الذهب يواصل الارتباط بالتقلبات العالمية.. أسعار المعدن النفيس اليوم الجمعة في مصر

لا تزال أسعار الذهب في السوق المحلية المصرية تعكس بوضوح حالة الترقب والتأثر بتحركات الأسواق العالمية، في ظل أوضاع اقتصادية وجيوسياسية متشابكة، من أبرزها توتر الأوضاع في الشرق الأوسط، إلى جانب القرارات النقدية للبنوك المركزية الكبرى، والتغيرات المستمرة في أسعار الطاقة، مما يضع الذهب في موقع حساس كمخزن للقيمة ومؤشر على القلق العالمي.

تحركات الأسعار المحلية

رصدت السوق المصرية اليوم الجمعة، ارتفاع ملحوظ في أسعار الذهب، بالتزامن مع القفزة العالمية في سعر الأوقية في البورصة العالمية، والتي جاءت مدفوعة بتزايد الإقبال على المعدن النفيس كملاذ آمن بعد تصعيد المواجهات بين إسرائيل وإيران.

وجاءت أسعار الذهب اليوم في مصر وفق آخر تحديث كالتالي:

عيار 24: 5469 جنيهًا للجرام

عيار 21: 4785 جنيهًا للجرام

عيار 18: 4101 جنيهًا للجرام

عيار 14: 3190 جنيهًا للجرام

الجنيه الذهب: 38280 جنيهًا

وتعكس هذه الأرقام تغيرات فورية في السعر، تخضع دومًا لتأثير السوق العالمية، مع إضافة رسوم المصنعية والضريبة والدمغة عند الشراء الفعلي من محال الذهب.

التوترات الجيوسياسية تقود حركة الذهب

شهدت الأسواق المالية هبوطًا جماعيًا في البورصات الأمريكية، وذلك عقب شن إسرائيل سلسلة من الضربات الجوية على مواقع داخل الأراضي الإيرانية، ورد إيران بضربات على مدينة تل أبيب، وهو ما اعتبر تصعيدًا كبيرًا في التوترات بالمنطقة، مما أثّر بشكل فوري في معنويات المستثمرين عالميًا.

ارتفعت أسعار الطاقة على خلفية هذه التوترات، الأمر الذي يُعزز من فرص ارتفاع التضخم عالميًا، وبالتالي زادت جاذبية الذهب باعتباره وسيلة تحوط ضد التضخم، ما أدى إلى زيادة الطلب عليه، خاصة في الأسواق الناشئة والنامية.

السياسة النقدية الأمريكية وتأثيرها على الذهب

وفي سياق موازٍ، يتابع المستثمرون عن كثب توجهات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة، وسط توقعات بأن يُبقي على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول مما كان متوقعًا، في محاولة للسيطرة على التضخم.

وتاريخيًا، يؤثر رفع أسعار الفائدة سلبًا على الذهب لأنه لا يُدر عائدًا، مما يقلل من جاذبيته مقارنة بالأصول الأخرى ذات العائد، إلا أن حالة عدم الاستقرار السياسي والعسكري تدفع المستثمرين إلى تفضيل الذهب رغم تكلفة الفرصة البديلة المرتفعة.

أسعار الذهب عالميا

وسجلت أوقية الذهب في الأسواق العالمية اليوم ارتفاعًا لتتجاوز مستوى 2420 دولارًا، مقارنة بمستويات كانت تدور حول 2350 دولارًا خلال الأسبوع الماضي، في ظل اتجاه صناديق الاستثمار الكبرى لزيادة احتياطاتها من الذهب، بعد الانخفاض الحاد في مؤشرات الأسهم الأمريكية والأوروبية.

ويُتوقع أن تواصل الأسعار العالمية التقلب في نطاق واسع خلال الأيام المقبلة، مع استمرار الضبابية بشأن مدى تطور الأوضاع بين إيران وإسرائيل، إلى جانب ترقب ما إذا كانت الولايات المتحدة ستنخرط بشكل مباشر في النزاع.

السوق المصرية.. من يتأثر أكثر؟

على الصعيد المحلي، يتأثر سوق الذهب في مصر بعدة عوامل، على رأسها:

سعر صرف الدولار أمام الجنيه

تحركات البورصة العالمية للذهب

تكاليف الشحن والاستيراد

القرارات الجمركية

رسوم الدمغة والضريبة المضافة

ويشير خبراء السوق إلى أن المصريين عادةً ما يتجهون لشراء الذهب بكثافة في أوقات الأزمات، سواء كوسيلة ادخار أو للتحوط ضد تقلبات الجنيه، ما يزيد الطلب المحلي ويدفع الأسعار إلى مستويات مرتفعة، حتى في فترات استقرار السعر العالمي.

توقعات السوق في الفترة المقبلة

يُرجح محللون اقتصاديون أن تستمر أسعار الذهب في حالة من التذبذب خلال الأسابيع القادمة، وسط ترقب لعدة متغيرات عالمية، منها نتائج القمة المرتقبة لمجموعة السبع، وتحركات الفيدرالي الأمريكي، وتطورات الصراع في الشرق الأوسط، فضلًا عن الأداء الاقتصادي للصين باعتبارها أحد أكبر مستهلكي الذهب في العالم.

نصيحة للمستهلك

مع هذه الأجواء المتقلبة، يُنصح الراغبون في شراء الذهب سواء بغرض الزينة أو الاستثمار، بمتابعة التغيرات اليومية بعناية، وعدم التسرع في اتخاذ قرار الشراء، مع التأكد من شراء الذهب من مصادر موثوقة تحترم الضوابط الرسمية الخاصة بالمصنعية والفواتير والدمغة.