الأحد 03 أغسطس 2025 الموافق 09 صفر 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

المحتوى الهابط لا يمر دون حساب..القبض على التيك توكر محمد عبد العاطي

 التيك توكر محمد
التيك توكر محمد عبد العاطي

في خطوة جديدة ضمن حملة الجهات الأمنية لمواجهة المحتوى غير الأخلاقي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ألقت قوات الأمن القبض على التيك توكر محمد عبد العاطي، وذلك داخل شقته بمدينة 6 أكتوبر بمحافظة الجيزة، بعد توجيه اتهامات له تتعلق بنشر فيديوهات تحوي ألفاظ خادشة للحياء وتحرض على الفسق والفجور، من خلال برنامجه الشهير على الإنترنت «مع كامل احترامي».

التحقيقات تكشف تفاصيل مثيرة

وبحسب المصادر الأمنية، فإن القبض على عبد العاطي جاء بعد فحص عدة فيديوهات نشرها عبر منصاته الرسمية، وأكدت الجهات المختصة أن هذه الفيديوهات تخالف القيم والأخلاقيات العامة للمجتمع المصري، كما تم التأكيد على أن المحتوى يتضمن إيحاءات جنسية وألفاظ غير لائقة تُعد خرقًا واضحًا لقانون مكافحة الجرائم الإلكترونية.

وأشارت التحريات إلى أن إحدى الحلقات التي تم تداولها بكثافة على منصات التواصل، والتي استضاف خلالها البلوجر سوزي الأردنية، كانت من بين أكثر المقاطع التي أثارت جدلًا واسعًا وأدت إلى تقديم بلاغات رسمية ضده، إذ حملت الحلقة كلمات وإشارات وصفت بأنها تمس الآداب العامة وتحرض على الانحراف.

بلاغات متعددة من محامين

وكان عدد من المحامين قد تقدموا ببلاغات رسمية إلى النيابة العامة، اتهموا خلالها محمد عبد العاطي بالتحريض على الفسق ونشر الفجور وتجاوز الخطوط الحمراء في المجتمع، مؤكدين أن المحتوى الذي يقدمه لا يهدف إلى التوعية أو النقاش، بل يسعى فقط إلى جذب التفاعل بالابتذال والإثارة على حساب القيم والأخلاق.

وأشار مقدمو البلاغات إلى أن هذه النوعية من الفيديوهات التي يتم نشرها تؤثر سلبًا على النشء والأطفال، وتدفع بعض المتابعين إلى تبني أفكار وسلوكيات خاطئة ومخالفة للمجتمع، كما أن بعض العبارات المستخدمة في الحلقات تحمل تحريضًا مبطنًا على الفسق والإباحية.

الداخلية تتحرك سريعا

وبعد ورود البلاغات وتحليل المحتوى المقدم، أصدرت الجهات المعنية تعليماتها بسرعة ضبط المتهم، وتم بالفعل مداهمة شقته بمدينة 6 أكتوبر في توقيت فجر اليوم، حيث تم القبض عليه واقتياده إلى قسم الشرطة تمهيدًا لعرضه على النيابة العامة لاستكمال التحقيقات.

كما أكدت وزارة الداخلية أن أجهزة الأمن تتابع عن كثب كل ما يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة الحسابات التي تحظى بنسب مشاهدة مرتفعة وتؤثر في شرائح واسعة من المجتمع، موضحة أن هناك تعاونًا بين الجهات الرقابية والأمنية لضبط أي مخالفات على هذه المنصات.

ردود فعل غاضبة على السوشيال ميديا

وفور انتشار نبأ القبض على عبد العاطي، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومعارض، حيث رأى قطاع كبير من المستخدمين أن الخطوة كانت ضرورية لوضع حد لما وصفوه بـ«الانفلات الأخلاقي» عبر السوشيال ميديا، فيما رأى آخرون أن هناك حاجة لمزيد من الضوابط القانونية والتشريعية لضبط هذا الفضاء الواسع.

وقال أحد المعلقين: «من حق الدولة حماية المجتمع من هذه النوعية من المحتوى التي تروج لانهيار الأخلاق تحت ستار حرية التعبير، يجب أن تكون هناك معايير واضحة لما يتم تداوله على الإنترنت».

في المقابل، حذر البعض من مغبة المبالغة في محاصرة المحتوى، مشددين على أهمية التفريق بين حرية الرأي والتعبير وبين نشر الفجور والانحراف الأخلاقي.

موقف قانوني ينتظر الحسم

وينتظر عبد العاطي خلال الساعات القادمة عرضه على النيابة العامة للتحقيق معه فيما نُسب إليه من اتهامات، حيث من المتوقع أن يتم مواجهته بمقاطع الفيديو المتداولة، وسؤاله عن الهدف من إنتاج هذا النوع من المحتوى، ومدى إدراكه لخطورة تأثيره على المجتمع.

وفي حال ثبوت الاتهامات عليه، قد يواجه عقوبات مشددة وفقًا لقانون مكافحة جرائم الإنترنت الذي يجرم نشر محتوى فاضح أو خادش للحياء العام، ويتضمن عقوبات تصل إلى السجن والغرامة.

حملات مكثفة لمحاربة المحتوى غير اللائق

يُشار إلى أن القبض على عبد العاطي ليس الأول من نوعه، إذ تشهد الفترة الأخيرة حملات أمنية مكثفة ضد عدد من صناع المحتوى على تيك توك ويوتيوب وإنستغرام، خاصة أولئك الذين يتعمدون استخدام الإيحاءات الجنسية والعبارات الخارجة لجذب المشاهدات وتحقيق الأرباح من منصات الإعلانات.

وتأتي هذه الحملة في سياق محاولة الدولة تنقية المحتوى الإلكتروني من كل ما يشوه قيم المجتمع أو يهدد تماسك الأسرة المصرية، في ظل تنامي دور السوشيال ميديا في تشكيل وعي الشباب والأطفال.

ومع تزايد هذه الظواهر، يبقى التحدي الأكبر في الموازنة بين حرية التعبير وضمان حماية المجتمع من الانحرافات السلوكية والأخلاقية، في وقت باتت فيه المنصات الرقمية مسرحًا مفتوحًا للنجومية السريعة، ولو على حساب الذوق العام.

تم نسخ الرابط