أسعار الذهب تقفز في الأسواق المحلية اليوم الأربعاء 27 أغسطس 2025

الأربعاء 27/أغسطس/2025 - 08:00 ص

شهدت أسعار الذهب ارتفاع ملحوظ في الأسواق المحلية والعالمية مع بداية تعاملات اليوم الأربعاء، في ظل حالة من الارتباك التي أصابت أسواق المال العالمية عقب القرار المفاجئ للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإقالة ليزا كوك، عضو اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، وهو القرار الذي أعاد الجدل حول استقلالية مجلس الاحتياطي الفيدرالي، وأثار مخاوف المستثمرين من تزايد التدخل السياسي في السياسات النقدية.

ويرى محللون أن تراجع الدولار الأمريكي أمام سلة العملات الرئيسية جاء ليضاعف من مكاسب الذهب، حيث اتجه المستثمرون إلى المعدن النفيس كملاذ آمن يقيهم تقلبات الأسواق، في وقت يشهد الاقتصاد العالمي هشاشة واضحة نتيجة تصاعد الأزمات الجيوسياسية والاقتصادية معًا.

أسعار الذهب في مصر اليوم

سجلت أسعار الذهب ارتفاع جديد في السوق المحلية خلال تعاملات اليوم، حيث بلغ سعر جرام الذهب من عيار 24 نحو 5274.25 جنيها، بينما سجل عيار 21 الأكثر تداولا 4615 جنيها للجرام.

كما ارتفع عيار 18 إلى 3955.75 جنيها، وعيار 14 إلى 3076.75 جنيها.

أما سعر الجنيه الذهب، فقد سجل 36,920 جنيهًا.

ويأتي هذا الارتفاع بعد موجة من التراجع في بداية الأسبوع، حيث فقد الذهب المحلي نحو 10 جنيهات يوم الإثنين الماضي، متأثر بانخفاض الأوقية عالميا بنحو 6 دولارات لتسجل 3365 دولار بعد أن افتتحت التداولات عند 3371 دولار.

الارتباط بين السياسة والاقتصاد

وقال هاني إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، إن قرارات من هذا النوع، مثل إقالة عضو بارز في اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، توضح حجم التداخل بين السياسة والاقتصاد داخل الولايات المتحدة، وتطرح تساؤلات كبيرة حول مدى استقلالية البنوك المركزية في رسم السياسات النقدية.

وأضاف: «هذه الممارسات لا تؤثر فقط على صورة الاقتصاد الأمريكي عالميا، بل تزيد من حالة عدم اليقين، وهو ما يفسر اتجاه المستثمرين بشكل مباشر إلى الذهب كخيار أكثر أمانا، في ظل تقلبات الأوضاع السياسية والاقتصادية الراهنة».

الذهب بين الدعم السياسي والأساسيات الاقتصادية

وأشار إمبابي إلى أن صعود الذهب في الوقت الحالي مدعوم بعاملين أساسيين: التوترات السياسية في واشنطن وتراجع الدولار، إلا أن هذا الدعم يظل مؤقتا.

قائلاً: «استمرار أسعار الذهب عند مستويات مرتفعة يتطلب وجود أساسيات اقتصادية راسخة، مثل سياسات خفض الفائدة أو زيادة الطلب الاستراتيجي من البنوك المركزية العالمية، وليس فقط الاعتماد على قرارات سياسية آنية».

وأوضح أن الذهب دائما ما يعتبر مقياسا لمستويات الثقة في الاقتصاد العالمي، وعندما تتراجع هذه الثقة بفعل الأحداث المفاجئة، يتدفق المستثمرون سريعا لشراء المعدن النفيس، ما يؤدي إلى ارتفاع أسعاره في الأسواق.

توقعات المرحلة المقبلة

ويرى خبراء اقتصاديون أن الذهب قد يظل متماسك عند مستوياته الحالية على المدى القصير، خاصة إذا استمرت التوترات السياسية في الولايات المتحدة أو تصاعدت حدة الخلافات بين الإدارة الأمريكية ومجلس الاحتياطي الفيدرالي.

لكن في المقابل، يشير آخرون إلى أن الأسواق العالمية لا يمكنها الاعتماد فقط على أحداث سياسية عابرة لدعم الذهب، حيث تظل السياسات النقدية مثل خفض أسعار الفائدة، وتوجهات البنوك المركزية في شراء المعدن الأصفر، عوامل أكثر تأثير واستدامة في تحديد مساره على المدى الطويل.

المستهلك المصري بين القلق والترقب

على الصعيد المحلي، لا يزال المستهلك المصري يتعامل مع حالة من التذبذب المستمرة في أسعار الذهب، خاصة في ظل ارتباط السوق المحلية بالأسواق العالمية بشكل مباشر.

فبينما يعتبر البعض ارتفاع الأسعار فرصة جيدة للادخار والاستثمار، يتخوف آخرون من استمرار الصعود، ما يضعف قدرتهم على الشراء.

ويؤكد تجار الذهب أن الإقبال على الشراء في مصر لا يزال محدود مقارنة بفترات الاستقرار، إذ ينتظر الكثير من المستهلكين هدوء الأسعار قبل اتخاذ قرارات الشراء سواء بغرض الزينة أو الاستثمار.

الذهب يظل الملاذ الآمن

في النهاية، ورغم كل التحديات والتقلبات، يظل الذهب هو الملاذ الآمن الأول للمستثمرين في أوقات الأزمات.

وبينما تعكس الأسواق حالة من الحذر والترقب، تبقى أعين المتعاملين معلقة على كل قرار سياسي أو اقتصادي عالمي، إذ إن أي تغير في المشهد قد يقلب موازين الأسعار في لحظة.

وبينما يواصل الدولار تراجعه وسط اضطرابات السياسة الأمريكية، قد يجد الذهب نفسه في موقع قوة مؤقتة، لكنه لا يزال بحاجة إلى دعم اقتصادي حقيقي ليستمر في الحفاظ على هذه المكاسب.

اقتصاد