الثلاثاء 23 سبتمبر 2025 الموافق 01 ربيع الثاني 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

دار الإفتاء.. السيد البدوي شخصية عظيمة ومحبوبة لدى العلماء

السيد البدوي
السيد البدوي

تزامنًا مع اقتراب موعد مولد السيد أحمد البدوي، تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالًا حول مدى صحة ما يُقال عن مكانته العظيمة ومهابته لدى الأمراء والعلماء، فأصدرت الدار بيانًا رسميًا يؤكد تلك الحقيقة التاريخية. 

وأوضحت دار الإفتاء أن السيد البدوي لم يكن مجرد شخصية دينية، بل كان رمزًا للقبول والمكانة الرفيعة التي حظي بها في قلوب المصريين، من الحاكم إلى المحكوم، ومن العالم إلى العامي.

 السيد البدوي.. عارف وإمام وفقيه

أكدت دار الإفتاء في فتواها أن السيد أحمد البدوي، رضي الله عنه، لم يكن شخصية عادية، بل كان عارفًا إمامًا ومقرئًا فقيهًا من كبار علماء الأمة. 

ويُشير هذا الوصف إلى مكانته العلمية والدينية الرفيعة التي جمعت بين المعرفة الشرعية والروحانية العالية. 

وتوضح الفتوى أنه من الأولياء الذين كتب الله لهم القبول في الأرض عند العامة والخاصة على حد سواء.

لم تقتصر عظمة السيد البدوي على علمه وفقهه، بل امتدت إلى هيبته ووقاره الذي كان يملأ القلوب، فقد كان معظمًا لدى العلماء، ومحبوبًا لدى الأمراء، ومهابًا عند الحكام، وهو ما يُعتبر شهادة على قوة تأثيره الروحي والأخلاقي.

 وتقول دار الإفتاء إنه كان معتقد الولاية في الحياة وبعد الممات، وهو ما يفسر سبب استمرار حبه وتعظيمه عبر الأجيال.

هيبة ومحبة بين الحكام والعوام.. شهادات تاريخية تؤكد مكانته

ولإثبات هذه المكانة بالدليل التاريخي، استشهدت دار الإفتاء بشهادات من كبار المؤرخين والأئمة.

 فقد نقلت عن الإمام الشعراني في «الطبقات الوسطى» ما يؤكد مكانته عند المماليك، حيث قال إن الملك الظاهر بيبرس «ت: 676هـ»، الذي كان يُعرف بقوته وبأسه، خرج هو وعسكره لاستقبال السيد البدوي عند دخوله مصر، وأكرمه «غاية الإكرام» وأنزله في دار الضيافة الملكية.

ولم يتوقف تقدير بيبرس عند هذا الحد، بل كان يسافر لزيارته في طنطا، ما يدل على عمق اعتقاده في مكانته الروحية. 

وهذا السلوك من حاكم قوي مثل بيبرس يُظهر أن هيبة السيد البدوي لم تكن مجرد احترام سطحي، بل كانت اعتقادًا عظيمًا نابعًا من مكانة روحية حقيقية.

كما استشهدت الدار بقول العلامة المؤرخ علي باشا مبارك «ت: 1311هـ» في كتابه «الخطط التوفيقية»، الذي أكد أن السيد البدوي كان «معظمًا مُعتقَد عند الناس محبوبًا فيهم، مشهورًا في الآفاق، تعلوه هيبة ووقار». 

وأضاف أن السلطان الأشرف سيف الدين قايتباي «ت: 901هـ»، وهو أحد أبرز سلاطين المماليك، كان يزور ضريح السيد أحمد البدوي، وهذا ما يؤكد أن مكانته لم تكن مرتبطة بفترة زمنية محددة أو بحاكم واحد، بل كانت مستمرة ومعترفًا بها عبر العصور.

القبول في الحياة وبعد الممات.. أسباب استمرار محبته

توضح الفتوى أن سر القبول الذي حظي به السيد البدوي يكمن في إخلاصه وورعه، وهو ما جعله محبوبًا من جميع فئات المجتمع، من العلماء الذين قدروا علمه إلى الأمراء الذين احترموا هيبته، وصولًا إلى عامة الناس الذين وجدوا فيه ملاذًا روحيًا.

وتستمر هذه المحبة حتى اليوم، وهو ما يتجلى في الإقبال الكبير على زيارة ضريحه في طنطا، واحتفال الملايين من المصريين بمولده كل عام.

ويأتي بيان دار الإفتاء ليُعطي تأكيدًا رسميًا وتوثيقًا دينيًا لهذه الحقيقة التاريخية والاجتماعية الراسخة في قلوب المصريين، ويُعزز من مكانة هذه الشخصية التي تُعتبر جزءًا لا يتجزأ من التراث الروحي والثقافي لمصر.

في الختام، تؤكد دار الإفتاء أن السيد أحمد البدوي ليس مجرد شخصية تاريخية، بل هو رمزٌ للولاية والقبول، وهو ما يُفسر سبب استمرار محبته وتقديره إلى يومنا هذا. 

وتعتبر الفتوى بمثابة شهادة قاطعة على أن مكانته لم تكن مجرد اعتقاد شعبي، بل كانت حقيقة معترفًا بها من قبل كبار العلماء والحكام على مر العصور.

تم نسخ الرابط