الخشت يوقع «موسوعة الأديان العالمية» غدًا وسط حضور فكري بارز

في إطار فعاليات معرض أبو ظبي الدولي للكتاب، تحتضن أروقة المعرض غداً، حفل توقيع موسوعة «الأديان العالمية» للدكتور محمد عثمان الخشت، الرئيس السابق لجامعة القاهرة، وأحد أبرز المفكرين العرب في مجال فلسفة الدين، وذلك في تمام الساعة الخامسة مساءً، بحضور نخبة من المفكرين والأكاديميين والمتخصصين في الدراسات الدينية والإنسانية.
عمل موسوعي غير تقليدي في ستة أجزاء
تُعد الموسوعة، التي صدرت في ستة أجزاء متكاملة، أحد أضخم الأعمال الفكرية والموسوعية في العالم العربي المعاصر، والتي تسعى إلى إعادة تقديم الأديان - الكبرى منها والصغرى - برؤية جديدة تتجاوز التناول التقليدي المألوف.
فالموسوعة لا تكتفي بالسرد التاريخي المعتاد للأديان، أو عرض المعتقدات والطقوس، بل تذهب أبعد من ذلك، لتغوص في عمق العلاقة بين الدين والعقل، وبين الفكر الفلسفي والتجربة الدينية، كما تربط بين الظواهر الدينية والعلوم الإنسانية والطبيعية، مقدمة إطارًا معرفيًا نقديًا يساعد على بناء وعي معاصر بتعددية الأديان وأسس التعايش بين أتباعها.
وتمثل الموسوعة نقلة نوعية في المكتبة العربية، حيث تُقدم مادة علمية غنية مبنية على تحليل دقيق، وتبتعد عن النزعات الأيديولوجية، ما يجعلها مرجعًا هامًا ليس فقط للمتخصصين، بل وللمهتمين من عامة القراء بفهم تطور الأديان وأثرها في الحضارات المختلفة.
الخشت.. الموسوعة تعيد التفكير في العلاقة بين الدين والعقل
في تصريحات سابقة، أكد الدكتور محمد عثمان الخشت أن مشروع الموسوعة يأتي استكمالًا لمشروعه الفكري الذي يهدف إلى تأسيس خطاب ديني جديد يتسم بالعقلانية والانفتاح.
وقال إن الموسوعة تمثل محاولة لفهم الأديان ليس فقط من زاوية العقائد، وإنما من خلال تحليل الأدوار التي لعبتها في تطور المجتمعات البشرية، ومدى تأثيرها في الفلسفة والسياسة والاقتصاد والتاريخ.
وأضاف الخشت أن هدفه الأساسي من هذا العمل الضخم هو الدفع نحو خطاب ديني مستنير، يقوم على فهم مقارن للأديان بعيدًا عن التعصب، ويعزز من ثقافة الحوار بين الأديان، مشيرًا إلى أن الموسوعة تسعى إلى تعزيز قيم التسامح وقبول الآخر في ظل التحديات التي تواجه العالم المعاصر.
مسيرة علمية وفكرية حافلة بالعطاء
ويُعد الدكتور محمد عثمان الخشت من أبرز المفكرين العرب في مجال فلسفة الدين، وهو أستاذ فلسفة الأديان بجامعة القاهرة، وصاحب إنتاج علمي غزير يضم نحو 98 مؤلفًا ما بين كتب وأبحاث وتحقيقات.
من بين هذه الأعمال، نشر 43 كتابًا، وحقق 24 كتابًا تراثيًا من التراث الإسلامي، بالإضافة إلى 31 بحثًا علميًا محكمًا في كبريات الدوريات الأكاديمية.
ومن أبرز مؤلفاته الفكرية:
«نحو تأسيس عصر ديني جديد»
«تطور الأديان»
«مدخل إلى فلسفة الدين»
«أخلاق التقدم»
«العقل وما بعد الطبيعة»
«صراع الروح والمادة في عصر العقل»
«الإسلام والوضعية في عصر الأيديولوجيا»
«أسس بناء الدولة الحديثة»
كما تشمل تحقيقاته القيمة كتبًا نادرة من التراث مثل: «الفرق بين الفرق»، و«تمييز الطيب من الخبيث فيما اشتهر على ألسنة الناس من الحديث»، و«كتاب المنهيات»، وهي أعمال تمثل إضافة حقيقية للمكتبة التراثية والمعاصرة على السواء.
ترجمة عالمية لأعماله
ولم تقتصر شهرة الخشت على العالم العربي، بل تُرجمت بعض مؤلفاته إلى عدة لغات منها: الألمانية، الإنجليزية، الفرنسية، الإندونيسية، فضلًا عن بعض اللغات الإفريقية، ما يعكس الحضور الدولي لأفكاره واهتمام دوائر أكاديمية مختلفة حول العالم بمشروعه الفلسفي والديني.
دعوة للحضور والمشاركة
من المقرر أن يشهد حفل التوقيع غدًا حضور عدد من المفكرين والباحثين والإعلاميين إلى جانب جمهور المعرض، ويتوقع أن تتخلله مناقشة مفتوحة مع المؤلف حول أبرز القضايا التي طرحتها الموسوعة، ودورها في تعزيز التفاهم والتسامح بين الثقافات والأديان المختلفة.
ويأتي هذا الحدث ضمن سلسلة من الأنشطة الفكرية والثقافية التي يشهدها معرض أبو ظبي الدولي للكتاب، والذي يعد أحد أبرز الفعاليات الثقافية في المنطقة، ويجمع سنويًا نخبة من كبار الكتاب والناشرين وصناع الفكر من مختلف أنحاء العالم.
