«سناب شات» تفرض رسوما على التخزين وتثير الجدل
سناب شات أعلنت خلال الأيام الماضية عن بدء تطبيق سياسة جديدة تفرض بموجبها رسوما على خدمة تخزين الصور والفيديوهات داخل التطبيق وهو ما أثار جدلا واسعا بين المستخدمين حول العالم حيث اعتبر البعض أن «سناب شات» تتجه لتحويل مزاياها المجانية إلى خدمات مدفوعة مما قد يغير شكل التجربة التي اعتاد عليها الملايين منذ سنوات.
تفاصيل القرار الجديد
قرار «سناب شات» يقضي بفرض رسوم محددة على مساحة التخزين الإضافية التي يستخدمها الأفراد للاحتفاظ بمحتواهم داخل التطبيق حيث اعتاد المستخدمون سابقا على تخزين الصور والفيديوهات ضمن خدمة الذكريات بشكل مجاني، إلا أن الشركة رأت أن زيادة الضغط على الخوادم وارتفاع تكلفة التخزين يتطلب إعادة النظر في النظام السابق، وبالتالي أصبح على المستخدمين الراغبين في مساحة أكبر أن يدفعوا رسوما شهرية أو سنوية مقابل ذلك.
ردود فعل المستخدمين
إعلان «سناب شات» عن الرسوم الجديدة قوبل بغضب واضح من شريحة كبيرة من المستخدمين الذين عبروا على وسائل التواصل الاجتماعي عن استيائهم من الفكرة، حيث اعتبروا أن التطبيق الذي اشتهر ببساطته وسهولة استخدامه بات يسير على خطى التطبيقات الأخرى التي تعتمد على الاشتراكات المدفوعة، وقال البعض إن هذه الخطوة قد تدفعهم للتخلي عن التطبيق نهائيا أو البحث عن بدائل مجانية.
دوافع الشركة لفرض الرسوم
بحسب خبراء التقنية فإن «سناب شات» اضطرت لاتخاذ هذا القرار نتيجة الزيادة الكبيرة في عدد المستخدمين وحجم البيانات المخزنة يوميا، حيث يتم رفع ملايين الصور ومقاطع الفيديو بشكل لحظي مما يشكل ضغطا هائلا على الخوادم والبنية التحتية، إضافة إلى أن الشركة تسعى لتحقيق المزيد من الإيرادات لتعزيز وضعها المالي في ظل المنافسة الشرسة مع منصات مثل تيك توك وإنستجرام، وبالتالي فإن فرض الرسوم على التخزين قد يكون خطوة لتعويض التكاليف وتشجيع المستخدمين على إدارة محتواهم بشكل أفضل.
تأثير القرار على شعبية سناب شات
يتخوف الكثير من المحللين من أن تؤثر سياسة «سناب شات» الجديدة على شعبيتها خاصة بين فئة الشباب التي تمثل القاعدة الأكبر لمستخدمي التطبيق، حيث يرى البعض أن جيل الشباب يفضل التطبيقات التي توفر خدمات مجانية وسريعة دون قيود، وبالتالي فإن فرض رسوم قد يدفعهم للانتقال إلى تطبيقات أخرى توفر نفس المزايا، في حين يرى آخرون أن ولاء المستخدمين لـ «سناب شات» ربما يساعده على تجاوز الأزمة خاصة إذا تم تقديم باقات تخزين بأسعار مناسبة.
بدائل متاحة أمام المستخدمين
في ظل هذه التغيرات بدأ كثير من مستخدمي «سناب شات» في البحث عن بدائل مجانية لتخزين صورهم ومقاطعهم مثل خدمات جوجل فوتوز أو آي كلاود أو حتى حفظ الملفات مباشرة على ذاكرة الهاتف، ومع ذلك يظل لتجربة «سناب شات» طابع خاص لأنها تتيح توثيق اللحظات ومشاركتها بشكل لحظي مع الأصدقاء وهو ما يجعل البعض يقبلون على دفع الرسوم للحفاظ على ذكرياتهم داخل التطبيق.
مستقبل التطبيق بعد فرض الرسوم
يرى محللون أن «سناب شات» ستحتاج إلى التعامل بحذر مع ردود فعل المستخدمين حيث إن استمرار الجدل والغضب قد يؤثر سلبا على معدل النمو والاستخدام، ولذلك من المتوقع أن تقدم الشركة مزيدا من التوضيحات وربما عروض ترويجية أو مساحات مجانية محدودة لطمأنة الجمهور، كما أن نجاح هذه الخطوة قد يفتح الباب أمام تطوير خدمات أخرى مدفوعة تعزز من تجربة المستخدم وتزيد من أرباح الشركة في المستقبل.
هل تتراجع سناب شات عن القرار؟
رغم أن «سناب شات» لم تعلن عن نيتها التراجع عن القرار إلا أن ضغوط المستخدمين قد تدفعها لإعادة النظر خاصة إذا ظهرت أرقام تشير إلى انخفاض كبير في معدلات الاستخدام، فشركات التقنية الكبرى غالبا ما تختبر ردود فعل السوق قبل تثبيت القرارات النهائية، ومع ذلك يرى البعض أن الاتجاه العالمي يتجه نحو تحويل العديد من الخدمات المجانية إلى اشتراكات مدفوعة، وبالتالي فإن «سناب شات» ربما تتمسك بخطتها مع بعض التعديلات.
قرار «سناب شات» بفرض رسوم على التخزين يمثل نقطة تحول في مسار التطبيق الذي اعتاد تقديم خدمات مجانية لمستخدميه، وبين من يرى أن الخطوة ضرورية لمواجهة التكاليف ومن يرفض دفع مقابل لخدمة اعتاد عليها مجانا يظل مستقبل القرار مرهونا بمدى استجابة الجمهور، وفي جميع الأحوال فإن «سناب شات» سيبقى تحت الأضواء خلال الفترة المقبلة حتى تتضح آثار هذه السياسة الجديدة.
