الثلاثاء 06 مايو 2025 الموافق 08 ذو القعدة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

بعد وفاة نعيم عيسى.. إليك الفرق بين «الالتهاب الرئوي» و«الالتهاب الشعبي»

الفنان نعيم عيسى
الفنان نعيم عيسى

الالتهاب لا يزال يشكّل تهديدًا صامتًا على صحة الإنسان وخصوصًا في الحالات التي تؤدي إلى الوفاة، وقد أعادت وفاة الفنان الكبير «نعيم عيسى» اليوم الاثنين، فتح هذا الملف الطبي من جديد، حيث خيم الحزن على الوسط الفني والجمهور بعد رحيله إثر إصابته بـ«الالتهاب الرئوي الحاد» والذي تطور إلى مضاعفات خطيرة لم يتمكن جسده من مقاومتها، ورغم تكرار المصطلحين «الالتهاب الرئوي» و«الالتهاب الشعبي» في الكثير من النقاشات الطبية اليومية، فإن العديد من الناس لا يميزون بوضوح بين الحالتين ولا يعرفون الفرق بينهما، ولا طبيعة الأعراض الخاصة بكل نوع، ولا حتى درجة الخطورة التي يمثلها كل «التهاب» على الجسم.

المسيرة الفنية التي توقفها المرض

كان الفنان «نعيم عيسى» حاضرًا بقوة في ذاكرة الفن المصري، فقد شارك في العديد من الأعمال المؤثرة التي امتزج فيها الأداء الكوميدي بالدرامي، وظهر في أفلام ومسرحيات حجزت لنفسها مكانًا في وجدان الجمهور، من بينها فيلم «المتسول» و«الواد سيد الشغال» ومسرحية «ريا وسكينة» وغيرها من الأعمال التي تركت بصمة لا تُنسى، غير أن رحلة «الالتهاب» داخل جسده كانت أقوى من استمراره في الحياة، فاختُتمت مسيرته بعدما فشلت مقاومته أمام هذا المرض الخفي.

تعريف الالتهاب الرئوي والالتهاب الشعبي

وفقًا لما نشره موقع «كليفلاند كلينك»، فإن الفارق الجوهري بين «الالتهاب الرئوي» و«الالتهاب الشعبي» يكمن في موضع حدوث العدوى داخل الجهاز التنفسي، فبينما يصيب «الالتهاب الشعبي» الشعب الهوائية، وهي الممرات الهوائية التي تنقل الهواء من القصبة الهوائية إلى الرئتين، ويكون غالبًا سببه فيروسيًا أو بكتيريًا، فإن «الالتهاب الرئوي» يصيب الحويصلات الهوائية الدقيقة التي تعمل على تبادل الأكسجين في الرئتين، ويكون سببه إما بكتيريًا أو فيروسيًا أو حتى فطريًا.

وتكمن خطورة «الالتهاب الرئوي» في كونه أكثر عمقًا وانتشارًا، ويؤثر على الجسم بأكمله، حيث يظهر بأعراض أكثر حدة مثل «الحمى الشديدة» و«القشعريرة» و«آلام العضلات» وهو ما يجعل من الصعب تجاهله أو التعامل معه باعتباره مرضًا بسيطًا.

الالتهاب الشعبي.. أنواع وأعراض

يُقسم «الالتهاب الشعبي» إلى نوعين أساسيين، هما «الحاد» و«المزمن»، النوع الحاد عادة ما يتبع عدوى فيروسية ويستمر من 10 إلى 14 يومًا، غير أن بعض الأعراض قد تظل ظاهرة على المريض لمدة تصل إلى ثلاثة أسابيع، أما النوع المزمن فهو أخطر وأكثر استمرارًا، ويدخل ضمن أمراض «الانسداد الرئوي المزمن»، وقد تمتد فترة الإصابة به إلى شهور وسنوات نتيجة التعرض لعوامل مهيجة كدخان السجائر أو الملوثات البيئية.

