الأربعاء 16 يوليو 2025 الموافق 21 محرم 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

انفعال الطفل المفرط قد لا يكون عادياً.. علامة مبكرة لاضطراب ثنائي القطب

انفعال الطفل المفرط
انفعال الطفل المفرط

انفعال الطفل المفرط ليس دائمًا مجرد مرحلة عابرة من الطفولة أو رد فعل طبيعي على المواقف اليومية بل قد يكون هذا «الانفعال المتكرر» والمبالغ فيه مؤشرًا مبكرًا على إصابته بـ«اضطراب ثنائي القطب» خاصة إذا تكرر بنمط معين ورافقته تغيرات حادة في المزاج والسلوك دون مبرر واضح ومن هنا تأتي أهمية وعي الوالدين بـ«علامات الانفعال المرضي» وتمييزها عن السلوك الطبيعي حتى يمكن التدخل في الوقت المناسب.

ما هو اضطراب ثنائي القطب لدى الأطفال؟

يُعد اضطراب ثنائي القطب من الاضطرابات النفسية المعقدة التي تؤثر على المزاج والسلوك والقدرة على إدارة المشاعر وقد يظهر عند الأطفال بشكل مختلف عن البالغين حيث يمر الطفل المصاب بحالات من «الفرح الشديد» والاندفاع غير الطبيعي تليها فترات من «الحزن العميق» أو «الانطواء» وفقدان الحماس لكل شيء.

الانفعال عند الطفل في هذه الحالة يكون واحدًا من أبرز المظاهر السلوكية إذ يظهر على شكل «نوبات غضب حادة» قد تصل إلى العنف أو البكاء الشديد أو حتى تكسير الأشياء من حوله دون سبب واضح أو بمبررات غير متناسبة مع ردة الفعل.

علامات يجب أن لا يتجاهلها الوالدان

عندما يكون «الانفعال» متكررًا وشديدًا ويظهر في أكثر من بيئة مثل البيت والمدرسة ومع الأصدقاء ويستمر لفترة طويلة مع تقلبات حادة في المزاج فإن ذلك يستدعي الانتباه لأن الطفل قد لا يكون فقط سريع الغضب بل قد يكون بحاجة إلى تقييم نفسي متخصص.

ومن بين العلامات التي تشير إلى احتمالية الإصابة باضطراب ثنائي القطب أن يكون الطفل في بعض الأوقات نشيطًا للغاية ويتكلم بسرعة ويصعب مقاطعته ثم يتحول فجأة إلى طفل مكتئب صامت لا يرغب في التحدث أو اللعب كما قد يرافق ذلك مشكلات في النوم أو اضطرابات في الشهية أو أفكار غريبة لا تتناسب مع عمره.

الفرق بين الانفعال الطبيعي والانفعال المرضي

من الطبيعي أن يُظهر الطفل «انفعالًا» من حين لآخر نتيجة الجوع أو التعب أو التوتر المدرسي ولكن متى يصبح هذا الانفعال مؤشرًا مقلقًا؟ عندما يكون شديدًا وغير متناسب مع الموقف ويستمر لفترة طويلة ويؤثر على أداء الطفل في حياته اليومية هنا يتحول من مجرد عرض طبيعي إلى «مؤشر مرضي».

فالطفل الذي يصرخ كلما قيل له لا أو يبكي لساعات متواصلة بسبب رفض بسيط ويكرر ذلك بشكل شبه يومي قد يكون بحاجة إلى تقييم نفسي خاصة إذا كان هذا «الانفعال» يصاحبه أعراض أخرى مثل العدوانية أو الانعزال.

أسباب وراء الانفعال المفرط عند الأطفال

لا يرتبط الانفعال دائمًا بوجود اضطراب نفسي فقد يكون ناتجًا عن «عوامل بيئية» مثل التوتر الأسري أو عدم الاستقرار أو التعرض للتنمر أو الضغط الدراسي كما أن بعض الأطفال ذوي «الاحتياجات الخاصة» مثل فرط الحركة أو اضطرابات طيف التوحد يظهرون انفعالًا مفرطًا نتيجة صعوبة في التعبير عن مشاعرهم أو التواصل مع من حولهم.

لكن عندما يجتمع «الانفعال الشديد» مع نوبات من النشاط المفرط ثم الخمول التام وتظهر هذه التقلبات على مدار أسابيع أو أشهر فإن التشخيص النفسي يصبح ضروريًا لتحديد ما إذا كان الطفل يعاني من اضطراب ثنائي القطب أو غيره من الاضطرابات المزاجية.

دور الأسرة في الاكتشاف المبكر

يلعب الوالدان دورًا حاسمًا في ملاحظة أنماط «الانفعال» لدى الطفل وتسجيل التغيرات السلوكية والمزاجية التي يمر بها على مدار الوقت وتقديم الدعم العاطفي له دون توبيخ أو تأنيب كما يجب تجنب وصف الطفل بأنه مشاغب أو عنيد لأن هذا قد يؤدي إلى تدهور حالته ويزيد من شعوره بالذنب والانعزال.

التواصل المنتظم مع المعلمين في المدرسة والاستماع إلى ملاحظاتهم حول سلوك الطفل في الفصل يساعد كذلك في رسم صورة أوضح حول حالته خاصة إذا كان «الانفعال» يظهر بوضوح خارج نطاق الأسرة.

التشخيص والعلاج.. خطوات ضرورية

إذا تكررت نوبات الانفعال بشكل غير طبيعي فإن اللجوء إلى الطبيب النفسي للأطفال يصبح أمرًا لا بد منه حيث يقوم الطبيب بتقييم شامل للحالة من خلال مقابلات واستبيانات واختبارات نفسية وقد يحتاج الأمر إلى متابعة لفترة من الزمن قبل أن يتم تأكيد التشخيص.

العلاج في حالة اضطراب ثنائي القطب عند الأطفال يعتمد على عدة محاور تشمل «العلاج السلوكي المعرفي» الذي يساعد الطفل على التعامل مع مشاعره بطرق صحية وتطوير مهارات تنظيم الانفعال إلى جانب العلاج الدوائي في بعض الحالات التي تتطلب ذلك كما يُنصح بتثقيف الوالدين حول طبيعة المرض وكيفية إدارة المواقف اليومية دون تفاقم الأعراض.

أهمية الدعم المدرسي والمجتمعي

لا يقتصر الأمر على الأسرة فقط بل إن التعاون بين الأسرة والمدرسة والمجتمع يلعب دورًا حاسمًا في دعم الطفل المصاب باضطراب في الانفعال أو تقلب المزاج فوجود بيئة مدرسية آمنة ومتفهمة يمكن أن يخفف من حدة الأعراض ويساعد الطفل على الاندماج وتحقيق التقدم الأكاديمي والاجتماعي.

كما أن رفع الوعي العام حول هذه الحالات النفسية يساهم في تقليل وصمة المرض النفسي لدى الأطفال ويساعد على دمجهم في المجتمع بطريقة إيجابية وسليمة.

تم نسخ الرابط