«مارسيل كولر».. يسعى لكتابة التاريخ بثلاثية أفريقية تاريخية

يحلم السويسري «مارسيل كولر»، المدير الفني للنادي الأهلي، بتحقيق إنجاز جديد واستثنائي مع القلعة الحمراء من خلال التتويج بلقب دوري أبطال إفريقيا للمرة الثالثة على التوالي هذا الإنجاز، الذي لم يسبق لأي مدرب في تاريخ الأهلي أو القارة الأفريقية أن حققه، سيمنح كولر مكانة أسطورية بين كبار المدربين في تاريخ النادي، ويقربه خطوة كبيرة من الرقم القياسي للمدرب البرتغالي الأسطوري «مانويل جوزيه»، الذي توج بأربعة ألقاب أفريقية مع الشياطين الحمر.

منذ أن تولى مارسيل كولر القيادة الفنية في عام 2022، فرض بصمته سريعاً في النادي الأكثر تتويجاً في القارة، واستعاد هيبة الأهلي أفريقياً من خلال أداء منظم، ذهني قوي، وقدرة فنية عالية في التعامل مع المباريات الحاسمة.

تتويجات متتالية وضعت كولر بين عظماء التدريب في إفريقيا

تمكن مارسيل كولر من تحقيق لقب دوري أبطال إفريقيا في موسمين متتاليين، 2023 و2024، وهو ما لم ينجح فيه سوى قلة من المدربين، أبرزهم مانويل جوزيه وبيتسو موسيماني، ففي نسخة 2023، تفوق الأهلي على الوداد المغربي بنتيجة 3-2 في مجموع المباراتين، بعد تعادل إيجابي في الذهاب وفوز صعب في الإياب بالقاهرة، ثم كرر كولر الإنجاز في 2024، عندما تغلب الأهلي على الترجي التونسي بنتيجة 1-0 في مجموع اللقاءين، بعد أداء دفاعي محكم وخطة تكتيكية صارمة.

هذا الأداء الثابت، خاصة في الأدوار الإقصائية، جعل جماهير الأهلي والمحللين يعتبرون كولر أحد أفضل المدربين الذين مروا على الفريق في تاريخه القاري.

حلم الثلاثية يراود كولر ويقربه من رقم جوزيه

حتى الآن، لا يوجد مدرب تمكن من التتويج بدوري أبطال إفريقيا ثلاث مرات متتالية. مانويل جوزيه اقترب من هذا الإنجاز في 2007، بعد أن فاز باللقب عامي 2005 و2006، لكنه خسر النهائي في ذلك العام أمام النجم الساحلي التونسي، نفس الأمر تكرر مع بيتسو موسيماني، الذي حقق اللقب في 2020 و2021، لكنه خسر نهائي 2022 أمام الوداد المغربي.

اليوم، يقف كولر على بعد خطوة واحدة من كسر هذه القاعدة، وتحقيق الثلاثية التاريخية التي لم ينجح بها أحد، مما سيجعله على بُعد لقب واحد فقط من معادلة رقم مانويل جوزيه، الذي توج بالأميرة السمراء أعوام 2001 و2005 و2006 و2008.

أرقام قياسية تثبت تفوق كولر مع الأهلي

إضافة إلى الألقاب، نجح مارسيل كولر في تحقيق أرقام مميزة للغاية مع الأهلي، أبرزها تسجيل أطول سلسلة مباريات بدون هزيمة في تاريخ النادي بدوري أبطال إفريقيا، حيث لم يخسر الفريق في 20 مباراة متتالية تحت قيادته، متفوقًا بذلك على الرقم السابق المسجل باسم مانويل جوزيه (19 مباراة).

كما أظهر كولر قدرة تكتيكية عالية في التعامل مع ظروف المباريات، خاصة في المواجهات الكبرى، حيث يُجيد قراءة خصومه، واستغلال نقاط ضعفهم، وهو ما بدا واضحاً في مواجهاته أمام فرق قوية مثل الوداد، والترجي، وصن داونز.

مواجهة مرتقبة أمام صن داونز لتحديد المصير

يستعد الأهلي لخوض مباراة الإياب أمام صن داونز الجنوب إفريقي في نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا، على استاد القاهرة الدولي يوم الجمعة المقبل، وكان لقاء الذهاب في جنوب إفريقيا قد انتهى بالتعادل السلبي، ما يجعل لقاء العودة حاسماً ومفتوحاً على جميع الاحتمالات.

يدرك كولر أهمية هذه المواجهة، التي تمثل البوابة نحو النهائي الحلم وفرصة تحقيق الثلاثية الأفريقية، وسيعتمد على الدعم الجماهيري الكبير في القاهرة، إضافة إلى خبرة لاعبيه الذين خاضوا مثل هذه المواجهات من قبل ونجحوا في حسمها لصالح الأهلي.

كولر يطمح لمجد يتجاوز الأرقام

رغم أن الفوز بالألقاب هو الهدف الأهم لأي مدرب، إلا أن كولر ينظر للأمور بمنظور أوسع، حيث يسعى لبناء إرث طويل الأمد مع النادي الأهلي. فلسفته تعتمد على الانضباط، التطوير المستمر، وزرع ثقافة الفوز داخل الفريق، مما يجعل طموحه لا يتوقف عند الثلاثية فقط، بل يمتد نحو مواصلة السيطرة على الكرة الأفريقية وتحقيق إنجازات عالمية أيضاً.

كولر.. أمام لحظة مفصلية في تاريخه مع الأهلي

إذا تمكن مارسيل كولر من قيادة الأهلي للتتويج بلقب دوري أبطال إفريقيا للمرة الثالثة على التوالي، فسيكون قد سطر اسمه بأحرف من ذهب في كتاب المجد الكروي الأفريقي، وتجاوز إنجازات كبار المدربين في القارة، جمهور الأهلي يعلق آمالاً كبيرة على مدربه، الذي أثبت أنه رجل المواعيد الكبرى، وقد تكون المواجهة القادمة أمام صن داونز هي بوابة المجد النهائي.