وتشمل الأعراض الشائعة لـ«الالتهاب الشعبي» سعالًا مصحوبًا بمخاط أخضر أو أصفر، و«التهاب في الحلق»، و«انسداد في الأنف» أو «سيلانه»، إضافة إلى «الصفير أثناء التنفس»، و«الصداع» و«التعب العام» و«حمى خفيفة» وهذه الأعراض تكون في الغالب أقل حدة من تلك المرتبطة بـ«الالتهاب الرئوي».

الالتهاب الرئوي.. تطورات أخطر

في المقابل، تظهر أعراض «الالتهاب الرئوي» بشكل أكثر حدة وقد تمتد إلى التأثير على العمليات الحيوية في الجسم، مثل ضعف القدرة على التنفس، «ارتفاع درجة الحرارة» التي قد تصل إلى 40 درجة مئوية، «ألم في الصدر» و«البطن»، وقد يُصاب المريض بحالة من «الارتباك» أو ما يسمى بـ«ضباب الدماغ»، بالإضافة إلى فقدان الشهية وصعوبة التركيز، والسبب الرئيسي لذلك هو تأثير الالتهاب على قدرة الجسم على امتصاص الأكسجين.

وفي بعض الحالات، يُصاب المرضى بنوع يُعرف باسم «الالتهاب الرئوي المتنقل»، وهو أخف وطأة ويمكن أن يزول تلقائيًا أو مع علاج بسيط، لكن الإهمال في العلاج قد يحول الحالة إلى «تهديد حقيقي للحياة»، كما حدث مع الفنان نعيم عيسى.

طرق العلاج والتعامل مع الالتهاب

يختلف علاج «الالتهاب الشعبي» حسب نوعه، ففي حالة الالتهاب الحاد يمكن أن تزول الأعراض دون الحاجة إلى تدخل طبي كبير، وذلك باستخدام أدوية لتفتيت المخاط أو تقليل الحرارة، أما إذا كان السبب بكتيريًا فإن «المضادات الحيوية» قد تكون ضرورية، أما في حالات «الالتهاب الشعبي المزمن»، فإن العلاج قد يتطلب استخدام موسعات الشعب الهوائية، أو في بعض الحالات الجراحة، إذا حدث تلف دائم في الرئة.

أما «الالتهاب الرئوي» فيحتاج إلى تشخيص دقيق لتحديد السبب، ويتم التعامل معه باستخدام «مضادات حيوية» أو «مضادات فيروسية» أو «مضادات للفطريات»، مع تقديم الدعم التنفسي اللازم، ويمكن للطبيب أن يصف أجهزة استنشاق لتسهيل عملية التنفس في حال وجود ضيق تنفسي.

حتى بعد الشفاء قد تستمر بعض الأعراض مثل السعال أو التهاب الحلق لعدة أسابيع، وهو أمر يجب التعامل معه بحذر، والتأكد من أن الالتهاب قد تم القضاء عليه بالكامل.

أهمية الوعي الصحي بالالتهابات التنفسية

مع تكرار حالات الوفاة الناتجة عن «الالتهاب الرئوي» أو «الالتهاب الشعبي»، تبرز أهمية نشر الوعي الصحي حول هذه الحالات، فكلما كان التشخيص مبكرًا، زادت فرص النجاة، ويجب التفرقة بين أعراض بسيطة مثل السعال الخفيف، وأعراض أكثر تعقيدًا قد تدل على «التهاب تنفسي حاد».
وفي حالة ظهور أكثر من عرض من تلك المرتبطة بـ«الالتهاب الرئوي» يجب التوجه إلى الطبيب فورًا، لأن التأخر في التشخيص والعلاج قد يؤدي إلى مضاعفات يصعب السيطرة عليها لاحقًا. 

تبقى «الالتهابات التنفسية» من الأمراض التي تحتاج إلى وعي وثقافة طبية خاصة، ومن المهم التفريق بين أنواعها، وعدم التقليل من شأن أي عرض صحي، فبينما قد يبدو السعال مجرد عرض عابر، قد يخفي وراءه «التهابًا رئويًا» خطيرًا، تمامًا كما حدث مع الفنان الراحل «نعيم عيسى»، لتصبح قصته تنبيهًا حيًا للجميع حول ضرورة الاهتمام بالصحة التنفسية ومراقبة أي «التهاب» قد يظهر فجأة ويهدد الحياة.

تم نسخ الرابط