ثلج ونار.. أسرار اشعال النيران في العصر الجليدي رغم قسوة الطقس

عند البحث في تاريخ الإنسان في العصور القديمة خاصة العصر الجليدي، نجد أن الإنسان كافح لكي يتعايش مع قسوة البيئة التي يعيش بها، لتوفي احتياجاته من طهي الطعام والتدفئة والأمان، ولكن هناك شيء محير، كيف استطاع الإنسان القديم اشعال لهب النار في العصر الجليدي، خاصة في أبرد فترة من هذه الدورة الجليدية، والتي حدثت بين 26500 و19000 سنة مضت، وذلك وفقا لما نشره موقع « labrujulaverde».
هياكل عظمية دليل على استخدام النار في العصر الجليدي
ونجد أن في موقع كورمان ما قبل التاريخ، الموجود على ضفاف نهر دنيستر في أوكرانيا الحالية، قامت مجموعة من العلماء والباحثين بتحليل ثلاثة هياكل موقد تعد أدلة على استخدام النار من قبل الإنسان في العصر الجليدي، وذلك وفقا لما نشرته مجلة Geoarchaeology.
شجرة التنوب أهم مصدر للوقود في العصر الجليدي
وكشفت بعض الدراسات أن الخشب وخاصة شجرة التنوب تعد أهم مصر للوقود ولإشعال النيران، وفقاً لتحليل الفحم، ولكن لا يستبعد الاستخدام التكميلي لمواد أخرى قابلة للاشتعال مثل الدهون الحيوانية أو العظام، أظهرت بعض بقايا العظام التي عثر عليها في الموقع علامات تشير إلى تعرضها لدرجات حرارة تتجاوز 650 درجة مئوية.
وأوضحت عالمة الآثار الحيوانية في جامعة فيينا والأكاديمية النمساوية للعلوم مارجولين د. بوش إن الفريق لا يزال يحقق فيما إذا كانت هذه العظام قد استخدمت عمداً كوقود أو تم حرقها عن طريق الخطأ أثناء الاستخدام في البيوت.
اما بالنسبة لعالم الآثار بجامعة فيينا والمؤلف المشارك في الدراسة الدكتور فيليب ر. نيغست، فقد أشار إلى سكان العصر الجليدي القديم العلوي لم يتقنوا استخدام النار فحسب، بل عرفوا أيضًا كيفية تكييفها لأغراض مختلفة، وظيفية واجتماعية، وربما أعادوا استخدام نفس المساحات في أوقات مختلفة من العام أثناء الهجرة باستمرار.
معلومات عن العصر الجليدي
يعد العصر الجليدي فترة في تاريخ الأرض غطت فيها طبقات الثلج أقاليم كبيرة من الأرض، ويعتقد البعض بوجود العديد من العصور الجليدية الرئيسة التي دام كل منها عدة ملايين من السنين، انقرضت في العصر الجليدي الأخير الثدييات العظمية (الفقارية) عندما غطى الجليد معظم المعمورة، كما أن في العصر الجليدي ظهر الإنسان العاقل الصانع لأدواته.
الماموث اشهر حيوان في العصر الجليدي
وأثبتت الدراسات أن فيلة الماستدون والماموث وحيوان الدينوثيريوم الذى كان يشبه الفيل لكن أنيابه لأسفل وحيوان الخرتيت، وكانوا صوفي الشعر الذى كان يصل للأرض، أسهر حيوانات العصر الجليدي، وكانت الفيلة أذناها صغيرتين حتى لا تتأثرا بالصقيع، كما ظهر القط (سايبر توث) ذات الأنياب الكبيرة والنمور ذات الأسنان التي تشبه السيف وكانت تغمدها في أجربة بذقونها للحفاظ على حدتها.
كيف نجى الإنسان في العصر الجليدي؟
وأوضحت الدراسات أن البشر في العصر الجليدي القديم نجوا من درجات الحرارة المتجمدة من خلال سرقة قبور الماموث الضخمة وبناء هياكل غامضة، ومن خلال الاكتشافات تم العثور على عشرات من عظام الماموث والرنة والخيول والدب والذئب والثعلب الأحمر وعظام الثعلب القطبي الشمالي على موقع الطائرات الروسية، ومن المعروف أن حوالى 70 من هذه الهياكل موجودة في أوكرانيا وسهل روسيا الغربية، ولكن هذا هو الأقدم المكتشف.
جماجم الماموث تستخدم لبناء الجدران
وأوضح العلماء إن العظام كانت على الأرجح مصدرها من مقابر الحيوانات، ثم تم إخفاء الدائرة بواسطة الرواسب، وجرى استخدام مجموعه 51 من الفكين السفلى و 64 من جماجم الماموث الفردية لبناء جدران 30 قدمًا من خلال 30 قدمًا وتناثرت عبر الجزء الداخلي.
ويذكر أن علماء الآثار من جامعة إكستر لأول مرة وجدوا بقايا من الخشب المتفحم وغيرها من النباتات الطرية غير الخشبية داخل الهيكل الدائرى بالقرب من قرية Kostenki الحديثة ، على بعد حوالى 310 أميال جنوب موسكو، وهذا يشير إلى أن الناس كانوا يحرقون الخشب وكذلك العظام للوقود، والمجتمعات التى تعيش هناك تعلمت مكان البحث عن نباتات صالحة للأكل.