الثلاثاء 22 يوليو 2025 الموافق 27 محرم 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

إسرائيل تستنجد.. حريق ضخم قرب مستشفى جنوب تل أبيب ونداءات استغاثة دولية

القارئ نيوز

تعيش إسرائيل في الأيام الأخيرة تحت وطأة موجة غير مسبوقة من الحرائق التي اندلعت في مناطق متفرقة من الوسط والجنوب والشمال، وسط ارتفاع درجات الحرارة، وجفاف شديد، ورياح ساخنة ساهمت في توسع رقعة النيران وصعوبة السيطرة عليها، ما دفع السلطات إلى إعلان حالة الطوارئ في عدد من المناطق، واستدعاء المساعدات الدولية.

وأفادت القناة الـ12 العبرية، أن حريقًا ضخمًا اندلع يوم الإثنين 21 يوليو بالقرب من مستشفى «أساف هروفيه» جنوب تل أبيب، ما استدعى تدخلًا عاجلًا من أكثر من 26 طاقم إطفاء، في محاولة للسيطرة على الحريق ومنع امتداده إلى المنشأة الطبية الحيوية التي تخدم آلاف المرضى.

إصابات بالجملة ونقل متضررين للمستشفيات

وأشارت تقارير طبية إلى نقل العشرات إلى المستشفيات خلال الأيام الماضية، نتيجة تعرضهم لحروق أو حالات اختناق إثر استنشاق الدخان الكثيف في مناطق الحرائق، فيما لا تزال فرق الإسعاف والطوارئ في حالة استنفار دائم تحسبًا لتوسع دائرة الإصابات مع تجدد اشتعال البؤر الساخنة.

وتم إجلاء السكان من عدة أحياء وبلدات مهددة بالنيران، من بينها «بن حيتر» الواقعة في مدينة إيلاد، وبلدة بيت شيمش القريبة من القدس، حيث تم إخلاء المنازل والمدارس، ونقل الأهالي إلى مناطق آمنة بعد تصاعد كثيف للدخان وامتداد ألسنة اللهب إلى أطراف المناطق السكنية.

استدعاء دولي للمساعدة.. و«شمشون» تدخل الخط

ولم تتمكن السلطات الإسرائيلية من احتواء الحرائق رغم الجهود الضخمة، ما دفعها إلى طلب مساعدات عاجلة من بعض الدول لتوفير طائرات مخصصة لإخماد النيران، في مشهد يعيد للأذهان حرائق الكرمل عام 2010، التي شهدت آنذاك أكبر عملية استغاثة دولية شاركت فيها طائرات من عدة دول.

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، من جانبه، مشاركته بطائرات من وحدة «شمشون الجوية المتخصصة في دعم جهود إخماد الحرائق، إضافة إلى عناصر من فرق الإنقاذ والمهندسين العسكريين لتأمين المناطق المتضررة وفتح الطرق أمام فرق الطوارئ.

حرائق مايو تعود للواجهة.. وتحذير من وصول النيران إلى القدس

وتأتي هذه الموجة الجديدة من الحرائق بعد أقل من ثلاثة أشهر من اندلاع حرائق ضخمة في مايو الماضي، حين شبت النيران في غابات كثيفة على الطريق الواصل بين القدس وتل أبيب، ما أجبر سلطات الاحتلال على إغلاق طريق سريع رئيسي وإخلاء عدد من القرى المحاذية للغابات.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد علّق في ذلك الوقت محذرًا من وصول ألسنة النيران إلى مشارف مدينة القدس، مؤكدًا أن الحكومة لن تتردد في اتخاذ كافة الإجراءات لحماية المدنيين والممتلكات، حتى لو تطلب الأمر استدعاء مساعدات خارجية.

تحقيقات مستمرة.. وشبهات حول الإهمال

وفي ظل استمرار الحرائق، فتحت الشرطة الإسرائيلية بالتعاون مع وحدات البيئة تحقيقات لتحديد أسباب اشتعال النيران، وسط ترجيحات أولية بأن بعضها ناتج عن الإهمال البشري أو الإشعال المتعمد في مناطق حساسة بالغابات والأحراش القريبة من التجمعات السكنية.

ورجّحت بعض التقارير أن فشل السلطات المحلية في تنفيذ أعمال وقائية كافية، مثل إنشاء خطوط نار عازلة، وتنظيف الغابات من الأعشاب الجافة، ساهم في انتشار الحرائق بهذه الصورة الواسعة، مما أثار انتقادات حادة في الصحافة المحلية وداخل الكنيست الإسرائيلي.

مطالبات بتحديث منظومة الإطفاء

وبالتوازي مع أزمة الحرائق، تصاعدت أصوات داخل إسرائيل تطالب الحكومة بتحديث منظومة الإطفاء والإنقاذ، وتوفير أسطول دائم من طائرات مكافحة الحرائق، إلى جانب زيادة ميزانية هيئة الإطفاء، وتحسين تدريب الكوادر العاملة، لمواجهة تكرار الكوارث الطبيعية في ظل التغيرات المناخية الواضحة التي تشهدها المنطقة.

وكتب معلقون في الصحف الإسرائيلية أن «الحرائق الموسمية باتت تشكل تهديدًا استراتيجيًا»، داعين إلى "خطة وطنية عاجلة للحد من الخسائر البشرية والمادية في كل موسم صيفي".

خسائر بالملايين وقلق من الأيام المقبلة

وتُقدّر الخسائر المادية الأولية للحرائق الأخيرة بملايين الشواقل، بعد تدمير آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية والغابات، واحتراق منازل وسيارات وممتلكات خاصة، فيما لا تزال السلطات عاجزة عن تقديم أرقام دقيقة لحجم الضرر النهائي، وسط توقعات بتفاقمه مع استمرار موجة الحر الشديدة خلال الأيام المقبلة.

تم نسخ الرابط