الجمعة 21 نوفمبر 2025 الموافق 30 جمادى الأولى 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

هل تصح الجمعة لمن أدرك التشهد؟.. الإفتاء توضح

الصلاة
الصلاة

أجابت دار الإفتاء المصرية على استفسار شرعي مهم يكثر حوله التساؤل بين المصلين، وهو حكم صلاة الجمعة لمن أدرك الإمام في مرحلة متأخرة جداً، كالتشهد. 

جاء السؤال حول رجلٍ أدرك من صلاة الجمعة السجدتين الأخيرتين والتشهد مع الإمام، فلما سلَّم الإمام، أتمَّ صلاتَه ركعتين، فهل ما فعله صحيحٌ ومجزئٌ له عن صلاة الجمعة شرعاً؟

أكدت الدار في إجابتها أن «التبكير إلى الجمعة فضله عظيم»، مشيرة إلى أن من لم يدرك الجمعة أصلاً وجب عليه أن يصليها ظهراً أربع ركعاتٍ باتفاق الفقهاء، إلا أن الخلاف يكمن في تحديد أقل قدر يتحقق به إدراك الجمعة فعلياً.

مذاهب الفقهاء في إدراك الجمعة

أوضحت دار الإفتاء أن الفقهاء اختلفوا في تحديد أقل قدر يمكن للمصلي إدراكه مع الإمام ليُعتبر مدركاً لصلاة الجمعة:

رأي الجمهور (إدراك ركعة)

ذهبت جماهير الفقهاء من المالكية، والشافعية، والحنابلة، إلى أنه لا يكون مدركاً للجمعة إلا بإدراك «ركعة منها» على الأقل (أي إدراك الإمام قبل الرفع من ركوع الركعة الثانية).

يُعد هذا هو قول بعض الصحابة، كـ ابن مسعود، وابن عمر، وأنس رضوان الله عليهم، وقول بعض التابعين، كسعيد بن المسيِّب، والحسن، وعلماء آخرين.

رأي الحنفية (إدراك أي جزء)

ذهب الإمام أبو حنيفة وأبو يوسف (من الحنفية) إلى أن إدراك الجمعة يتحقق بإدراك «أدنى جزء منها مع الإمام»، كالتشهد أو حتى سجود السهو.

فتوى الإفتاء: الجواز مع الأفضلية للاحتياط

بناءً على هذا الاختلاف الفقهي، أصدرت دار الإفتاء حكمها بشأن حالة الرجل المستفسر:

الحكم بالجواز: أكدت الدار أن إتمام الرجلِ المذكور للجمعة ركعتين، مع كونه لم يُدرك مع الإمام فيها سوى السجدتين والتشهد، هو حكم «موافق لمذهبِ الحنفيَّةِ»، وبالتالي فإن صلاته على هذا النحو صحيحةٌ شرعًا وتجزئه عن صلاة الجمعة.

التوصية بالاحتياط: بالرغم من الجواز، أكدت دار الإفتاء على أن «الأَولَى للمصلِّي» في مثل هذه الحالة أن يُتمَّ الصلاةَ أربعَ ركعاتٍ ظهراً.

 وهذا التوجيه يأتي «خروجًا مِن خلاف جمهور الفقهاءِ، واحتياطًا في العبادة»، لضمان صحة الصلاة والابتعاد عن مواطن الشبهة.

توضيح مذهب الإمام محمد بن الحسن الشيباني

استعرضت الإفتاء أيضاً رأي الإمام محمد بن الحسن الشَّيْبَانِي، وهو رواية تتفق مع رأي الجمهور:

إدراك الركوع: نقلت الدار عن الإمام بدر الدين العيني الحنفي في «البناية» ما يفيد أن محمد بن الحسن الشيباني يرى أنه إن أدرك مع الإمام أكثر الركعة الثانية (أي أدرك الركوع)، فإنه «بنى عليها الجمعة» (ويصلي ركعتين).

الإدراك بعد الركوع: أما إن أدرك أقلَّها (أي أدرك بعد ركوع الركعة الثانية)، فإنه «بنى عليها الظهر» (ويصلي أربع ركعات).

ويوضح هذا التباين داخل المذهب الحنفي نفسه مدى عمق الخلاف الفقهي في هذه المسألة، حيث تظل فتوى دار الإفتاء المصرية مرجحة لرأي الحنفية مع التوصية بالاحتياط، تحقيقاً لليسر في العبادة وضماناً لتمامها.

أصل الخلاف: متى تبدأ الجمعة؟

يعود أصل الخلاف الفقهي في مسألة إدراك الجمعة إلى تباين النظرة حول متى يبدأ اعتبار صلاة الجمعة.

 فمذهب الجمهور يستند إلى قاعدة «من أدرك ركعة فقد أدرك الصلاة»، وهي قاعدة عامة في صلاة الجماعة، ويرون أن الركعة هي التي تشكل جوهر الصلاة.

 أما مذهب الحنفية، فقد اعتمد على أن مجرد المشاركة في الاقتداء بالإمام في أي جزء من الصلاة يعتبر إدراكاً لـ«شرف الوقت والجماعة»، وبالتالي يجوز للمصلي البناء على ما أدركه وإتمامها ركعتين.

يُعد هذا التيسير في المذهب الحنفي مناسباً للظروف التي قد يتعرض لها المصلي للتأخير القهري، وتُذكر الإفتاء بتجنب المداومة على التأخر عن الجمعة، فالتبكير هو الأفضل لنيل الأجر العظيم.

تم نسخ الرابط