الثلاثاء 06 مايو 2025 الموافق 08 ذو القعدة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

الكبد الدهني.. خطر صامت قد يؤدي إلى التليف وهذه أبرز علاماته وأسبابه

الكبد الدهنى
الكبد الدهنى

الكبد أحد أهم أعضاء الجسم الحيوية، فهو المسؤول عن تنقية الدم من السموم وتنظيم عمليات الأيض وتخزين الفيتامينات، لكن ما لا يدركه كثيرون هو أن هذا العضو الصامت قد يتعرض لحالة خطيرة تُعرف بـ«الكبد الدهني» التي قد تتطور بصمت وبدون أعراض واضحة لتصل إلى مراحل متقدمة من «التليف» وربما «الفشل الكبدي»، ولذلك أصبح التعرف على علامات هذا المرض وأسبابه من الأمور الضرورية للحفاظ على صحة الإنسان العامة.

ما هو «الكبد الدهني»؟

«الكبد الدهني» هو حالة تتراكم فيها الدهون داخل خلايا «الكبد» بشكل مفرط، وعندما تتجاوز نسبة الدهون داخل الكبد 5% من وزنه تُعد هذه الحالة غير طبيعية، وتنقسم إلى نوعين رئيسيين: الأول هو «الكبد الدهني غير الكحولي» ويصيب الأشخاص الذين لا يتعاطون الكحول، والثاني هو «الكبد الدهني الكحولي» الذي يظهر بسبب الإفراط في شرب الكحول، ومع تقدم الحالتين قد تحدث التهابات وتندبات تؤدي إلى «التليف الكبدي».

أبرز أعراض «الكبد الدهني»

غالبًا ما يُوصف «الكبد الدهني» بأنه «المرض الصامت» لأن الكثير من المصابين لا تظهر عليهم أعراض واضحة في المراحل الأولى، ومع ذلك هناك علامات قد تُنذر بوجود هذه المشكلة وتشمل:

الشعور الدائم بالتعب والإرهاق

الإحساس بثقل أو ألم في الجزء العلوي الأيمن من البطن

فقدان الوزن غير المبرر أو ضعف الشهية

انتفاخ البطن أو الشعور بالامتلاء

اصفرار الجلد والعينين في الحالات المتقدمة

اضطرابات في التركيز أو تغيرات مزاجية

ارتفاع إنزيمات «الكبد» في تحاليل الدم

كل هذه الأعراض تستدعي استشارة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة وتشخيص الحالة بدقة

الأسباب الشائعة لتراكم الدهون على «الكبد»

تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بـ«الكبد الدهني»، ومن أبرزها:

اتباع نظام غذائي غير صحي غني بالدهون المشبعة والسكريات

السمنة المفرطة وخاصة تراكم الدهون في منطقة البطن

الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني أو مقاومة الإنسولين

ارتفاع نسبة الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم

الخمول وقلة النشاط البدني

تناول بعض الأدوية مثل الكورتيزون أو أدوية السرطان

العوامل الوراثية وتاريخ العائلة الطبي

وفي بعض الحالات، قد يُصاب الفرد بـ«الكبد الدهني» دون وجود سبب واضح، وهو ما يُعرف بـ«الكبد الدهني مجهول السبب»

من هم الأكثر عرضة للإصابة بـ«الكبد الدهني»؟

الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة هم الأكثر عرضة لتراكم الدهون على «الكبد»

كذلك، مرضى السكري وارتفاع ضغط الدم والكوليسترول يشكلون فئة عالية الخطورة

النساء في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث أيضًا قد يصبن بالمرض بسبب التغيرات الهرمونية

وقد تبين من خلال الدراسات أن بعض العرقيات أكثر عرضة من غيرها للإصابة، كالأشخاص من أصول لاتينية وشرق أوسطية.

مضاعفات تجاهل «الكبد الدهني»

ترك «الكبد الدهني» دون علاج قد يؤدي إلى تطور الحالة إلى «التهاب الكبد الدهني» ثم إلى «تليف الكبد»، وهي حالة يحدث فيها تندب دائم لأنسجة الكبد ما يؤثر على وظائفه الحيوية، وقد يؤدي في المراحل المتأخرة إلى «فشل كبدي» يستدعي زراعة الكبد، كما أن هناك أدلة تربط بين «الكبد الدهني» وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب وسرطان الكبد، لذلك فإن تجاهل هذا المرض يُعد مخاطرة كبيرة.

كيف يمكن تشخيص «الكبد الدهني»؟

يعتمد الأطباء في تشخيص «الكبد الدهني» على مجموعة من الأدوات والفحوصات منها:

تحاليل الدم التي تكشف ارتفاع إنزيمات الكبد

الأشعة فوق الصوتية على البطن لتحديد حجم «الكبد» وكمية الدهون

في بعض الحالات، قد يُطلب إجراء أشعة مقطعية أو رنين مغناطيسي

وفي حالات نادرة، تُجرى خزعة من نسيج الكبد لتحديد مدى الالتهاب أو التليف

كل هذه الإجراءات تهدف إلى رسم صورة دقيقة عن حالة «الكبد» ووضع خطة العلاج المناسبة

هل يمكن الوقاية من «الكبد الدهني»؟

نعم، الوقاية من «الكبد الدهني» ممكنة من خلال تغييرات بسيطة في نمط الحياة، من أبرزها:

اتباع نظام غذائي متوازن يعتمد على الخضراوات والفواكه والبروتينات الخفيفة

ممارسة التمارين الرياضية بانتظام لمدة 30 دقيقة على الأقل يوميًا

الامتناع عن تناول الكحول

مراقبة مستوى السكر والكوليسترول والدهون الثلاثية

الحرص على الوزن المثالي وتجنب السمنة

زيارة الطبيب وإجراء فحوصات دورية لوظائف «الكبد»

هذه الخطوات لا تحمي فقط من «الكبد الدهني» بل تساهم أيضًا في تحسين الصحة العامة وتقليل مخاطر الأمراض المزمنة

خيارات العلاج المتاحة

حتى الآن، لا يوجد دواء محدد ومعتمد لعلاج «الكبد الدهني»، ولكن يمكن السيطرة عليه من خلال:

إنقاص الوزن بشكل تدريجي

تغيير العادات الغذائية غير الصحية

استخدام أدوية لتحسين مقاومة الإنسولين أو خفض الدهون الثلاثية عند الحاجة

العلاج الدوائي يكون تحت إشراف طبيب مختص، خاصة إذا كان هناك التهاب أو تليف في «الكبد»

التزام المريض بالعلاج وتغيير نمط الحياة يُعد العامل الأهم في تحسن الحالة أو منع تدهورها

«الكبد الدهني» ليس مرضًا يجب الاستهانة به، فهو يمثل خطرًا «صامتًا» قد يتفاقم دون إنذار، ومع ذلك يمكن الوقاية منه والسيطرة عليه إذا تم اكتشافه مبكرًا، والاهتمام بصحة «الكبد» يبدأ من نمط الحياة اليومي، لذا فإن الوعي هو السلاح الأول لمحاربة هذا المرض الصامت الذي يتسلل إلى الجسم دون أعراض ظاهرة.

تم نسخ الرابط