الوطنية للإعلام تنفي تشكيل لجنة دراما جديدة وتعلن إجراءات رادعة بحق مسؤولين

الثلاثاء 26/أغسطس/2025 - 06:59 م

في بيان رسمي حاسم، نفت الهيئة الوطنية للإعلام ما تداولته بعض منصات التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية بشأن تشكيل لجنة دراما جديدة تضم أسماء بعينها، من بينها الكاتب حسام عقل وآخرين.

وأكدت الهيئة أن ما يروج لا أساس له من الصحة، مشددة على أنها ستتخذ إجراءات صارمة تجاه أي مسؤول يثبت تورطه في مخالفات أو تجاوزات لا تتماشى مع القواعد المنظمة للعمل الإعلامي ومقتضيات المصلحة العليا للدولة.

هذا البيان جاء ليضع حدا لحالة الجدل التي أثارتها أنباء مغلوطة خلال الأيام الأخيرة، في وقت تعمل فيه الدولة على إعادة هيكلة الإعلام الرسمي وإعادة إحياء دور ماسبيرو كمنصة رئيسية تعكس هوية وقوة مصر الناعمة.

إحالة مسؤولين للتحقيق

أوضحت الهيئة الوطنية للإعلام أنها قررت إحالة بعض المسؤولين في الإذاعة ولجنة الدراما إلى التحقيق، وذلك بعد رصد مؤشرات على وجود اجتماعات غير مصرح بها أو بيانات لم تتم مراجعتها وفق القواعد المعمول بها داخل الهيئة.

ولفت البيان إلى أن الهدف من التحقيق هو الوقوف على مدى صحة هذه المخالفات واتخاذ قرارات رادعة بحق من يثبت تقصيره أو تجاوزه.

وأكدت الهيئة أن الانضباط المؤسسي والالتزام بالقواعد الداخلية يمثلان ركيزة أساسية في مسيرة الإصلاح التي تشهدها، مشددة على أنها لن تتهاون مع أي محاولة للخروج عن الأطر الرسمية أو استغلال منصات العمل لأغراض شخصية أو خارج توجهات الدولة.

بحث ترشيحات لمقرر جديد للجنة الدراما

من جانب آخر، كشفت الوطنية للإعلام أنها بصدد إعادة تشكيل لجنة الدراما خلال الشهر المقبل، مشيرة إلى أنها تبحث حاليا عدد من الترشيحات لاختيار مقرر جديد للجنة.

ووفقا للبيان، فإن التشكيل الجديد سوف يتضمن شخصيات بارزة من الوسط الثقافي والإعلامي، إلى جانب رموز وطنية ذات تأثير في الرأي العام، بما يعزز من دور اللجنة في تقييم ودعم الإنتاج الدرامي بشكل يواكب تطلعات الدولة والمجتمع.

ويأتي هذا التوجه في إطار رؤية أوسع لتطوير المحتوى الدرامي المقدم عبر الإذاعة والتليفزيون، وضمان توافقه مع قيم المجتمع المصري وتعزيز الرسائل الإيجابية، وهو ما يتماشى مع الاستراتيجية العامة للدولة في دعم القوة الناعمة المصرية واستثمارها كأداة فاعلة للتأثير محلياً وإقليمياً.

مواجهة محاولات استهداف ماسبيرو

البيان لم يقتصر على نفي الأخبار المتداولة أو الإعلان عن إجراءات محاسبة داخلية، بل تضمن أيضا لهجة قوية في مواجهة ما وصفته الهيئة بمحاولات «استهداف ماسبيرو».

فقد استنكرت الوطنية للإعلام ما أسمته «افتعال معارك وهمية» تهدف للنيل من الإصلاحات الجارية داخل المبنى العريق، مؤكدة أن هذه المحاولات تأتي ضمن سياق أوسع يسعى لتعطيل خطط التطوير وتعكير الأجواء حول الإعلام الرسمي.

وشددت الهيئة على أن مسيرة الإصلاح في ماسبيرو مستمرة ولن تتوقف أمام الشائعات أو محاولات التشكيك، داعية جميع العاملين في المنظومة الإعلامية إلى التكاتف والالتزام بالمعايير المهنية، حفاظاً على المصداقية والرسالة الوطنية التي يمثلها المبنى العريق.

رؤية الدولة لإحياء الإعلام الوطني

إعادة تشكيل لجنة الدراما وما يرافقها من إصلاحات تنظيمية تأتي في إطار رؤية شاملة تتبناها الدولة لإحياء الإعلام الوطني وتعزيز حضوره.

فخلال السنوات الماضية، وضعت الحكومة خطة لتطوير المحتوى الإعلامي والدرامي، وإعادة تنظيم البنية الإدارية لماسبيرو، بما يضمن قدرته على المنافسة في ظل التغيرات المتسارعة في عالم الإعلام الرقمي والفضائي.

ويعد ماسبيرو أحد أهم الرموز الإعلامية في المنطقة العربية، حيث لعب دورا محوري في تشكيل وعي أجيال متعاقبة منذ ستينيات القرن الماضي.

ورغم التحديات التي واجهها في السنوات الأخيرة، لا تزال الدولة ترى فيه ركيزة أساسية للقوة الناعمة المصرية، وتسعى جاهدة لإعادة دوره المحوري في صناعة الإعلام والثقافة.

دعوة لعدم الانسياق وراء الشائعات

وشددت الهيئة الوطنية للإعلام على ضرورة عدم الانسياق وراء الأخبار غير الموثوقة التي يتم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، داعية الجمهور ووسائل الإعلام المختلفة إلى تحري الدقة والاعتماد على البيانات الرسمية الصادرة عنها كمصدر أساسي للمعلومات.