الأحد 08 يونيو 2025 الموافق 12 ذو الحجة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

جوجل تصعد إجراءاتها ضد أدوات حظر الإعلانات على يوتيوب

الإعلانات الرقمية
الإعلانات الرقمية باليوتيوب

جوجل تواصل في الوقت الراهن فرض قبضتها الصارمة على أدوات «حظر الإعلانات» في منصتها الشهيرة يوتيوب حيث تسعى الشركة العملاقة إلى حماية مصادر دخلها الإعلاني عبر خطوات تقنية متسارعة تهدف إلى تقويض استخدام أدوات «Ad Blockers» وهو ما خلق موجة من الجدل بين المستخدمين والمعلنين على حد سواء وسط تساؤلات متكررة حول مستقبل مشاهدة الفيديوهات المجانية على المنصة.

خطوات متسارعة من جوجل لمحاربة أدوات الحظر

بدأت جوجل منذ أشهر في اختبار أدوات جديدة ترصد استخدام إضافات حظر الإعلانات على متصفحات الإنترنت المختلفة حيث يتم منع تشغيل الفيديوهات إذا اكتشف النظام وجود أداة تمنع ظهور الإعلانات مما يجبر المستخدم إما على تعطيل الأداة أو الاشتراك في خدمة «يوتيوب بريميوم» المدفوعة التي تقدم تجربة خالية من الإعلانات مقابل رسوم شهرية.

وتقول جوجل إن هذه الإجراءات تأتي ضمن «سياسات الاستخدام» العادلة التي تحمي نظامها الاقتصادي القائم على الإعلانات حيث تشدد على أن العائدات الإعلانية تمثل شريان الحياة لصناع المحتوى ومن دونها سيتعرض النظام كله للاهتزاز.

ردود فعل غاضبة من مستخدمي يوتيوب

على الجانب الآخر أثارت حملة جوجل غضب قطاع واسع من مستخدمي يوتيوب الذين اعتادوا على مشاهدة المحتوى المجاني دون إعلانات طويلة أو متكررة حيث امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بشكاوى من المستخدمين الذين يصفون تصرفات الشركة بأنها «انتهاك لحرية الاستخدام» ويطالبون بإيجاد توازن يضمن تجربة مريحة دون إعلانات مزعجة.

وقال بعض المستخدمين إن جوجل تضغط على الجمهور للاشتراك في خدمة مدفوعة بدلًا من تحسين تجربة الإعلانات المجانية بينما أشار آخرون إلى أن استخدام أدوات حظر الإعلانات لم يكن عبثيًا بل كان ردًا على الكم الكبير من الإعلانات غير القابلة للتخطي والتي تؤثر سلبًا على تجربة المشاهدة.

إعلانات يوتيوب بين الإيرادات والمضايقات

تعتمد جوجل بشكل كبير على العائدات الإعلانية من منصة يوتيوب حيث تمثل هذه الإعلانات أحد أهم مصادر دخل الشركة وهو ما يجعلها حريصة على تقليل أي تهديد يمكن أن يقلل من هذه الإيرادات وعلى رأس هذه التهديدات أدوات حظر الإعلانات التي تحرم المنصة والمحتوى من الأرباح.

وتشير تقارير مالية إلى أن إعلانات يوتيوب تدر مليارات الدولارات سنويًا لجوجل مما يجعلها تسعى دائمًا لتحديث سياستها التكنولوجية بما يضمن استمرارية التدفق المالي ومع ذلك تواجه الشركة تحديات تتعلق بتجربة المستخدم ومدى رضاه عن كم ونوع الإعلانات التي تظهر قبل أو أثناء مشاهدة الفيديوهات.

الاشتراك المدفوع خيار مطروح ولكن مثير للجدل

في ظل تشديد جوجل على ضرورة مشاهدة الإعلانات أو دفع اشتراك شهري عبر خدمة «يوتيوب بريميوم» يطرح هذا السؤال نفسه لدى كثير من المستخدمين هل يُجبر الناس الآن على الدفع مقابل تجربة خالية من الإعلانات.

الخدمة المدفوعة التي أطلقتها جوجل منذ سنوات لم تلقَ شعبية واسعة في كثير من الأسواق النامية بسبب التكلفة وعدم قناعة الجمهور بدفع المال لمشاهدة ما اعتادوا عليه مجانًا كما أن كثيرًا من المستخدمين يعتبرون الإعلانات جزءًا من المعادلة المجانية بشرط ألا تكون مفرطة أو مزعجة.

صناع المحتوى بين دعم جوجل ومخاوف فقدان الجمهور

رغم دعم بعض صناع المحتوى لقرارات جوجل خاصة أن الإعلانات تُمثل مصدر دخل مباشر لهم فإن هناك من عبّر عن قلقه من أن تؤدي الإجراءات الصارمة ضد أدوات الحظر إلى نفور الجمهور وتراجع نسب المشاهدة وهو ما قد ينعكس سلبًا على أرباحهم في النهاية.

ويخشى هؤلاء من أن تصبح سياسات جوجل أكثر تشددًا لدرجة تنفير المستخدمين بدلًا من الحفاظ عليهم حيث يرى البعض أن الحل لا يكمن في منع أدوات الحظر بل في تحسين شكل الإعلانات ومدتها لتكون أكثر قبولًا لدى الجمهور.

الخصوصية والبيانات تدخل على الخط

من جهة أخرى يرى خبراء تقنيون أن استخدام أدوات حظر الإعلانات لم يكن فقط بسبب الإزعاج البصري بل أيضًا لحماية الخصوصية حيث تقوم العديد من الإعلانات بتتبع سلوك المستخدمين عبر الإنترنت وهو ما يجعل البعض يستخدم أدوات الحظر كدرع رقمي ضد ما يصفونه بـ «الاختراق غير المرئي».

وتقول جوجل إنها تلتزم بأعلى معايير الخصوصية لكنها في الوقت نفسه تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل تفضيلات الجمهور وتحسين استهداف الإعلانات مما يثير تساؤلات مستمرة حول حدود المقبول في جمع البيانات واستخدامها.

الحملة مستمرة والإجراءات تتوسع

من الواضح أن جوجل لن تتراجع عن خططها بشأن أدوات الحظر إذ تؤكد التقارير أن الشركة تعمل حاليًا على اختبار أدوات أكثر تطورًا لكشف هذه الإضافات على مختلف المتصفحات كما تتعاون مع مطوري متصفح كروم لإيجاد حلول تقنية تمنع تشغيل أدوات الحظر في الأساس.

ويتوقع أن تشهد الشهور المقبلة المزيد من الإجراءات التي تضيق الخناق على مستخدمي أدوات حظر الإعلانات وقد تمتد هذه السياسات إلى منصات أخرى تابعة لجوجل بخلاف يوتيوب مما قد يُعيد رسم علاقة المستخدم مع المنصات المجانية بشكل عام.

مستقبل الإعلانات الرقمية في ظل صراع جوجل مع أدوات الحظر

يبدو أن الصراع بين جوجل ومستخدمي أدوات حظر الإعلانات لن ينتهي قريبًا بل من المرجح أن يتطور ليشمل أبعادًا جديدة تتعلق بالخصوصية والاقتصاد الرقمي وتجربة المستخدم إذ تسعى جوجل إلى حماية دخلها دون خسارة جمهورها بينما يحاول المستخدمون الحفاظ على حقهم في اختيار الطريقة التي يستهلكون بها المحتوى.

تم نسخ الرابط