«الأونروا».. غزة تحت وطأة أقسى حصار منذ بدء العدوان

حذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، من خطورة الوضع الإنساني المتفاقم في قطاع غزة، مؤكدة أن الحصار الذي تفرضه سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ نحو 7 أسابيع، يُعد الأقسى منذ اندلاع العدوان في 7 أكتوبر 2023.

وفي تقرير رسمي صدر الجمعة، قالت الوكالة إن الحصار المتواصل تسبب في أزمة خانقة أدت إلى تجدد حركة النزوح وتدهور الخدمات الأساسية، مشيرة إلى أن هناك مخاوف جدية من انهيار كامل للنظام الإنساني في القطاع.

نزوح متكرر واستهداف مستمر

وأوضحت الأونروا أن نحو 420 ألف مواطن نزحوا مجددًا داخل قطاع غزة منذ 18 مارس الماضي، نتيجة لتجدد العمليات العسكرية الإسرائيلية والقصف المتواصل على مناطق واسعة من القطاع، لا سيما في جنوبه ووسطه.

وأضافت الوكالة أن هذه الموجات الجديدة من النزوح تُفاقم أوضاع المدنيين الذين سبق أن فقدوا منازلهم في المراحل الأولى من العدوان، ويعانون من انعدام المأوى والغذاء والدواء، وسط غياب شبه كامل لأي حماية دولية.

نفاد الإمدادات الحيوية

أكد التقرير أن الوضع الإنساني في قطاع غزة يزداد سوءًا يومًا بعد يوم، بسبب الانقطاع الكامل تقريبًا لدخول المساعدات الإنسانية. 

وأوضحت الأونروا أن الغذاء والوقود والمساعدات الطبية واللقاحات الخاصة بالأطفال توشك على النفاد، في ظل استمرار إغلاق المعابر ومنع إدخال الشحنات الإغاثية.

وذكرت الوكالة أن العديد من المدنيين، بمن فيهم أطفال ونساء ومسنون، فقدوا أرواحهم خلال الأسابيع الماضية، ليس فقط بسبب القصف المباشر، بل أيضًا نتيجة لنقص الأدوية والعلاج، وتدهور الظروف الصحية والمعيشية في الملاجئ والمخيمات المؤقتة.

خرق للهدنة وتصاعد العنف

وشددت الأونروا على أن الوضع الراهن بدأ بالتدهور بشكل ملحوظ منذ 18 مارس، تاريخ خرق اتفاق وقف إطلاق النار من قبل إسرائيل، حيث تصاعدت وتيرة الغارات الجوية والهجمات البرية، ما دفع آلاف العائلات إلى النزوح من جديد.

وأشارت الوكالة إلى أن العنف المتجدد تسبب في تدمير البنية التحتية الهشة المتبقية في القطاع، بما في ذلك المدارس والمراكز الصحية التابعة للأمم المتحدة، مما قوض بشكل كامل قدرتها على تقديم الخدمات للمحتاجين.

نداء عاجل للمجتمع الدولي

وفي ختام تقريرها، ناشدت الأونروا المجتمع الدولي بضرورة التدخل العاجل والفعّال للضغط على إسرائيل من أجل رفع الحصار والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية دون عوائق، مؤكدة أن استمرار الوضع على ما هو عليه يُنذر بحدوث كارثة إنسانية غير مسبوقة في القطاع.

كما طالبت الوكالة بتوفير حماية دولية للمدنيين في غزة، وضمان حقهم في الحياة والكرامة، محذرة من أن الصمت الدولي تجاه ما يحدث يُعد تواطؤًا مع الانتهاكات المستمرة بحق الشعب الفلسطيني.

انهيار المنظومة الصحية وتعطل الحياة اليومية

أشارت الأونروا إلى أن القطاع الصحي في غزة بات على شفا الانهيار التام، حيث أُغلقت غالبية المستشفيات نتيجة نفاد الوقود اللازم لتشغيل المولدات، وعدم توفر الأدوية والمستلزمات الطبية، في ظل عجز المنظمات الإغاثية عن تلبية احتياجات السكان.

 وأوضحت الوكالة أن أقسام الطوارئ وغرف العمليات لم تعد قادرة على استقبال المرضى، خاصة في ظل الارتفاع الحاد في أعداد الجرحى جراء القصف المتواصل.

وفي السياق نفسه، تعطّلت الحياة اليومية لسكان القطاع، حيث أغلقت المدارس أبوابها، وتوقفت شبكات المياه والكهرباء عن العمل تقريبًا، كما توقفت أغلب المحال التجارية والمخابز عن الإنتاج بسبب نقص الوقود والطحين.

 ولفتت الأونروا إلى أن الأطفال يعانون من سوء التغذية الحاد، وأن هناك آلاف العائلات تعيش دون مأوى في ظروف غير إنسانية، وسط انتشار الأمراض والأوبئة.

ودعت الوكالة مجددًا إلى فتح ممرات إنسانية آمنة وفورية تضمن وصول المساعدات دون عراقيل، ووقف العدوان فورًا، محذّرة من أن استمرار هذه الأوضاع سيتسبب بموجة وفيات جماعية في حال لم يتم التحرك بشكل عاجل.