الأربعاء 17 سبتمبر 2025 الموافق 25 ربيع الأول 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

في ذكرى ميلادها.. «نادية السبع» وجه مألوف وأدوار خالدة

الفنانة نادية السبع
الفنانة نادية السبع

تحل اليوم الأربعاء 17 سبتمبر، ذكرى ميلاد الفنانة الراحلة «نادية السبع»، التي غادرت دنيانا في الرابع والعشرين من يوليو عام 1992، لكنها تركت خلفها رصيدًا فنيًا غنيًا ومتنوعًا تجاوز الثمانية والثمانين عملًا، تنوعت بين المسرح والسينما والدراما والإذاعة. 

وعلى الرغم من أنها لم تحظ بأدوار البطولة المطلقة، إلا أن ملامحها وصوتها وأداؤها المميز ظل حاضرًا في ذاكرة الجمهور حتى يومنا هذا.

«البدايات».. من الصحافة إلى التمثيل

وُلدت نادية السبع بمحافظة القاهرة، واتجهت منذ سنواتها الأولى إلى حب الفن والقراءة. وبعد أن التحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية وتخرجت فيه، بدأت مسيرتها العملية بعيدًا عن التمثيل حيث عملت بالصحافة لفترة طويلة.

 تلك المرحلة من حياتها ساعدتها على صقل شخصيتها ومنحها ثقافة واسعة انعكست فيما بعد على أدائها الفني.

ومع الوقت، انتقلت إلى مجال الإذاعة والتليفزيون، وهناك وجدت الفرصة لإبراز موهبتها من خلال الأعمال الإذاعية.

 كان أول أعمالها «من أجل ولدي» و«ابن مين»، حيث تمكنت من أن تلفت الأنظار بصوتها الرخيم وأدائها البسيط.

«المسرح».. محطة بارزة في مشوارها

لم يكن المسرح غريبًا عن نادية السبع، إذ قدمت عبره عددًا من الأعمال المهمة، من أبرزها «صنع حريم» و«ست البنات».

 وعلى الرغم من أن الأدوار التي جسدتها لم تكن أدوار البطولة، إلا أنها كانت تملك حضورًا قويًا على الخشبة، جعلها محط أنظار النقاد والجمهور.

ويشير مؤرخون فنيون إلى أن نادية السبع كانت مثالًا للفنانة التي تؤدي دورها بتفانٍ، دون النظر إلى حجم المساحة التي تشغلها، وهو ما جعلها ركيزة مهمة في أي عمل تشارك فيه.

«أدوار ثانوية.. لكنها لا تنسى»

دخلت نادية السبع مجال الدراما التلفزيونية، وكان لها حضور واضح في عدد من المسلسلات التي لاقت نجاحًا جماهيريًا، منها «رجال فوق الصخور»، «وحش البراري»، «جراح عميقة»، و«القاهرة والناس».

وعلى الرغم من اقتصار أدوارها على الشخصيات الثانوية، إلا أن أداءها المتمكن جعلها واحدة من الوجوه التي لا تُمحى من ذاكرة المشاهدين. 

فقد كانت قادرة على إعطاء الشخصية عمقًا خاصًا، حتى وإن ظهرت في مشاهد معدودة.

«السينما».. بصمة مميزة في أعمال خالدة

لم تقتصر مسيرة نادية السبع على الدراما أو المسرح، بل امتدت لتشمل السينما المصرية أيضًا.

 فقد شاركت في عدد كبير من الأفلام التي لا تزال حاضرة في وجدان الجمهور، من بينها «حادثة شرف»، «درب المهابيل»، «كيلو 99»، «خالي شغل»، «المهرج الكبير»، «أنا بنت مين»، «لحن الخلود»، و«آدم وحواء».

وفي كل فيلم من هذه الأعمال، تركت نادية بصمة خاصة، جعلت حضورها مختلفًا عن غيرها من الممثلين، رغم أن أدوارها لم تصل إلى البطولة.

فقدمت نموذجًا للفنانة التي تؤمن بأن «الأدوار الصغيرة ليست صغيرة إذا أُديت بصدق».

«آخر ظهور» على الشاشة

كان آخر أعمال الفنانة نادية السبع مشاركتها في مسلسل «الوقف»، الذي ضم كوكبة من النجوم مثل «عبد المنعم مدبولي»، «شريف منير»، «علي الحجار»، «حسن حسني»، «المنتصر بالله»، و«حنان شوقي». المسلسل كان من تأليف «فتحي رضوان» وإخراج «صالح شريف».

وقد جسدت نادية السبع في هذا العمل أحد أدوارها الأخيرة التي عكست نضجها الفني، وأكدت أنها كانت قادرة على الاستمرار وتقديم المزيد لولا رحيلها المبكر.

«رحيل مبكر.. وإرث باقٍ»

رحلت نادية السبع عن عالمنا يوم 24 يوليو 1992، تاركة وراءها تاريخًا فنيًا كبيرًا، رغم أنها لم تكن من نجمات الصف الأول.

 غير أن الوجوه المألوفة التي أحبها الجمهور تبقى أحيانًا أكثر رسوخًا من النجوم الكبار، إذ يظل المشاهد يتذكر ملامحهم في تفاصيل الأعمال التي شاهدها على مدى سنوات.

ويرى النقاد أن ما يميز نادية السبع هو إيمانها الحقيقي بقيمة الفن ورسالة التمثيل، بعيدًا عن الأضواء أو السعي وراء النجومية.

 فقد جسدت نموذج «الفنانة المخلصة» التي وضعت بصمتها في كل عمل شاركت فيه، لتصبح جزءًا من ذاكرة الفن المصري.

«في ذكرى ميلادها»

اليوم، وبعد أكثر من ثلاثة عقود على رحيلها، لا يزال اسم نادية السبع حاضرًا في قلوب محبي الدراما والمسرح.

 فذكراها تجدد الاعتراف بموهبتها، وتعيد تسليط الضوء على فنانة قدمت للفن الكثير، وظلت راضية بما قسمه الله لها من أدوار ومساحات، مؤكدة أن قيمة الفنان لا تُقاس بحجم الدور، وإنما بصدق الأداء.

تم نسخ الرابط