«عصام عمر».. لا أرفض أي دور والمشاهد الجريئة تعتمد على السيناريو

في زمن تتعدد فيه الرؤى الفنية وتتسع المساحات الإبداعية أمام الممثلين الشباب، يبرز الفنان المصري «عصام عمر» كواحد من الأسماء التي فرضت نفسها بقوة في الوسط الفني خلال السنوات الأخيرة، وبفضل أدائه المتقن وشخصيته الفنية المتميزة، أصبح محط أنظار الجمهور والنقاد، خاصة بعد تصريحاته الأخيرة التي أثارت جدلًا إيجابيًا حول مدى تقبله تقديم المشاهد الجريئة في الأعمال السينمائية والتلفزيونية.
في حوار إعلامي صريح، تحدث عصام عمر عن موقفه من المشاهد الجريئة، مؤكّدًا أنه لا يمانع تقديم أي نوع من الأدوار طالما كان السيناريو جيدًا ويحمل رسالة فنية أو إنسانية، هذا التصريح يعكس احترافية ناضجة لفنان يضع القيمة الفنية في المقام الأول، ويبتعد عن السطحية أو الإثارة غير المبررة.
السيناريو.. هو الحكم الأول والأخير
أكد «عصام عمر» خلال لقائه الإعلامي أن المعيار الأساسي لقبوله أو رفضه لأي دور لا يتعلق بمحتوى المشهد نفسه، سواء كان جريئًا أو تقليديًا، بل بمدى قوة السيناريو والهدف من وراء العمل. وقال «أنا ممثل أعمل أي دور، مبرفضش حاجه لكن على حسب الدور والفيلم، أهم حاجة الإسكريبت يكون بيقول شيء».
وأوضح أن الفنان المحترف يجب أن يكون قادرًا على تجسيد كافة الأدوار المتاحة، ولكن بذكاء ووعي، بحيث لا يقع في فخ التكرار أو الابتذال. وأضاف «لما تكون الفكرة مش شبه العمل يبقا بنعمل مشاهد على الفاضي، لكن أنا ممثل أعمل أي حاجة».
المشاهد الجريئة ليست غاية بحد ذاتها
وفي معرض حديثه عن المشاهد الجريئة، شدد عصام عمر على أنها يجب أن تكون مبررة دراميًا، وليست مجرد عنصر جذب سطحي. وأشار إلى أن بعض الأعمال تقع في فخ استخدام هذه المشاهد دون سبب واضح، مما يقلل من قيمتها الفنية. أما هو، فيرفض ذلك النهج، ويرى أن كل مشهد يجب أن يخدم القصة، ويضيف إلى العمل بعدًا واقعيًا أو إنسانيًا يعزز من تأثيره.
هذا الموقف المتوازن يكشف عن وعي فني ومسؤولية تجاه الجمهور، إذ يسعى عصام لتقديم فن يرتقي بالذوق العام، ويعبر عن قضايا المجتمع بصدق دون مبالغة أو تزييف.
جيل الشباب.. يحقق اختراقًا في المشهد الفني
خلال اللقاء، تحدث الفنان الشاب عن تطور الساحة الفنية في مصر، وأشاد بالدور الكبير الذي تلعبه شركات الإنتاج في دعم المواهب الجديدة. وقال «شايف إن إحنا كـ شباب واخدين فرصنا وطول الوقت في شباب وفي منتجين أعطوا لهم فرص كمان».
وأشار إلى أن انفتاح الصناعة على جيل جديد من المبدعين ساعد في خلق تنوع حقيقي في المحتوى الفني، وهو ما يثري الدراما والسينما المصرية، ويمنح المشاهد أعمالًا أكثر قربًا من الواقع وأكثر تنوعًا في الطرح والأسلوب.
نجاح فيلم سيكو سيكو يتجاوز التوقعات
من ناحية أخرى، حقق عصام عمر نجاحًا ملحوظًا بفيلمه الأخير «سيكو سيكو»، الذي عُرض مؤخرًا في دور السينما، وحقق إيرادات ضخمة تجاوزت الملايين، تصدّر الفيلم شباك التذاكر في مصر، مما يعكس مدى جماهيرية الفنان وتفاعل الجمهور مع أدائه المختلف والمميز.
ويُعتبر هذا العمل نقلة نوعية في مسيرته الفنية، حيث جمع بين الكوميديا والدراما في آنٍ واحد، وقدّم شخصية تلامس الواقع بأسلوب مرح وجذاب، وأكد نقاد أن الفيلم يمثل إضافة قوية للسينما المصرية، وأن عصام عمر أثبت من خلاله أنه قادر على حمل بطولات سينمائية ناجحة.
طموحات مستقبلية وشخصيات يتمنى تجسيدها
لم يخفِ عصام عمر رغبته في التوسع في تجاربه التمثيلية، وأعرب عن أمله في تجسيد شخصيات تاريخية أو نفسية معقدة في المستقبل، معتبرًا أن التحدي الحقيقي للممثل هو أن يخرج من منطقة راحته، ويقدم أدوارًا غير تقليدية.
وأضاف أنه يتمنى التعاون مع عدد من النجوم الكبار والمخرجين المميزين، من أجل تقديم أعمال ذات قيمة فنية عالية تترك أثرًا طويل المدى في ذاكرة المشاهدين.
تصريحات عصام عمر الأخيرة تكشف عن فنان يمتلك رؤية واضحة، وحرص على تقديم محتوى فني هادف، بعيدًا عن الاستهلاك السطحي أو الإثارة المجانية، من خلال مواقفه وآرائه، يثبت أنه ليس مجرد ممثل صاعد، بل صاحب مشروع فني يسعى من خلاله للتأثير في الجمهور والمساهمة في تطوير المشهد الفني المصري.
نجاحه الأخير في فيلم «سيكو سيكو» ما هو إلا بداية لمسيرة واعدة، ينتظرها الكثير من المحطات المضيئة والأدوار الجريئة، ولكن بعين فنية واعية تعرف كيف توازن بين الجرأة والرسالة، وبين الأداء والاحترام.