الأحد 05 أكتوبر 2025 الموافق 13 ربيع الثاني 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

احذر «الإنتان».. مرض صامت يهدد الحياة ومضاعفاته خطيرة

الإنتان
الإنتان

يُعد «الإنتان» من أخطر الحالات الطبية التي يمكن أن تصيب الإنسان، إذ يتسبب هذا المرض في اضطراب واسع داخل أجهزة الجسم ويؤدي إلى فشل الأعضاء الحيوية إذا لم يتم التعامل معه بسرعة ودقة، ويُعرف «الإنتان» بأنه استجابة مفرطة من جهاز المناعة تجاه عدوى ما، مما يؤدي إلى تلف الأنسجة وأحيانًا إلى الوفاة، ويُطلق عليه بعض الأطباء اسم «القاتل الصامت» لأنه يتطور داخل الجسم دون أن يظهر بشكل واضح في بدايته.

ما هو الإنتان وكيف يبدأ في الجسم

يحدث «الإنتان» عندما تدخل البكتيريا أو الفيروسات أو الفطريات إلى مجرى الدم مسببة رد فعل مناعي مفرط، هذا التفاعل يؤدي إلى إفراز مواد كيميائية تسبب التهابًا عامًا في أنحاء الجسم، في الحالات الطبيعية تكون هذه الاستجابة دفاعًا طبيعيًا ضد العدوى، ولكن في حالة «الإنتان» يفقد الجسم السيطرة على الالتهاب مما يؤدي إلى تلف الأنسجة السليمة وفشل أعضاء مهمة مثل الكلى أو الكبد أو القلب، وغالبًا ما يبدأ «الإنتان» بعد إصابة بسيطة مثل التهاب رئوي أو جرح ملوث لكنه قد يتطور بسرعة مذهلة.

أعراض الإنتان التي يجب الانتباه إليها

تتنوع أعراض «الإنتان» بحسب شدته وحالة المريض، لكن من العلامات المميزة الشعور بارتفاع شديد في درجة الحرارة أو انخفاضها بشكل غير طبيعي، تسارع ضربات القلب، سرعة التنفس، الشعور بارتباك أو اضطراب في الوعي، برودة الأطراف أو تحول لون الجلد إلى شاحب أو أزرق، كما قد يشعر المريض بآلام حادة في العضلات أو انخفاض في كمية البول، هذه الأعراض تستوجب التوجه فورًا إلى المستشفى لأن التأخر في علاج «الإنتان» يزيد من احتمالية الوفاة بشكل كبير.

الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالإنتان

هناك فئات من الناس أكثر عرضة للإصابة بـ«الإنتان» بسبب ضعف جهازهم المناعي أو حالتهم الصحية العامة، من أبرزهم كبار السن ومرضى السكري والأشخاص الذين يعانون من أمراض الكبد أو الكلى المزمنة، وكذلك الأطفال حديثو الولادة الذين لم يكتمل لديهم الجهاز المناعي، كما أن المرضى في وحدات العناية المركزة أو من خضعوا لجراحات كبرى معرضون أكثر من غيرهم، أيضًا مرضى السرطان الذين يتلقون العلاج الكيميائي معرضون لخطر «الإنتان» لأن مناعتهم تكون ضعيفة جدًا.

أسباب الإنتان الأكثر شيوعًا

تتعدد أسباب «الإنتان» لكن أكثرها شيوعًا الالتهابات البكتيرية التي تصيب الرئتين أو المسالك البولية أو الجلد، كما قد يتسبب التهاب البطن أو اللثة أو الجروح الملوثة في حدوثه، وفي بعض الأحيان تكون العدوى فيروسية مثل الإنفلونزا أو كوفيد-19 وتتحول إلى «إنتان» إذا لم تُعالج بسرعة، وتكمن خطورته في أن المريض قد لا يشعر بخطورته إلا بعد فوات الأوان، حيث يبدأ الجسم بالانهيار تدريجيًا دون أن يكون هناك وقت كافٍ للتدخل الطبي.

