلول السياسية، ومن التصعيد إلى تهدئة الأوضاع في اليمن ولبنان وسوريا، ولكن السؤال يبقى: هل تُترك الساحة لـ"اليد الخفية" الأمريكية لتعبث بالأمن الإقليمي؟.
•أمريكا واليمن.. خطط قديمة بثياب جديدة
«حرب الظل».. تكشف الوثائق التاريخية أن واشنطن اعتادت خلق أعداء وهميين لتمرير أجنداتها، واليوم، تُعاد الحكاية مع الحوثيين: اتهامهم بتهديد الملاحة الدولية، ثم إطلاق غارات، ثم التمهيد لتدخل بري تحت ذرائع "حماية المصالح"، ولكنّ الفارق هذه المرة أن الحلفاء التقليديين "السعودية والإمارات" يرفضون أن يكونوا "أدوات في المسرحية"، ما قد يُعيد تشكيل تحالفات المنطقة.
«حرب الظل».. وختاماً: إن الشرق الأوسط يشهد لحظة مفصلية: من ناحية، قوة عظمى تحاول إطالة عمر هيمنتها بإشعال الحروب، ومن ناحية أخرى، دول إقليمية ترفض أن تكون دمىً في مسرح الدم، وزيارة الرياض إلى طهران، وإنكار الخليج التورط في مخططات واشنطن، وتصاعد الخطاب المضاد لإسرائيل، كلها إشارات إلى أن المنطقة بدأت تستفيق من "سِنة التاريخ"، ولكنّ الأسئلة الأكثر إلحاحاً تبقى: مَن سيطفئ النار هذه المرة؟، ومتى ستتوقف "اليد الخفية" عن زرع الألغام تحت رمال الصحراء؟!.