تحذير أمريكي لإسرائيل بشأن الأوضاع الإنسانية في غزة

حثا وزيري الخارجية والدفاع الأمريكيين، أنتوني بلينكن ولويد أوستن، الحكومة الإسرائيلية على اتخاذ خطوات ملموسة خلال 30 يومًا لتحسين الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة.

ويأتي هذا التحذير في إطار الجهود الأمريكية لتجنب عواقب قانونية محتملة قد تؤثر على تقديم المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل. 

وأوضح بلينكن وأوستن في رسالتهما أن الوضع الإنساني في غزة، الذي يضم أكثر من مليوني مدني، يتدهور بشكل متزايد، مما يتطلب استجابة عاجلة. 

وأشارا إلى أن أوامر الإخلاء القسري أجبرت نحو 1.7 مليون شخص على النزوح إلى منطقة ساحلية ضيقة، مما يزيد من معاناة المدنيين في ظل الظروف الصعبة.

تصاعد الأزمة الإنسانية في غزة

في السياق ذاته، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم الاثنين، أن عدد الشهداء في قطاع غزة قد ارتفع إلى 42,289، مع تسجيل أغلبهم من الأطفال والنساء، وذلك منذ بداية العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023.

كما أفادت الوزارة بأن حصيلة الإصابات قد تجاوزت 98,684، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض، مما يسلط الضوء على الكارثة الإنسانية التي يعاني منها القطاع. 

وفي الساعات الـ24 الماضية، أكدت الوزارة ارتكاب قوات الاحتلال أربع مجازر بحق العائلات، مما أسفر عن استشهاد 62 مواطنًا وإصابة 220 آخرين.

وتكمن الصعوبة في الوصول إلى الضحايا الذين لا يزالون تحت الركام، حيث تواجه طواقم الإسعاف والدفاع المدني تحديات كبيرة في الوصول إليهم.

تصعيد السياسات الإسرائيلية 

أكدت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية أن استمرار الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة في تصعيد سياساتها العدوانية ضد الشعب الفلسطيني يهدد فرص تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية. 

وأوضحت الوزارة أن هذه الحكومة تمعن في ممارسة أشكال الإبادة السياسية والتهجير القسري، وتستمر في تنفيذ مخططاتها الاستيطانية لتوسيع الاستيطان في الضفة الغربية، بما في ذلك الأغوار ومسافر يطا، إلى جانب تعميق الهجمات ضد التجمعات البدوية الفلسطينية، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"..

كما تعمق الهجمات ضد التجمعات البدوية الفلسطينية، وهو ما يهدد بتقويض أي إمكانية لتحقيق السلام.

واقع غزة الجديد وتداعياته

تشير وزارة الخارجية الفلسطينية إلى أن الاحتلال لا يكتفي بسياساته العدوانية ضد الضفة الغربية فقط، بل يسعى أيضًا إلى فرض واقع جديد في قطاع غزة.

ووفقًا للوزارة، فإن الحكومة الإسرائيلية تهدف إلى توسيع سيطرتها على شمال القطاع، تمهيدًا لفرض حكم إداري إسرائيلي كامل عليه.

وتعتبر هذه السياسات جزءًا من مخطط أوسع يهدف إلى تقويض أي إمكانية لتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة، مما يشكل تهديدًا خطيرًا على الفلسطينيين والأمن الإقليمي والدولي.

وزارة الخارجية الفلسطينية تدعو المجتمع الدولي للتحرك

في هذا السياق، حذرت وزارة الخارجية الفلسطينية من تداعيات توسيع الاحتلال سيطرته على قطاع غزة، ودعت المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف هذه المخططات.

كما أكدت الوزارة على أهمية حراكها السياسي والدبلوماسي على الساحة الدولية من خلال التواصل مع الدول الصديقة ومراكز صنع القرار، بهدف فضح المخططات الاستعمارية الإسرائيلية.

وأشارت إلى ضرورة دعم المجتمع الدولي للشرعية الفلسطينية المعترف بها دوليًا، من أجل تمكينها من بسط سيادتها الكاملة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، لتحقيق حقوق الشعب الفلسطيني في تجسيد دولته المستقلة.