كيف يتم تشخيص الإنتان

يعتمد تشخيص «الإنتان» على فحص سريري دقيق وتحاليل دم متخصصة للكشف عن وجود عدوى أو مؤشرات التهابية مرتفعة، كما يتم تقييم أداء الأعضاء الحيوية مثل الكبد والكلى والقلب لمعرفة مدى تأثير العدوى عليها، وغالبًا ما يستخدم الأطباء تحاليل للدم والبول وأشعة مقطعية أو سونار لتحديد مصدر العدوى، ويُعتبر التشخيص المبكر هو العامل الأهم في إنقاذ حياة المريض لأن كل ساعة تأخير في العلاج قد تزيد من خطر الوفاة.

علاج الإنتان وأهمية التدخل السريع

يُعتبر علاج «الإنتان» سباقًا مع الزمن، حيث يبدأ فور الاشتباه به بإعطاء المريض مضادات حيوية واسعة المدى عبر الوريد قبل حتى ظهور نتائج التحاليل، كما يتم تزويد المريض بالسوائل لتعويض فقدان الدم وتحسين ضغطه، وفي الحالات الشديدة يُنقل المريض إلى العناية المركزة لمراقبة علاماته الحيوية، وقد يحتاج بعض المرضى إلى أجهزة تنفس صناعي أو أدوية لرفع ضغط الدم أو غسيل كلوي مؤقت، وكلما تم علاج «الإنتان» في وقت مبكر كانت فرص النجاة أكبر بكثير.

الوقاية من الإنتان تبدأ من النظافة

الوقاية من «الإنتان» لا تقل أهمية عن علاجه، فالحرص على النظافة الشخصية وغسل اليدين بانتظام وتطهير الجروح الصغيرة وعدم إهمال أي التهاب يمكن أن يحمي الجسم من الدخول في مرحلة «الإنتان»، كما يجب الالتزام بتطعيمات الأطفال وكبار السن وخاصة لقاح الإنفلونزا والالتهاب الرئوي، لأن هذه اللقاحات تقلل من فرص العدوى التي قد تؤدي إلى «الإنتان»، بالإضافة إلى ضرورة تجنب الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية لأنها تضعف المناعة وتزيد من مقاومة البكتيريا.

الإنتان.. الوعي طريق النجاة

إن «الإنتان» ليس مجرد التهاب بسيط، بل هو حالة طبية طارئة تستوجب وعيًا مجتمعيًا واسعًا، فالكثير من حالات الوفاة الناتجة عن «الإنتان» يمكن تجنبها إذا تم التعرف على أعراضه مبكرًا وتم التوجه فورًا إلى المستشفى، لذلك يجب توعية الناس بخطورته وبأن ارتفاع الحرارة الشديد أو تسارع النبض أو الارتباك المفاجئ ليست أمورًا عادية، بل مؤشرات على احتمال وجود «الإنتان»، ومع تطور الطب اليوم أصبحت هناك بروتوكولات علاجية فعالة تقلل من نسب الوفيات، ولكن تبقى الوقاية والوعي حجر الأساس لحماية الأرواح.

يبقى «الإنتان» من الأمراض الخطيرة التي تتطلب اهتمامًا فوريًا، فهو قد يبدأ بعدوى بسيطة وينتهي بمضاعفات مميتة إن لم يُكتشف مبكرًا، إن الفهم الصحيح لطبيعة «الإنتان» وطرق الوقاية منه والتعامل معه كطارئ طبي يمكن أن ينقذ آلاف الأرواح سنويًا، لذلك على الجميع أن يتذكر أن «الإنتان» لا يفرق بين صغير وكبير وأن أسرع رد فعل تجاه الأعراض هو السبيل الوحيد للنجاة.

تم نسخ الرابط